روحية العزة والكرامة مغروسة في أفئدتنا والأمة عندما تتخلى عن منهج رسولها تكون في حالة من الضياع والتيه

حرائر اليمن المشاركات في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

|| صحافة ||

في يومٍ من أَيَّـامِ الله العظيمة والغالية على قلوب اليمانيين، خرجت الثائراتُ اليمنياتُ في ميدان الولاء والمحبة والعشق للرسول الأكرم -صلوات الله عليه وآله-؛ استجابةً لأمر الله بتعظيم شعائره وفرحاً وسروراً بفضل الله ومَنِّه على إخراج الأُمَّــة من الظلمات إلى النور، وأيضاً تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي –حفظه الله- بالخروج المُشرف وإثباتاً لثقته المُطلقة بهذا الشعب الذي بالفعل تصدر لإحيَاء مناسبة المولد النبوي أكثر من أي شعب آخر.

وخلال الاحتفال بهذه المناسبة لهذا العام، كان ملاحظاً تضاعُفُ الحشود الثائرة، حَيثُ يزدادُ من عامٍ إلى آخرَ الحُبُّ المُحمّدي المُطلق، وتجد المرأة اليمنية مجددةً العَهدَ بالحفاظ على نهجها وسيرها على هذه المسيرة القرآنية المُحمديّة.

وشهدت أمانةُ العاصمة ومحافظاتُ صعدة وحجّـة وغيرها حشوداً نسائيةً لا مثيلَ لها، شاركت في الاحتفاء بميلاد الرسول الأكرم محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، حَيثُ يعد هذا الحضور هو الأكبر في التاريخ، ورسم صورة مميزة ولافتة عن اليمن رجالاً ونساء، ومدى ارتباطهم وعشقهم برسول الله، بعكس المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي السعوديّ.

ورافق هذا الاحتشاد رفعُ لافتات كبيرة كُتبت عليها عبارات المدح والثناء لرسولنا الكريم، وهُتافات متعددة منها “لبيك يا رسول الله” والشعار السخط المعروف ضد اليهود والنصارى: “اللهُ أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، وهو ما أثبت أن المرأة اليمنية ليست استثناءً عن أخيها الرجل، فهي حاضرة في الميادين الثورية والقتالية، وفي مقدمة المحتفلين برسولنا الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه.

وتقول رقية الوادعي وهي زوجة شهيد: “خرجتُ لأُحيي ذكرى مولد الرسول صلوات الله عليه وآله؛ ولأعبّر عن حبي له وتوليه، وفي هذا الميدان نؤكّـد للعدو بأننا أُمَّـة محمد صلوات الله عليه وآله متمسكون بنهجه، وأول الدروس التي نستلهمها من نبينا الكريم هي الجهاد في سبيل الله ونحن كشعبٍ يمني واجهنا العدوّ ودحرنا أوكاره وحطّمنا كُـلَّ آماله”.

وتصفُ الوادعي حالةَ الأُمَّــة التي تخلت عن المنهج المحمدي بأنها أصبحت أُمَّـة منكبة ذليلة، والشاهد على ذلك كيف أصبح النظامان السعوديّ والإماراتي لا يعنيهما نهج نبينا الأكرم أي شيء سوى غموسهم في متاع الخمور والفجور.

وتختم الوادعي رسالتها قائلة: “سنثبت حُبَّنا لرسولنا وأسوتنا الحسنة، وسنثبته اليومَ وغداً وإلى آخر أَيَّـام الدنيا، ليس في حضورنا لهذا الحشد فحسب، وإنما بالاقتدَاء به في كُـلّ أمور حياتنا”.

من جهتها، تقول أُمَّـة اللطيف الشامي: من نِعم الله أن نخرُجَ نحن اليمانيات لإحيَاء هذه الذكرى العظيمة في نفوسنا، وهي نتيجة من نتائج عزتنا وكرامتنا التي نعيشها رغم العدوان والحصار علينا.

وتوضح الشامي أننا نستلهم من حياة نبينا العظيم الكثير من الدروس والعبر ومنها الإحسان، والاحترام، والتعامل الحسن، والجهاد، مشيرة إلى واقع الأُمَّــة الذي تدهور وانحرف عن المسار الذي كان ينبغي لها أن تكون فيه؛ بسَببِ بُعدِها عن الله سبحانه وتعالى وكثرة المعاصي والذنوب، وبعد أن مَنَّ اللهُ علينا بالمسيرة القرآنية وقائدها العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- ظهرت تجليات الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي لم نكن نحتفل بها من قبل.

وتؤكّـد الشامي أنه مهما زاد تكبر العدوان الأمريكي السعوديّ وتجبرهم فَـإنَّنا سنظل سائرين على نهج النبي الكريم ولن نحيد عنه إطلاقاً.

 

خطورة البُعد عن النهج المحمدي

بدورها، تقول ابتسام الذيفاني عن مشاركتها في مناسبة المولد النبوي: خرجنا في هذا اليوم؛ نُصرةً لنبينا محمد -صلى الله عليه وآله- وتلبيةً لدعوة قائدنا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- بالخروج المشرف لإحيَاء هذه المناسبة العزيزة.

وتضيف الذيفاني أن النبيَّ العظيم كان حليماً كريماً خلوقاً قوياً صادقاً أميناً، وهذه الصفات المحمودة تساعدنا في السير على نهجه والاقتدَاء به، فصلواُت الله عليه وآله من يومنا هذا إلى يوم الدين، منوّهة إلى أننا نرى السعوديّ والإماراتي يعيشون في حالة الخنوع والخضوع للكيان الصهيوني؛ بسَببِ بعدهم عن النهج المحمدي وانحرافهم عن هذا الخط العظيم.

وتوجّـه الذيفاني رسالتها لأعداء الله وأعداء رسولِه والدين، والذي ينظرون على أن الاحتفال بهذه المناسبة “بدعة” ولا يجوز، ويسخرون من المحتشدين في هذه المناسبة: “موتوا بغيظكم” سنظل نحتفل بمولد نبينا ونخرج؛ لنغيظكم في كُـلّ عام.

من جانبها، تقول أم سندس تعليقاً على مشاركتها في الاحتفال بالمولد النبوي: خرجنا لأجل إحيَاء هذه المناسبة العظيمة التي ظلَّت منسية منذ عقود طويلة، وبفضل هذه المسيرة القرآنية أعادت إلينا أهميّةَ الاستذكار لهذه المناسبة، متابعة حديثها بالقول: نستلهم من حياة نبينا الشجاعة والغيرة والجهاد، وكما كان أهداف الجهاد وعظمتها مُغيَّبة عنا؛ بسَببِ المنهج الوهَّـابي التكفيري، فقد حاولوا تغييبَ سيرة الرسول الجلية عنا ولكن باءوا بالفشل، ولكن عندما أحيينا الجهادَ في نفوسنا نستطيع إحيَاء عظمة الرسول فينا بلا شك.

وتواصل قائلة: “ما يحصل في واقع الأُمَّــة استعبادٌ فاضحٌ للأسف؛ بسَببِ تحكُّم اليهود في شؤونها وسيطرتها على ممتلكاتها”، مختتمة حديثها قائلة: “سنحتفل، سننتصر، سنجاهد، سنبذل الغالي والنفيس، وللأعداء موتوا بغيظكم”.

أما رحمة رفعان فتقولُ عن مشاركتها في الاحتفال بمناسبة المولد النبوي: “خروجُنا اليوم هو إحيَاء وتعظيماً منا وحباً وولاءً لرسولنا محمد -صلوات الله عليه وآله- فلا بد أن نحييه في نفوسنا ونفوس أطفالنا”.

وتؤكّـد رفعان أننا نستلهم من حياة النبي الأعظم الدروس والعبر في الصبر والتحمل والجهاد والإنفاق في سبيل الله، وفي التضحية والاستبسال والصمود، وبالنسبة لواقع الأُمَّــة للأسف أصبحت الأُمَّــة خانعة ذليلة، أصبحت أُمَّـة مقهورة أمام أعدائنا.

وتوجّـه رسالتها للأعداء بالقول: “مهما أرجفتم ومهما حاصرتم ومهما قصفتم فنحن سنقيمُ مناسباتنا ونحتفل ونبتهج بمولده صلوات الله عليه وآله، سنحييه في نفوسنا قبل الواقع، سنحييه في نفوس أطفالنا ونساءنا، سنجاهد، سنبذل الأرواح والأموال والأولاد وكل ما نملكه من الغالي والنفيس في سبيل الله”.

 

روحيّةُ العزة والكرامة

وعلى صعيد متصل، تقول الأخت سمية الشهاري: إننا نحيي ذكرى مولد الرسول الأكرم لنعلنَ للعالم جميعاً بأن الرسول ما زال حياً في قلوب المسلمين، ونعيد تأريخه وسيرته النبوية الصحيحة التي كاد الأعداء أن يخفوها، واليوم نجد إحيَاء قيمه وإحيَاء أخلاقه مجسدة في الواقع الذي نعيشه.

وتتحدث الشهاري قائلة: نستلهمُ من حياة رسولنا المختار القيمَ والأخلاق والصفات الكريمة والجهاد ضد أعدائنا، وكان الرسول صلوات الله عليه وآله أولَ المجاهدين في سبيل الله، وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}، مواصلة حديثها بالقول: عندما تخلت الأُمَّــة عن منهج الرسول أضاعت عزتها، وامتُهنت كرامتها، وفقدت قيمَها وأخلاقها التي كانت مبني عليها الإسلام، وَإذَا التزمنا بمبادئ النبي الكريم دون شك سنكون أُمَّـة قوية.

وتختتم برسالة المجتمع اليمني ككُل: لن يستطيع العدوّ أن يوهن عزيمته وأن يضعفه، ما دام يحمل في روحيته العزة والكرامة.

أما الأخت مريم عباس -اللجنة الإعلامية- فتشاركنا حديثها قائلة: إن خروجَ حرائر اليمن للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة يؤكّـدن مدى استجابتهن لنداء الله وتفاعلهن الكبير لدعوة السيد القائد، ويثبتن أن القوة والعزيمة المحمدية لن تثنيهن عن الخروج بهذا الحشد المهيب.

وتتحدث عباس بالقول: نستمد من حياة الرسول صلى الله عليه وآله القوة والشجاعة والصبر والثبات مهما بلغت قوة الأعداء علينا، فنحن منتصرون بإذن الله، وبالنسبة لحال الأُمَّــة في هذا الزمان أصبحت تخوض في غمار الفساد وهي لا تدري؛ لأَنَّها تخلت عن منهج سيد البشر.

أما رسالتُها للأعداء فهي لن يستطيعوا كسر إرادتنا؛ لأَنَّنا أقوياءٌ بالله وواثقين بوعده ونصره مهما بلغت قوتهم التي هي ككيد الشيطان الضعيف.

 

أهميّةُ الإسعاف الأولي

وتشرح الدكتورة منال شرف الدين -اللجنة الصحية- مهمةَ هذه اللجنة في مناسبة المولد النبوي الشريف قائلة: يتم تقديم أولاً الإسعافات الأولية لضيفات رسول الله اللواتي يعانين من حالةٍ ما، ومن ثم يتم تشخيصُ الحالة إذَا كانت حالة بسيطة يستطيع الكادر الصحي تقديم الإسعاف الأولي، أما إذَا كانت الحالة مستعصية كحالات النزيف أَو الكسور أَو ما شابه فيتم وضع المريضة في سيارة الإسعاف الميداني ومن ثم نقلها إلى إحدى المستشفيات العامة.

ومن لجنة النظام، تقول الأخت فاطمة المنتصر: إن ما يميز الاحتفال بهذا العام بأن اللجنة النظامية توزّعت أكثر لهذا العام؛ لخدمة ضيفات رسول الله وتوجيههن بالانتظام قدر الإمْكَان.. وفي هذه المناسبة العظيمة يزداد الشعبُ اليمني وعياً وحضوراً كلما زاد ثقته بالله سبحانه وتعالى وكلما زاد ولائه وحبه لهذا النبي العظيم.

من جانبها، تقول الإعلامية الأُستاذة بتول المنصور: اليوم وفي هذه المناسبة، مناسبة ميلاد الرسول محمد- صلوات الله عليه وآله- تخرج المرأة اليمنية بكل قوة وبكل لهفة؛ تأسياً وتمسكاً برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله؛ ولتقول للعالم بأكمله إن المرأة اليمنية غير نساء العالم بأكمله في تأسيها وفي تمسكها وفي مضيها على نهج الرسول الأكرم، وفي مبادئها، في قيمها، في تربيتها لأبنائها، في حياتها ككُل.

وتضيف المنصور: هناك دروسٌ كثيرة نستلهمها من رسول الله صلوات الله عليه وآله، لكن ما يميزنا اليوم في هذه الفترة من الزمن أننا نعيش عدوان، ونحن على سبع سنواتٍ من القصف والقتل، فالدروس والعبر التي نستلهمها من رسول الله هي عدم السكوت عن الظلم، عدم الرضا بما يريده الأعداء لنا، ونحن نواجهُ هذا العدوّ حتى ينتصر الحق ضد الباطل، حتى نكون محمديون حقيقيون في حياتنا.

وتواصل المنصور قائلة: للأسف الشديد أن الأُمَّــةَ عندما تتخلى عن منهج رسولها تكون في حالة من الضياع والتيه، ونحن نشاهد في الواقع دول الخليج والدول التي ابتعدت عن رسول الله صلوات الله عليه وآله كيف أصبحت هذه الدولُ بلا قيمة تُسيُّرها أمريكا وإسرائيل كالعبيد، بينما من يتمسكون برسول الله وبعترة رسول الله هم في مقدمة الدول التي تتحدى أمريكا ككُل، اليمن كان يستهين بها الكثير، ولكن بعد أن شُن علينا العدوان أصبح لليمن قدر وقيمة وأصبح للإنسان اليمني مكانة وهيبة بين شعوب العالم بأكملها.

وتختم المنصور رسالتها بالقول: لا أعتقد أن هناك شخصاً مؤمِناً ومسلماً ويقولُ لا إله إلا الله محمد رسول الله يغتاظُ من مولد خير البشر، أنت بطبيعتك كإنسانٍ كبشرٍ تحتفلُ بميلاد ابنك بميلادك أنت، لكن هذا ميلاد من أخرجنا من الظلمات إلى النور وكما قال الله تعالى: {ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} وقال تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} وهذه الأمور الإلهية التي أمرنا بها أن نفرحَ بهذه الرحمة المهداة للعالمين.

 

المسيرة / المركز الإعلامي للهيئة النسائية للأمانة

 

 

قد يعجبك ايضا