حقيقةُ الرجال
موقع أنصار الله || مقالات || أحمد محمد الدفعي
الشهداءُ هم الرجالُ الذين خصَّهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بصفة الرجال والرجولة، وليس كُـلّ من هو من جنس الذكر رَجُلٌ، حتى وإن أطلق عليه اسم رجل إنما هي صفةٌ بلا موصوف وخالية من مضمونها، ليس إلا، لكن من يعود إلى القرآن الكريم ويتأمل المواقف والأحداث التي وردت فيه، أن من ذكرهم الله وأطلق عليهم صفة الرجال، هم الذين لهم مواقف ضد أعداء الله في كُـلّ المراحل مهما كانت الوضعية التي هم فيها حتى وأن رأى نفسه وحيداً في الميدان، وهم المستجيبون لنداء الله الملتزمون بتوجيهاته بدون تلكؤ المناصرين لأنبياء الله وأوليائه بلا هوادة أَو تثاقل الصادعين بالحق وإن كلفهم ذلك أرواحهم ودماءَهم، ونموذج ذلك مؤمن أهل القرية الذي صدر الله ذكره في سورة يس (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى…) ولقي الله شهيداً بعد هذا الموقف حتى قال عنه (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ..).
ومؤمن آل فرعون في سورة غافر (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ).
ومؤمنان من بني إسرائيل في سورة المائدة (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا).
والنماذج كثيرة في القرآن توضح حقيقة الرجال حسب التوصيف القرآني، ونتأمل، حتى المؤمنين ليسوا كلهم رجال حسب التوصيف القرآني فقد قال الله سبحانه وتعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا…) ولم يقل المؤمنين رجال، بل قال من المؤمنين رجال، لذلك إن الرجال هم الصادقون في ولائهم لله وأوليائه أن يتجسد ولاءهم في مواقفهم وأعمالهم في الواقع وهو حقاً ما رأيناه وما نراه في رجال الله المجاهدين اليوم وهم في الجبهات في مجابهة طواغيت الأرض والمفسدين فيها بكل سطوتهم وجبروتهم، ويرابطون على امتداد خمسين جبهة مشتعلة ما يقارب ثمان سنوات، ولم يرف لهم جفنٌ تجاه جبروت الأعداء وقوتهم حتى أثمرت دماؤهم الزاكية نصراً وعزة مرغت أنوفَ الأعداء في التراب وتحولت دماء الشهداء إلى سم زُعاف يتجرعه العدوان ومرتزِقته اليوم ويلفظون أنفاسهم الأخيرة في مأرب معقلهم الرئيسي وآخر معاقلهم في الشمال اليمني.
وهذا بفضل الله ورحمته وبفضل دماء الشهداء ونزيف دماء الجرحى ومعاناة الأسرى وصبر المؤمنين المحتسبين لنصر الله ويعود الفضل بعد الله سبحانه للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، الذي قاد هذه المرحلة الأصعب في التاريخ برؤية قرآنية عميقه لا يعي أسرارها إلا المتدبرون لكتاب الله.
كما ثبت أنه أدار الأزماتِ في كُـلّ المجالات بكل جدارة وحكمة لا نظير لها إطلاقاً.