على نفسها جنت براقش
موقع أنصار الله ||مقالات || حميد رزق
يومُ العشرين من شهر أغسطس يومُ الاستفتاء الشعبي على المجلس السياسي الذي أتى لملءِ فراغ السلطة ليس كما قبله، فالشعب الـيَـمَـني زاد قوةً وعزز من عوامل الصمود في مواجهة العُـدْوَان وأرسل للعالَم رسالةَ الشرعية الحقيقية، بالمقابل فَإن السعودية بغطرستها وكبر حُكّامها سيزيدون غيضاً وحنقاً وحقداً على الشعب الـيَـمَـني.
ومن المتوقع أن السعودية لن تقرأَ رسالةَ الجماهير والخروج الشعبي بالشكل الصحيح، وسيحرص الأَمريكيون على الدفع بآل سعود في اتجاه المزيدِ من المكابرة والاستمرار في العُـدْوَان وشراء السلاح وصرف الأموال وتجنيد المرتزقة وارتكاب الجرائم بحق الشعب الـيَـمَـني، في محاولات يائسةٍ لكسرِ إرَادَة الناس والانتقام من صمودهم وثباتهم، لكن لن تحقق السعودية من وراء أَسَاليبها وجرائمها أيَّ شيء يُذكر، وبالعكس سنشهد مزيداً من العمليات القوية والنوعية ينفّذُها أبطال الجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي، بما يزيد من إحراج نظام آل سعود المتغطرس ويمُسُّ بهيبته في المنطقة، ليبدو المشهَدُ أَمَام هذه المغامرة أن آل سعود فعلاً يسلكون دربَ السقوط والانحدار وإلّا فإنهم لم يكونوا بحاجة للغَوص في رمال الـيَـمَـن بدون أيَّة مبررات واقعية غير الكبر والغطرسة والركون إلى عوامل القوة المادية التي ثبت فشلُها أَمَام الشعوب المؤمنة والحضارات الضاربة جذورها في التأريخ كما هو حال الشعب الـيَـمَـني.
نحن أَمَام شعبٍ عظيم بما للكلمة من معنى، فأَنْ تنجَحَ أيَّةُ دولة في حشد ملايين البشر فإنها بحاجة إلى ظروف مثالية لتسهيلِ حضور الناس وتدفق الجماهير بحاجة إلى مرحلة أمن واستقرار يجعل المشاركين في مثل هذه الفعاليات مطمئناً إلى أن أيَّ مكروه لن يصيبَه خلال مشاركته، لكن في حالة الشعب الـيَـمَـني يحدث العكس، فبرغم الظروف الاستثنائية وبرغم القصف والتحليق الذي تعمد محاولة إخافة المواطنين واستهدافهم، وبرغم انعدام المشتقات النفطية وبرغم الطرق المخربة والجسور المقصوفة وبرغم تداعيات العُـدْوَان إلّا أن الشعب الـيَـمَـني يخرج وينتصر على كافة التحديات، منتصراً أولاً لقضاياه ورافضاً منطق الغطرسة والإجْـرَام السعودي الأَمريكي وهو في ذات الوقت يعيد الاعتبار للشعوب العربية المقهورة والمستضعفة.
لقد خاطب الشعب الـيَـمَـني العالم برسالة الشرعية الحقيقية، فإذا كان العالم يتحدث عن الشعوب باعتبارها مصدر الشرعية ومصدر السلطة فهذا هو الشعب الـيَـمَـني صاحب السلطة والشرعية الحقيقة، فبأية ذريعة ولأي سبب يستمر العُـدْوَان في الهمجية والتدمير لكل مقدرات البلاد؟، وهل يتم الحفاظ على الشرعية بتجويع الشعب وتدمير المؤسسات ومحاصرة البلاد؟!.
لقد كان من أَهْـدَاف العُـدْوَان خلال العام والنصف الماضي أن يخلقَ معادلةً تُسْـهِمُ في تكريس حالة السخط الشعبي وتوجيهه ضد القوى الوطنية ليتاحَ المجالُ أَمَام الغزاة ليتحركوا ويصلوا إلى حيث يريدون، ولكن العكس هو الذي حدث، وبرغم آثار العُـدْوَان السلبية لكن الشعب زاد حضوراً والتفافاً حول القوى الوطنية، وقد كانت هذه النتيجة مفاجئة لآل سعود والأَمريكيين، ما اضطرهم إلى التعويض عن ذلك بسياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الـيَـمَـني من الحصار إلى ارتكاب المجازر المتعمدة والمتكررة، لكن هذا الأسلوب ينطبِّقُ على أصحابه المَثَلُ القائل: “على نفسها جنت براقش”.