ربيع الأنوار المحمدية (5- 6)
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح البنوس
الحشود المليونية اليمانية المحمدية التي خرجت إلى ساحات الرسول الأعظم في 14 محافظة يمنية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام كانت هي الأكبر من نوعها في المنطقة ، حشود جماهيرية غفيرة لم تتسع لها ساحات وميادين الاحتفال ،حيث واجهت اللجان المنظمة صعوبة في إستيعابها ، الشوارع والأزقة المرتبطة بميدان السبعين اكتظت بضيوف الرسول الأعظم الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى ساحة الاحتفال ، والحال كذلك في ساحة حديقة هران بمدينة ذمار حيث اضطرت جموع غفيرة من المشاركين إلى البقاء خارج الساحة بعد أن استكملت الساحة المعدة من قبل اللجنة المنظمة طاقتها الاستيعابية ، وقس على ذلك في أغلب ساحات الرسول الأعظم التي شهدت الكرنفالات المحمدية البهيجة فرحا وسرورا بمولد خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه وآله..
مشاهد تريح النفوس وتزيل الهموم رسم من خلالها اليمنيون واليمنيات لوحة يمانية محمدية بديعة وغير مسبوقة على مستوى شعوب ودول المنطقة ، مشاهد أغاظت المبغضين والمرجفين والمنافقين الذين ذهبوا لتحميل تلكم الاحتفالات أكثر مما تحتمل ، وعملوا على تسييسها والهروب من الحديث عن عظمة الحشود التي تقاطرت إلى ساحات الاحتفال للحديث عن خزعبلات وهرطقات لطالما دأبوا على الحديث عنها والترويج لها ، في تصرف يعكس إفلاسهم ويكشف حجم حقدهم على رسول الله ومولده الشريف ..
يتحدثون عن مكاسب ومغانم وأرباح حصدها أنصار الله من خلال ما أسموها الجبايات التي فرضوها على التجار والمواطنين – حد زعمهم – في الوقت الذي يدركون فيه كذب وزيف مزاعمهم وخصوصا بعد التوجيهات الحكيمة التي أصدرها قائد الثورة والتي نصت صراحة على منع أخذ أي جبايات بالإكراه منعا باتا وجعل المسألة طوعية غير ملزمة لأحد ، والتي قطعت الطريق أمام أبواق النفاق ومروجي الشائعات والأراجيف والأكاذيب الذين يستهدفون المولد النبوي تحت يافطات وشعارات وعناوين كاذبة لا أساس لها من الصحة ..
رسول الله لا يختص بأنصار الله كي يهاجموهم لمجرد قيامهم بالاحتفال بمولده الشريف ، رسول الله محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله هو رسول للبشرية جمعاء ، وإذا كانت لديهم خصومة مع أنصار الله تمنعهم من الاحتفال بالمولد النبوي معهم ، فلماذا لا يحتفلون هم بالمولد النبوي على طريقتهم في المناطق التي يسيطرون عليها إذا كانوا كما يدَّعون يحبون رسول الله ولا يعارضون الاحتفال بمولده ؟!
عقيدتهم الوهابية السعودية تحرِّم المولد النبوي الشريف ، و تمنعهم من إحياء هذه المناسبة بأي شكل من الأشكال ، علاوة على كونهم لا يمتلكون الجرأة لمخالفة سيدهم السعودي ولو من باب النفاق والمراوغة السياسية ، والمضحك هنا وهم يكذبون على الله ورسوله وعلى الشعب أنهم يتظاهرون بحرصهم على مصلحة المواطنين والشفقة عليهم من إتاوات المولد المزعومة؛ في الوقت الذي ينهبون فيه ثروات وممتلكات الوطن والشعب ويتاجرون بها ويستغلونها لحساباتهم الحزبية والخاصة ، فمن ينهب الثروات ويرفع تكلفة الجمارك على المواد الغذائية ويعبث بالعملة الوطنية ويطالب باستمرار العدوان والحصار على وطنه وشعبه ، ويرفض صرف المرتبات ، وفتح المطارات ، وحل ملف الأسرى وغيرها من الملفات المتعلقة بالأزمة اليمنية الناجمة عن تداعيات العدوان والحصار هو العدو الحقيقي للوطن والمواطن ، لا من يدافع عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة ،وفوق ذلك لا يجد أي حرج في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بكل ذلكم الزخم الكبير والحضور البهي ..
بالمختصر المفيد: احتفالاتنا بالمولد النبوي رسالة وفاء ومحبة وتجديد للولاء والانتماء لرسول الله ، ومن يفهمها بخلاف ذلك ويسعى لتكييفها بالطريقة التي تخدم أعداء الله ورسوله لا يقل خطرا وبغضا وكراهية عنهم ، ومهما حاولوا التظاهر بخلاف ذلك فإن أفعالهم ومواقفهم تفضحهم وتظهرهم على حقيقتهم المخزية والمذلة والمهينة التي لا تليق إلا بهم ومن سار على دربهم وسلك مسلكهم ..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.