القتلُ على الطريقة الأمريكية
موقع أنصار الله || مقالات || منصور البكالي
لن نتحدث في هذا المقال عن فن من الفنون أَو ثقافة من الثقافات التي صدّرتها “الديمقراطية والحرية” الأمريكية؛ لتوفير العيش الرغيد والحياة المترفة والتفكير التقدمي للبشرية، كما تدَّعي، بل سنحاولُ تقديم نسخة من الصورة الحقيقية للسياسة الأمريكية التي طالما تحاولُ علاقاتُها الخارجيةُ إخفاءَها أمامَ الرأيِ العام.
فلقتل الشعوب وإبادتها أساليب وسياسات ووسائل وطرق متعددة في المنهجية الأمريكية لم تتقنها وتجيد كُـلّ أصنافها أية امبراطورية عبر التاريخ القديم والمعاصر مهما بلغت قوتها وامتد طغيانها وظلمها وتجبرها وإرهابها بحق الإنسانية، وقامت عليها ما تسمى بالولايات المتحدة الأمريكية اليوم.
ومن يُرِدِ التعرفَ على هذه الصورة فليس عليه مسح الغبار بيده من فوق مجلدات ومؤلفات الكتب التي دوّنت جرائمها بحق الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا وما تبعها من الجرائم في فتنام والعراق وأفغانستان وليبيا أَو سوريا وفلسطين ودول أمريكا الجنوبية، بل عليه إرجاع البصر كرتين إلى الجرائم الأمريكية في اليمن طيلة 7 أعوام من العدوان الغاشم ومحاولة احتلاله واستعادة السيطرة عليه حين قتلت آلاف الأطفال والنساء تحت أسقف منازلهم وفي أسواقهم وطرقهم ومدارسهم ومستشفياتهم..، بكل أنواع قنابلها المحرمة وصواريخها المدمّـرة، وبأحدث صناعاتها الحربية وصنوفها الجوية والبرية والبحرية، بل واتخذت كُـلّ وسائل القتل المباشرة بالاغتيالات والعمليات الانتحارية لأدواتها المحشوة بالأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وسط الجوامع المكتظة بالمصلين وفي الأسواق وعلى الطرقات وفي المناسبات.
ليس هذا فقط بل عندما فشلت أمريكا في إركاع الشعب اليمني قامت بحصاره الجوي والبري والبحري واتخذت كُـلّ التدابير المؤدية لقتله جوعاً ومرضاً، فمنعت دخول الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية ذات العلاقة بالأمراض المزمنة، ومنعت دخول سفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية، لتدخل بيدها الأممية القاتلة خنجرها المسموم في الأغذية الفاسدة والأدوية المنتهية والمزيفة بغيةَ القتل للمرضى قبل الأحياء، وعلاوةً على ذلك تعمدت استغلال وباء كورونا لتدخله عبر منظماتها بذريعة إجراء الفحوصات قبل إعطاء الدواء، لولا حكمة القيادة السياسية وتنبهها.
سلطت كُـلّ أساليبها لقتل الشعب اليمني دون أن يسلمَ مِن قتلها أدواتُها ومرتزِقتُها الذين تتخذهم أحذيةً لاحتلال اليمن فأشعلت فيهم الصراعات البينية لتضعِفَهم وتقتلهم بأيديهم تحت عناوين متعددة.
إنها أمريكا إن صادقت احتلت ونهبت وجوّعت الشعوب، وإن عادت دمّـرت وسحقت وأحرقت الشعوب، وحاصرتها ومنعت عنها كُـلَّ أَسَاسيات الحياة بغيةَ قتلها ونهب مقدراتها ومصادرة قرارها.
إنها أمريكا صنعت النووي لتقتل من تريد، وصنعت الإرهاب لتقتلَ به الشعوب وتحتلها، وصنعت العملاء لتقتل شعوبهم وتحتلها مدعية حمايتهم.
إنها أمريكا من عاش قتلتْه بالحرب ومن مَرِضَ منعت عنه الدواءَ حتى يموتَ، ولا نجاة لأي شعب مستهدَفٍ إلا بمقاومتها ومواجهتها وكشف زيفها وكذبها.
إنها أمريكا ترى حياة الشعوب ونهضتها وأمنها واستقراراها موتاً لها ولحلفائها، وترى في قتل الشعوب حياةً لها.