وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار

‏موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي

حشودٌ وصلت ومن كُـلّ الأصقاع توافدت وجعلت من محافظة مأرب تمركزهم ومن هنالك ينطلقون رفعاً للإحداثيات وقتلاً للبشرية وتدميراً لكل شيء.

وفي جبهات متاخمة لصنعاء تمركزت وجحافلٌ وثبت وجُمع لمعركة اقتحام العاصمة ما لم يُحصَ عديده وعتاده يشاركهم العالم وصاحب هذه العمليات تغطية إعلامية مهولة مباشرة على مدار الساعة.

وفي طرفة عين وانتباهتها وبعد دفاع استمر لسنوات تداعى الشرفاء وحزم الرجال أمتعتهم وبعد توكلهم على الله اصطفوا كالبنيان المرصوص، جهادٌ في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض والإنسان والعقيدة فضاعت تلك الحشود وبأطراف صنعاء هُزمت ودُحرت تاهت وتلاشت وإلى صحراء مأرب والجوف أعادت تموضعها.

ومن جديد يعاود مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة ترتيب أوراقهم لمواصلة مهامهم الجهادية بعمليات عسكرية واسعة وبعد عمليتي البنيان المرصوص وأمكن منهم ودحر المرتزِقة من نهم والجوف أتت العملية العسكرية الثالثة لإزالة الخطر عن العاصمة وكل المحافظات، نفذ المجاهدين عملية البأس الشديد وفيها وبفضل الله تم استعادة وتحرير مناطق واسعة في محافظة مأرب من مفرق الجوف مُرورًا بمجزر والجدعان إلى مدغل ورغوان إلى جبهة الكسارة وهيلان إلى نخلاء والسويداء ومناطق متفرقة.

وتعود أحداث العملية إلى 2020 ولم يفصح عنها الإعلام عبر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة إِلَّا اليوم لحاجة في نفس القيادة ووزارة الدفاع، وصاحب هذه العمليات ضربات صاروخية وباليستية بما يزيد عن 1600 عملية ومشاركة مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية وبفضل الله تم تحرير مساحة تُقدّر بـ 1600 كليو متر² واستعادة كُـلّ المعسكرات والمواقع المهمة ومن نتائج عملية البأس الشديد ووفقاً للمتحدث (بشير الخير) فقد بلغ عدد ضحايا العدوّ ما يقارب عن 15 ألفاً ما بين قتيل ومصاب وأسير، بينما تم إعطاب واغتنام أكثر من 1500 آلية مختلفة.

مشاهد بطولية تم عرضها سجّل فيها المجاهدون ملاحم تاريخية أُسطورية وانتصارات كبيرة بحمد الله وفضله.

فكانت الانتصارات تسابق الرجال وهم يرون الباطل يندحر أمامهم فتجلّى قوله تعالى: (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى، وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ).

فقد مثلّت هذه العملية صفعة كبيرة وهزيمة مذلة وبرغم الغارات التي شنها طيران تحالف العدوان، حَيثُ بلغت ما يزيد عن ثلاثة آلاف غارة لكي تمنع المجاهدين من التقدم الميداني وبسط السيطرة والتحرير، فلقد فر العدوّ وأذنابه يجرّون أذيال الهزيمة والعار، يندبون حضهم التعيس وخسارتهم الميدانية والبشرية والمعنوية وأصبح محاصراً في مدينة مأرب يضرب أخماس دناءته بأسداس ارتزاقه وأنّى له البقاء طويلاً ورجال الرجال يطرقون أبواب المدينة من ثلاث جهات غربية وشمالية وجنوبية خَاصَّة بعد الانتصارات التي أتت بعد عملية البأس الشديد.

وتعاهد رجال الجيش واللجان الشعبيّة بتحرير كامل الأرض اليمنية من الغزاة والخونة مهما كانت التضحيات ففي سبيل الله والدفاع عن الحرية والسيادة يهون كُـلّ شيء، ولله الحمد والشكر على التمكين والعون والنصــر..

والقادم أشد بأساً وأقوى تنكيلاً وأعظم إن شاء الله..

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا