الركائزُ الاستعماريةُ لأَمريكا في اليمن والمنطقة!

موقع أنصار الله || صحافة محلية _صدى المسيرة || أنس القاضي
 
أوضَحَ السّيِّـدُ القائد في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاق الصرخة في وجوه المُستكبرين، كيف أن النظامَين الأَمريكي والإسرائيلي “قديران في مجال استغلال أية مشكلة وتوظيفها التوظيف الذي يخدم أَهْدَافهم ومشاريعهم ومؤامراتهم”. وكيفَ أن “أي متمرد يتمرد على الإرَادَة الأَمريكية أَوْ على الأطماع الأَمريكية يُضرب من مال وإمْكَـانات هذه الأمة ومن الكائنات البشرية العمياء الصماء البكماء في هذه الأمة”.
 
وفي قراءه تأريخية أوضحَ وكيفَ أن الأَمريكي “في تجربته مع الاتحاد السوفييتي بدلاً عن أن يدخل في حرب مباشرة عسكرية أتى بالعرب ليحاربوا الاتحاد السوفييتي تحت عنوان الجهاد في سبيل الله وبفتاوى معينة ثم بتمويل عربي”.
 
وكل هذا ليس لتخويف الناس من المواجهة، بل من الإعداد لها ومن منطق إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، لكن الشيطان الاستعماري هذا لا يصبح كيده ضعيفاً إلا بحضور قوي نقيض لهُ ولمصالحه، ونقيض للواقع الذي يَجعل من البلدان ساحة مهيأة للغزو والاستعمار الجديد، وهو الجهاد والنضال والكفاح الذي لا هوادةَ فيه.
 
الركائزُ المحلية للاستعمار عناوينُ مختلفة، ومصلحة أَمريكية واحدة
 
مَا من استعمار وعُدْوَان خارجي إلا بركائز محلية وقوى داخلية، وهذا مثبَتٌ في التجربة التأريخية على مستوى العالَم بمختلف الثقافات والقوميات وتفاوت التطور الاقتصادي والمعرفي لهذه الدول، يتناسب دورُها مع العناوين التي يتبناها المستعمرون، فمن العناوين الطائفية إلى المناطقة والسياسية القومية واليسارية واللبرالية والمدَنية والحداثة والتقدم، وكل هذا لا يُبرر العُدْوَان والاستعمار، ولا يجعل من العمل مع العدو قضية داخلية وخلافاً محلياً، ولا يجعلُ من الأولوية حل القضية مع الأدوات والقوى في الداخل، فما هُمْ إلا مُلحقون بالعدو الرئيسي.
 
يقول السّيِّـد قائد الثورة الشعبية: تعتمد أَمريكا على الاختراق للأمة وتقويضها من الداخل وهذا أسلوب خبيث شيطاني لا يستنزفها بقدر ما هي تربح وتكسب وتستفيد، فتحرك القوى الموالية لها تتمكن من خلالها من استقطاب قوى أُخْـرَى تحت عناوين معينة، تصنع عنوان؛ يلقي تجاوب، عنوان طائفي يلقي تجاوب لدى فئة واسعة من المغفلين والمتعصبين والجهلة وعمي القلوب وصم الأسماع، وترفع أحياناً عناوين سياسية تلقى تجاوب من فئة انتهازية مفرغة تماماً من الإحساس بالمسئولية والقيم والأَخْلَاق، وهكذا من عنوان إلى آخر ترفعه أَمريكا فتلقى تجاوب من فئة من الأمة، اليوم تُدفع لأَمريكا الأموال في تنفيذ مشاريعها، السعودية تتحرك لتنفيذ مشروع أَمريكي في الوقت الذي تقدم المال لأَمريكا وتدفع المال الكثير لأَمريكا على حساب اقتصاد الشعب”. (*)
 
دعاةُ اليسار والقومية أدواتٌ للإمبريالية والاستعمار الجديد!
 
يقول السّيِّـد قائد الثورة الشَعبية:
 
“الأَمريكي والاسرائيلي يتحرك بطريقة مدروسة هو يخشى يقظة الأمة، هو يخشى أن يتحرك بطريقة يستفز فيها الأمة فيكون تحركه عاملَ استنهاض لهذه الأمة واستفزاز لهذه الأمة، هو يحسب هذا الحساب ولا يخشى شيء مثلما يخشى أن تستفيقَ هذه الأمة وأن تعيَ وأن تتحرك كما ينبغي فلذلك هو تحرك وهو يأخذ بعين الاعتبار كُلّ هذه الامور فاعتمد أولاً اختلاق الذرائع وصناعة المبررات يخلق ذريعة معينة يجعل منها العنوان الذي يزحف به على المنطقة الذي يتغلغل من خلاله إلى داخل كُلّ بلد من بلدان هذه المنطقة عَسكرياً وأمنياً الذي يجعل منه العنوان الذي يسوغ له ويبرر له أن يضرب ويوجه ضرباته في أي بلد في أية منطقة وأن يتحرك على المستويات سياسياً وعَسكرياً وأمنياً وحتى اقتصادياً وإعْلَامياً فأتى من ضمن هذه العناوين عنوان الإرْهَـاب وعنوان مكافحة الإرْهَـاب والقاعدة ثم الكثير مما نتج عن هذا العنوان ولّدت القاعدة كثيراً من بناتها”.
 
ولو جئنا لنبحث كيف أن كُل التدخلات الاستعمارية الأَمريكية الإسرائيلية الواضحة لم تؤثر إيْجَاباً في أوساط الجماهير جماهير الشعب وقواعد الأحزاب، ولم ينضج الوعي لمقاومة هذا التحرك سنكتشف أن العناوين التي يأتي من خلالها الأَمريكي، لا يأتي إلا بعدَ أن يكون قد زرع أدوات له تشتغل في ميادين السياسة والفكر والإعْلَام لتهيئة وعي الناس لتحركه ولتزيف جوهر تحركه الاستعماري، وإن كان التحرك الوهابي الإخواني واضحاً وجلياً في تجيره الدين للمصالح الاستعمارية، فإن ما هوَ خفي وفُضح في هذه المرحلة هو الدور القذر الذي لعبة الانتهازيون من دعاة اليسار والقومية والمدنية والحداثة، ولنأخذ على سبيل المثال حديث عَبدالرحمن عمر السقاف الذي كان يُهيمن موقع الأمين العام للحزب الاشتراكي وأطاحت به اللجنة التحضيرية للحزب الاشتراكي اليمني (ضد العُدْوَان)، يقول السقاف في حوار مع موقع ابابيل نت، رداً على سؤال الصحفي كيف تنظرون إلى دور عاصفة الحزم والتحالف العربي بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان في دعم الشرعية وردع الميليشيات والجماعات المسلحة؟ فأجاب:
 
“نعتبر دور عاصفة الحزم والامل امتداد لدور مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية على الاخص ضمن مسؤولياتهم تجاه اليمن والتي جعلتهم يتقدمون باتفاق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية باعتبار هذا الدور كان قائم على رعاية مجمل المسارات السياسية ضمن العملية السياسية الانتقالية في تنفيذ مهام وأَهْدَاف اتفاق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ويقومون برعايتها ولما جاء الانقلاب عليها عسكرياً فإن الأمر تطلب مواجهة الانقلابين بالأسلوب المناسب”.
 
والسقاف هنا وهوَ يمثل الأيدلوجية السياسية لمن يبررون العُدْوَان ممن التحقوا بالرياض وكانوا محسوبين على الاشتراكية والناصرية.
 
السقاف يجعل من التدخل العُدْوَاني العسكري الذي هو تدخل أَمريكي يجعل منه صلاحية واجب ومسئولية من هذه الدول الاستعمارية الرجعية السعودية، فهو الاسلوب المناسب كما قال السقاف، بعد عجز السعودية عن الهيمنة على بلادنا بالتدخل السياسية السابقة، التي يراها السقاف مسئولية سعودية تجاه الشعب اليمني القاصر!
 
ونذكر هنا السقافان تحريفه وتزيفه هذا لا يمثل نفسهُ إنما يمثل الشكل الأعلى للخطاب السياسي الانتهازي الموالي للعُدْوَان، وأكثر من ذلك وقاحة قول السقاف: “إن عاصفة الحزم والامل قامت بدور قومي عروبي يحفظ لدول المنطقة أمنها القومي خاصة وأن جُملة الصراعات في المناطق الحروب الساخنة في عدد من البلدان العربية توجد بها بصمات إيرانية.
 
وفيما يتعلق بالدور القيادي للملك سلمان بن عَبدالعزيز، وبعيداً عن المجاملات الملك سلمان بن عَبدالعزيز قد قام بدور تأريخي على المستوى القومي وجاء ذلك في الوقت المناسب تلبية للحاجة التي فرضتها الاخطار الجيوسياسية على المنطقية والهوية العربية”. (**)
 
فيما المؤسس للحزب الاشتراكي اليمني الشهيد القائد عَبدالفتاح إسماعيل والذي يُعد الأبَ الروحي للحركة التقدمية اليمنية يقول “إن الامبريالية العالمية الاستعمارية، وخاصة الإمبريالية الأَمريكية، هي وحدها التي تُثير الأخطار وتخلق بؤر التوتر، والنزاعات الإقليمية، وتلجأ إلى الاستفزازات، والتهديدات، ضد السيادات الوطنية، والاستقرار والتعايش السلمي، وتستخدم مختلف أساليب التآمر لعرقلة عملية التحرر والتقدم الاقتصادي والاجتماعي. وتحاول هذه الامبريالية إخفاء نواياها التآمرية والعُدْوَانية ضد الأنظمة والقوى التحررية في المنطقة وراء حماية طرق وممرات النفط البحرية، مثل مضيق هرمز وباب المندب وطارق…. “(***)
قد يعجبك ايضا