قبائل العبدية يزورون سنحان ويؤكّـدون: وجدنا إخوتنا وتسامحهم وسنتحَرّك لدحر أعدائنا وتضليلهم

|| صحافة ||

كان التغريرُ والتزويرُ والخداعُ والتشويهُ والتلفيقُ والشحنُ الطائفي والمناطقي والعقائدي، هي الأساليبُ المستخدَمةُ لدى مرتزِقة العدوان في محافظة مَأرب لاستقطاب وتجنيد المغرر بهم من قبائل وأبناء ووجهاء مديريات محافظة مَأرب، ولا سيما العبدية وجبل مراد التي تحرّرتا مؤخّراً، هذا ما أكّـدته قبائلُ العبدية ومشايخُها ووجهاؤها خلال استقبالهم في مديرية سنحان، أمس الأول، في ضيافة كان الإخاء والود والتسامح والتصافح هو سيد الموقف، في حين كانت تصحيحُ المفاهيم والوصول للصورة الحقيقية عن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة وأبناء وقبائل المحافظات الحرة، لدى الضيوف من قبائل العبدية ومعرفتهم بحقيقة العدوان وأدواته وتزيف ودجل أدواته، هي من ضمن ما حصدته زيارتهم للعاصمة ولقائهم بقبائلها الأبية.

 

عدسات الكاميرات تختزل المشهد.. مبادئ الأحرار تلقف “ثعابين” الأعداء

وبحفاوة وسعة صدر منقطعة النظير استقبل أبناءُ مديرية سنحانَ وفدَ قبائل مديرية العبدية، الزائرَ لمحافظة صنعاء، في حين كانَ الإخاءُ والوُدُّ والوصول للحقيقة الناصعة والارتياح للتحرّر من هيمنة العدوان وأدواته وتزييفهم، ظاهراً بقوة على قبائل العبدية، الذين أكّـدوا انسلاخهم عن كُـلّ ما غرسه “الإصلاحيون” من مفاهيمَ خاطئة، فور تحرير المديرية ضمن المرحلة الثانية من عملية ربيع النصر.

وتعزيزاً لروابط الإخاء ووَحدة الصف والكلمة والموقف في الدفاع عن الدين والوطن، تم استقبالُ قبائل العبدية في عدة مناطقَ من مديرية سنحان، حَيثُ طافوا سد سيان والتحموا مع أبنائها وأبناء القرى المجاورة، ثم اتجهوا نحو مَقْوَلَة وما جاورها، وكان الاستقبال الشعبي الكبير في الطرق والأسواق وكل المناطق التي مر بها الضيوف “قبائل ومشايخ العبدية”، طاغياً بقوة، حَيثُ احتفى أبناء قرى سنحان بقدوم الضيوف ورحبوا بكل طرق الترحيب، بقبائل العبدية، ونقلوا الصورة الحقيقية عن أبناء ووجهاء المحافظات الحرة ومجاهديها الأبطال، لاقفين بذلك كُـلَّ ما أفكه العدوانُ من حِبالِ الكذب والتزييف والخداع، وقد اختزلت عدسات الكاميرات مظاهر الحفاوة والابتهاج في أوساط الزائرين والمستقبلين في صورة عكست خلاصة المشهد بأن العدوان وأكاذيبه وأراجيفه إلى زوال وأن النصر آتٍ لا محالة.

وأكّـد ذلك مشايخ العبدية الذين نوّهوا إلى أن رهانَ العدوان على فصائله وحجم العتاد العسكري، فشل وعجز أمام القدرات الفائقة والنوايا الصادقة وغيرهما من الأسباب التي يدركها اليمنيون، بأن معاييرَ كسب المعركة لن تكون لصالح العدوّ المحتلّ في ظل شواهد عديدة تؤكّـد فشله في تطويع أصحاب الأرض لصالحه.

 

رسائلُ الزيارة تصيبُ العدوّ بمقتل

وخلالَ استقبال مشايخ ووجهاء العبدية، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن رهانَ تحالف العدوان تحطم على صخرة صمود وتلاحم أبناء الشعب اليمني.

وأشَارَ إلى أن المؤهلات الحقيقية لتحقيق العزة والرفعة للشعب في المعركة المصيرية لتحرير الوطن والتصدي لمشاريع العدوان، هو تعزيز الالتفاف والمواقف الداعمة لنصرة الحق وتجسيد الولاء الوطني في مقارعة قوى الاستكبار والطغيان.

وحيَّا عضو السياسي الأعلى مواقفَ أبناء قبيلة مديرية العبدية في الانتصار للحق، معبِّراً عن الاعتزاز والفخر لحالة الوعي في أوساط اليمنيين تجاه كُـلّ المؤامرات التي تتربص بالبلاد.

فيما أكّـد محافظ صنعاء، عبد الباسط الهادي، أن الجبهةَ الداخليةَ أصبحت اليوم أكثرَ تماسُكاً وصلابة من أي وقت مضى بوعي أبناء الشعب وإدراكهم لمخطّطات العدوان.

وأشاد بانتصارات الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف جبهات البطولة، لافتاً إلى أن المال السعوديّ لن يحقّق أي نصر لقوى العدوان والمرتزِقة.

وأشَارَ المحافظ الهادي، إلى أن المكاسب التي تحقّقت للوطن على مدى سبع سنوات، تتوج اليوم بدور القبيلة في محافظة مأرب، وفشل دول الاستكبار في فرض أجندتها، وإعادة اليمن إلى مربع الوصاية.

من جهتهم، رحّب مشايخ ووجهاء مديرية سنحان بوفد قبيلة العبدية الذي تجسّد زيارتُه وحدةَ الجبهة الداخلية ورفض الوصاية والتبعية للخارج، ورسالة بددت أكاذيب تحالف العدوان ومرتزِقته.

وعزز من رسالة زيارة الوفد والمواكب الرسمية والشعبيّة التي رافقته، الموقفُ الإنساني الذي أبداه قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، في التوجيه بالإفراج عن جميع الأسرى من أبناء مديرية العبدية والتأكيد على الاهتمام بالمواطنين في المديريات المحرّرة.

 

قبائلُ العبدية يقولون كلمتَهم

وفي الزيارة لمديرية سنحان وقراها، أكّـد مشايخُ العبدية عودتَهم لحضن الوطن وجلدة أبنائه، معلنين براءتهم من كُـلّ شائعات وأراجيف العدوان ومرتزِقته.

وفي هذا السياق، يؤكّـد الشيخ ناصر العمري –أحدُ أبرز مشايخ العبدية– أن العدوانَ وأدواته استهدفوا كُـلَّ قبائل مَأرب واستثاروا غِيرتَهم بالكذب والتزييف والتضليل.

ويشير الشيخ العمري في تصريحات خَاصَّة لـ”المسيرة” إلى التعبئةِ الأيديولوجية والعقائدية الباطلة التي دأب عليها الخطاب من قبل مرتزِقة حزب “الإصلاح”.

ولفت إلى بُطلان كُـلّ ما قاله العدوان وأدواته في خطابهم التعبوي المضلِّل والمشوه، مؤكّـداً أن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والقيادة السياسية والقبائل في المحافظات الحرة، قدموا نموذجاً صادقاً وعكسوا حقيقة ما يتحلون به من أخلاق عالية وقيم ومبادئ عُرِفَ بها اليمنيون منذ القدم.

من جهته، أكّـد الشيخ علي حسين الثابتي -أحدُ مشايخ العبدية- أن مرتزِقة العدوان كانوا يستقطبون أبناء المحافظة بالتخويف والترهيب وتشويه صورة مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة.

وقال في تصريحات لـ”المسيرة”: “كانوا يقولون لنا بأن أنصارَ الله مجوس وإرهابيون وسيعذبونكم وينتهكون حقوقكم ويهينون كرامتكم، وكانوا يقولون: إن أنصار الله محرِّفون في القرآن واثنا عشرية”.

وَأَضَـافَ الشيخ الثابتي: “دخل الجيش واللجان الشعبيّة العبدية وطردوا مقاتلي “الإصلاح” ولم نجد شيئاً من التعبئة الخاطئة”.

واختتم قوله بالتأكيد على نقاوة العقيدة والمبدئ التي يتحلى بها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والقبائل الأبية المساندة لهم، وعدالة القيادة الثورية والسياسية.

إلى ذلك، يقول الشيخ أحمد العامري -أحد مشايخ العبدية-: “جئنا إلى صنعاء ولم نجد الخمس والنهب والسلب والانتهاكات التي كان يروج لها التحالف وأعوانه”.

ويضيف في حديثه لـ”المسيرة”: “دخل أنصار الله عندنا في العبدية وتلاشت كُـلّ أكاذيب التحالف”.

وأكّـد أنه وجد إخوانه اليمنيين الكرامَ الأُباة في زيارته لصنعاء ومديرية سنحان.

بدوره، يؤكّـد الشيخ أحمد الثابتي –أحد أبرز مشايخ العبدية– أن على جميع أبناء مَأرب ومشايخها مد يد السلام والإخاء ونزع نظرة العداوة والبغضاء التي غرسها العدوان ومرتزِقته.

ويقول في تصريح لـ”المسيرة”: “إننا نكون في خندق واحد وفي صف واحد نقاتل عدونا الحقيقي ونتصالح مع بعضنا البعض فنحن أبناء وطن واحد ودين واحد”.

ويضيف: “أقول لمن تبقى من المغرر بهم من أبناء مَأرب، نحن وجدنا الصدق والأمانة والود والحفاوة وكل القيم النبيلة عندما التقينا بالجيش وأنصار الله وأبناء قبائل صنعاء”، داعياً كُـلّ المغرر بهم ومرتزِقة العدوان إلى العدول عن موقفهم والالتحاق بصفوف مواجهة العدوان.

فيما يؤكّـد الشيخ سالم العواضي -أحد أبرز مشايخ العبدية– رفض قبائل وأبناء المديرية لكل أساليب التفرقة والتجزئة بين أبناء اليمن، منوِّهًا إلى الرفض الكبير لكل غاز ومحتلّ وأجنبي يحاول تدنيس اليمن وإخضاع أبنائه”

ويقول الشيخ العواضي لـ”المسيرة”: “حاضرون للدفاع عن بلدنا وأرضنا وعرضنا من العدوّ الحقيقي، ومستعدين للدفع بشبابنا ونحن معهم للدفاع عن كرامتنا”.

واختتم الشيخ العواضي حديثه بالقول: “أتوجّـه بالنصح إلى إخواني من أبناء العبدية وكل من تضمه محافظة مَأرب بالعودة إلى حضن الوطن، ودعم معركة التحرير للتخلص مما شفناه وشافوه في ظل سيطرة أعداءنا على أرضنا وثرواتنا، وإزاحة الظلم والاستبداد الذي مارسوه ويمارسوه بحق كُـلّ أبناء مَأرب الذين ما زالوا في المناطق التي يسيطر عليها أعداؤنا”.

وفي السياق، يتحدث الشيخ محمد حسين الثابتي لـ”المسيرة”: “أقول إلى كُـلّ من يتواجد في مدينة مَأرب وهذا ليس للدعايات، إننا ندعو إلى مد يد السلم لمعرفة حقيقة إخواننا الأحرار”.

ويضيف “الذي يقول إن الانتقام موجود هذا غير وارد، ونحن قبائل العبدية الزائرين لصنعاء ننفي هذا الخبر، ورأينا حُسْنَ الضيافة والتسامُحَ والتصالح”.

وبالعودة للنظر إلى ما قاله مشايخ ووجهاء وأبناء قبيلة العبدية، يتضح للجميع الهالة التعبوية المضللة، التي يستعين بها العدوان لضرب وتفريق وإخضاع أبنائه، فيما تعتبر رسائل مشايخ العبدية نصائح شاملة لكل المغرر بهم والمخدوعين في صف العدوان، ومناطق سيطرته.

ومع هذه الزيارة وما حواها من حفاوة في الاستقبال وتجسيد مبادئ التسامح والتصالح، وإقرار قبائل العبدية بحقيقة المبادئ التي يتحلى بها أبناء الجيش واللجان الشعبيّة والقبائل القاطنين في المحافظات الحرة، يمكن القول بأن أكاذيب وأراجيف العدوان لم تعد مجدية بعد اليوم، وهو ما قد يجعله يتجه إلى انتهاج أساليب أُخرى لإخضاع أبناء وقبائل المحافظات التي يحتلها، وهو ما كان يمارسه في المديريات المحتلّة قبل تحريرها، حَــدّ ما أكّـدته قبائل العبدية.

ومع تأكيد قبائل العبدية انحيازهم للقوى الوطنية، فَـإنَّ أبطال الجيش واللجان الشعبيّة ومن ورائهم القيادة الثورية والسياسية، حقّقوا انتصاراً جديدًا ونجاحاً لرؤية القيادة وخياراتها في الرد على مؤامرات ومخطّطات العدوان الرامية للنيل من الوطن وأمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي.

وبحسب ما أكّـده مراقبون، فَـإنَّ قدوم مشايخ ووجهاء مديرية العبدية إلى صنعاء، يعتبر صفعة لقوى العدوان والمرتزِقة الذين حاولوا تزييف الحقائق على مدى سنوات، فيما عكست هذه الزيارة، موقف قبائل مأرب الداعم لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة والاصطفاف في مواجهة تحالف العدوان بالتزامن مع المعطيات الميدانية لتحرير ما تبقى من مديريات المحافظة.

 

ناشطون يتفاعلون مع المشهد

وتفاعل عددٌ من النشطاء السياسيين والإعلاميين مع مبادرة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في إطلاقِ الأسرى من قبائل العبدية تكريماً لمشايخ ووجهاء وقبائل العبدية الذين استقبلتهم قبائل سنحان، أمس الأول الخميس.

ورصدت صحيفة “المسيرة” جانباً من تفاعُلِ النشطاء السياسيين والإعلاميين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا أن استقبال صنعاء لمشايخ مديرية “العبدية” بمأرب وتصريحاتهم في قناة المسيرة تلقف أباطيل وزيف العدوان بقيادة أمريكا لسبع سنوات.

وقال نائب وزير الخارجية حسين العزي: إن مكرمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في الإفراج عن أسرى العبدية أتت كمبادرة أخوية صدرت إجلالاً وإكراماً لقبائل العبدية ووفود مأرب الأبية المتواجدين في العاصمة صنعاء.

وَأَضَـافَ: “سيعود إخاؤنا رغماً عن الخارج المنحاز للصوص والفاسدين ورغماً عن الأمم المتحدة التي لا ترى شيئاً جميلاً ولا تجيد سوى إدانة حقنا في الدفاع”.

وواصل العزي” تذكرت القربى فسالت دموعها قرابة الـ1500 مقاتل من أبناء الحبيبة مأرب يعودون للعظيمة صنعاء نرحب بالأحرار الكرام ونقول لهم أهلاً وسهلاً في عاصمتكم وبين أهلكم ورَبْعِكم.

ويتابع: “لقد كان يوماً مشهوداً تسابقت فيه العبرات ورتلت الجبال حنين الرجال ولا غرو، فالجميع أهلٌ وأبناء عم، شكراً للجميع وتحية للسيد القائد”.

من جهتها، قالت رئيسُ الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، ابتسام المتوكل: إن الفارق بين سعر الصرف في صنعاء وأخواتها من عواصم العزة والاستقلال وبين سعر الصرف في عدن وسائر المدن المحتلّة هو الفارق بين المشروع الوطني المقاوم للوصاية وبين مشاريع الاحتلال، مؤكّـدة أن صنعاءَ تعلو وتدعو أخواتها لسفينة النجاة سفينة اليمن الذي لا يرتهن للطغاة.

وأضافت: “صنعاء هي العاصم لليمنيين جميعاً من عار الخيانة والارتزاق وشر العدوان، صنعاء كُـلّ يوم تقوم بهذه المهمة، وصار كثيرون ممن اعتصموا بتحالف العدوّ يثوبون إلى صنعاء عاصمة لهم كما هي للجميع، مواصلة حديثها بالقول: “صنعاء هي الحق وَالحقيقة وعواصم العدوان هي الباطل والزيف صنعاء تدعو من تبقى من بينها إليها بكل حب”.

وغرد الناشط الإعلامي عبدالباسط الشرفي قائلاً: “ما لاحظناه وشاهدناه من استقبال كبير لقبائل العبدية يدل على أن قيادتنا تسامح، تنسى الجراح، تتعامل بإنسانية وحكمة وتصرف رشيد”، مؤكّـداً أن بقية قبائل اليمن أدركت خطر العدوان، وأن اليمن للجميع والناس إخوة ضد العدوان الخارجي، البقية سيلتحقون خلال الفترة القادمة.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا