هزائم الميدان تذل الإماراتيين.. الهروبُ إلى السينما لصناعة نصر
|| صحافة ||
سقطت صورةُ الإمارات أكثرَ من مرة في اليمن، وتلقَّت صفعاتٍ مؤلمةً لا يمكن أن تنساها على الإطلاق، حتى تحطمت الصورةُ التي تعمل على تسويقها عبر شاشات السينما بأنها صاحبة بطولة وانتصارات في اليمن.
وإلى اليوم، لا يزال صاروخ توشكا صافر يمثل غُصةً لمئات الأسر الكبيرة في الإمارات التي فقدت أقاربها في تلك المحرقة الشهيرة، أضف إلى ذلك أن العديد من العمليات البرية لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة قد حولت المدرعات الإماراتية إلى رماد، مع تفحمِ جيش جنودها وضباطها.
بَيْدَ أن أبو ظبي أرادت الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، فدفعت ملايين الدولارات، واستعانت بخبراء سينمائيين لإنتاج فيلم يسمى “الكمين”، يحاول إبراز بطولات الجنود الإماراتيين في اليمن، والمعجزات الخارقة لهم في الميدان؛ بهَدفِ تحسين صورة أبو ظبي المحطمة أمام شعبها والعالم، نتيجة الغرق في المستنقع اليمني.
وبموازاة هذه الحملة والدعاية الكبرى للفيلم، عمدت قواتنا المسلحة إلى الاستعانة بالأرشيف الواقعي، وبثت مشاهد توضح حالة الذل والانكسار للإماراتيين واحتراقهم وسط مدرعاتهم، في المكان الذي يدعي فيه مروجو الفيلم أنهم حقّقوا فيه انتصارات كبيرة.
ولأن الإماراتيين لم يتراجعوا عن هواجسهم الخيالية، فقد جاءتهم الضربة المؤلمة والقاضية لتنسف كُـلَّ جهودهم السابقة، وتبدد كُـلَّ أموالهم المهدورة لصناعة نصر في الخيال، فكان مشهدُ ضبط سفينة إماراتية محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات، وجلبها إلى ميناء الصليف في الحديدة، خير وسيلة لتهشيم صورة الإمارات وتركيعها، وستظل هذه المشاهد وصمة عار تلاحق أبو ظبي على مدى التاريخ، فقد جَبُنَ جنودُ السفينة وضباطُها على مواجهة عدد قليل من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، وفضّلوا الاستسلام والخضوع أذلاء صاغرين، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
محاولة إعادة اعتبار
ويرى عضوُ مجلس الشورى، مستشار المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، عبدالملك الحجري، أنه لا يخفى على أحد حالة الإحباط والانكسار التي وصل إليها نظام العدوّ الإماراتي؛ نتيجة عجزه عن تحقيق الأجندة المرسومة بريطانياً وأمريكياً وصهيونياً باستثناء احتلاله عدةَ جزر ومناطقَ يمنية في الجنوب، مُشيراً إلى أن الإماراتي يدرك جيِّدًا حتمية مغادرته لليمن قادم الأيّام في إطار استكمال معركة التحرّر الوطني اليمني التي يقودها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.
ويشير الحجري إلى حالة الإماراتي والعُقَد النفسية والتاريخية التي يعاني منها؛ باعتبَاره نظاماً طارئاً وصنيعةً للبريطاني في حقبة تاريخية، مؤكّـداً أن الصفعاتِ والصدماتِ والضرباتِ القاتلة، التي تلقاها ضباطُ وجنودُ العدوّ الإماراتي ومرتزِقتهم منذ عدوانهم على بلادنا ومشاركتهم ضمن ما يسمى بتحالف العدوان، كُـلّ تلك الصفعات والهزائم المادية والمعنوية دفعت العدوّ الإماراتي للترويح عن نفسه مؤخّراً بإنتاج أفلام سينمائية يحاول من خلالها إعادة اعتباره، لكنه وَمع هذا فشل الفيلم الإماراتي المعد، واستطاع الإعلام الحربي اليمني بمقاطع بسيطة تعرية الإماراتي، وهذا هو لسان حال كُـلّ المشاهدين داخل وخارج اليمن.
من جانبه، يقول نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، فؤاد ناجي: إن الفيلم الإماراتي المسمى “بالكمين” يعكس حجم الصدمة التي تلقاها الغزاة الإماراتيون في اليمن، وذهبوا إلى تعويض ذلك النقص الذي يشعرون به وتخفيف تلك الصدمة التي لحقت بهم في اليمن من خلال دبلجة هذا المسلسل الخائب، مؤكّـداً أن هذا دليلٌ على أن الصدمة التي تلقوها كانت كبيرة ومهولة وأن تعويضها في الوقت الضائع لن يجدي، حَيثُ رأيناهم يتباكون على صرعاهم من القيادات والأفراد.
ويضيف ناجي أن هذا “الكمين” له من اسمه نصيب فقد كمن له جنود الله في البر والبحر قبل ظهوره، وأظهروا الصور الحقيقية لهذا الفيلم، وبالتالي ذهبت قوته وفاعليته وأثره وهذا يدل على العبث لهؤلاء الإماراتيين الذين يتلاعبون بالمبالغ الكبيرة من الدولارات لاصطناع انتصارات وهمية وانتصارات في الأفلام، بعد أن فشلوا عن تحقيقها في الميدان، مُشيراً إلى أن أكبر دليل على ذلك هو انسحابهم من التحالف الذي دخلوا فيه باندفاع، ثم جروا أذيال الهزيمة خوفاً على أبراجهم الهزيلة وأبراجهم الهشة، وجنودهم الضعفاء.
مسرحية خيالية
وبالنسبة للإمارات، لم يكن ثمة سبب مقنع للاندفاع بقوة والمشاركة في عدوان البغي على اليمن، لكن أبو ظبي دخلت إلى المعركة وهي ترى في اليمن جوهرةً منسيةً، وسيتم نهبُ خيراتها وكنوزها، وهو ما حدث لها بالفعل في سقطرى وحضرموت وبقية المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلّة، لكن تكرار التجربة في المحافظات الحرة، كان مريراً على هؤلاء الغزاة.
ويرى المحلل العسكري زين العابدين عثمان، أنه لم يكن غريباً أن تبادر دويلة الإمارات في إثارة الجلبة الإعلامية حول فيلم “الكمين” الذي أعدته مع شركات الأفلام الأمريكية هوليوود وأن تستعرضَ أسلحتها ومعداتها الحربية والانتصارات الزائفة لقواتها في الجبهات.
ويقول: إن مثل هذه الخطوة متوقعةٌ من دويلة تتعرض لأسوأ الهزائم الفضائحية في الميدان اليمني وتتعرض قواتها لأَكبر محارقَ عسكرية مذلة في التاريخ، سواء تلك التي حصلت في ضربة توشكا بمعسكر صافر، أَو في باب المندب أَو في الكمين الذي تعرضت له في موزع -تعز عام 2018 ووثّقه الإعلام الحربي، مُشيراً إلى أن عرض الإعلام الحربي اليمني المشاهد الحقيقية للكمين وللفرقة الإماراتية التي تتسلح بأحدث المدرعات الأمريكية والفرنسية وَالتي ابتلعتها نيران وحدات الجيش واللجان الشعبيّة في ظرف قياسي محولة الساحة إلى أكبر محرقة للجنود الإماراتيين الذين لم يسعفهم الحظ حتى للهرب بل ذابت أجسادهم داخل المدرعات.
ويؤكّـد عثمان أن الإمارات لم يكن أمامها غيرُ اصطناع مثل هذه الانتصارات السينمائية حتى وإن كانت زائفة.
من جانبه، يقول الناشط الإعلامي مازن الصوفي: إن فيلم “الكمين” الإماراتي يعد مسرحيةً تضافُ لسجل المسرحيات التي ينتجها تحالف العدوان منذ سبع سنوات، مُشيراً إلى أن الفيلم بنفسه يقول بأنه مشهدٌ تمثيلي، والأصح أنه تمثيلي من الخيال وليس من الواقع، كما يعمل الإعلام الحربي اليمني الذي يوثق بطولات مجاهدي رجال الجيش واللجان من الواقع.
ويضيف الصوفي أنه لا يلوم الإماراتيين؛ لأَنَّهم لفيف من جنسيات مختلفة ويريدون أن يرفعوا من نفسيات شعبهم الذي لا تاريخ ولا أصل له، وفي الغالب عديم الأصل لا يلام.
ويؤكّـد الكاتب المحلل السياسي خالد العراسي، أن فيلم “الكمين” الإماراتي يعبر عن عجز الإمارات في تحقيق أية انتصارات على أرض الواقع وأنها حاولت تغطية عجزها من خلال فيلم الكمين، لافتاً إلى محاولة الإمارات تغطية شعورها بالنقص من خلال كذبة إطلاق قمر صناعي وتلك الأخبار الزائفة لرائد فضاء إماراتي يصل إلى سطح القمر، مُشيراً إلى أنها تعاني من الفشل وعدم تحقيق إنجازات تذكر إلَّا أن نكستها في اليمن كانت الأكبر.
ويرى العراسي أن دويلة الإمارات تريد أن تغطي هزيمتها والعار الذي سيلاحقها، فما كان منها إلَّا إنتاج فيلم “الكمين” لتحويل الهزيمة إلى انتصار وهمي.
صحيفة المسيرة