اصطياد السفينة الإماراتية العسكرية روابي.. الأيادي اليمنية الطولى تصل إلى أسطول العدوان الأمريكي السعوديّ

|| صحافة ||

في إطار التصدي للعدوان والحصار الذي يُشن على اليمن منذ سبع سنوات والحق المشروع للشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية، وفي إطار الرد الطبيعي المشروع الذي كفلته كُـلّ الشرائع السماوية والقوانين الدولية التي أعطت الدول الحق في حماية مياهها الإقليمية من أي اختراق غير قانوني، نفذ أبطال القوات البحرية عملية نوعية في المياه الإقليمية اليمنية، بالسيطرة على سفينة روابي العسكرية التابعة لدولة الاحتلال الإماراتي، والتي كانت تقوم بنقل معدات وآليات عسكرية وأسلحة متنوعة لغرض استخدامها في العدوان على اليمن وقتل أبناء الشعب اليمني وتدمير ممتلكاته ونهب ثرواته.

وفي هذا الشأن، أجرت صحيفة المسيرة استطلاعاً مع عدد من المحللين والمهتمين في الشأن السياسي اليمني، الذين أكّـدوا أن العملية تمثل صفعة موجعة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن.

الدكتور عرفات الرميمة –أكاديمي وباحث سياسي– يقول في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، “إن العملية النوعية التي نفذها أبطال القوات البحرية في المياه الإقليمية اليمنية، تؤكّـد على التطور العسكري الذي وصلت إليه القوات البحرية وخفر السواحل بالتكامل مع إنجازات القوة الصاروخية والطيران المسيَّر والدفاعات الجوية”.

 

تغير في المعادلات وتحولات استراتيجية

ويضيف الدكتور الرميمة “بعد العملية أصبح وبما لا يدع مجالاً للشك لدى دول العدوان الأمريكي السعوديّ معرفة، أن أية حماقة قادمة منها واختراق للمياه الإقليمية اليمنية سوف يقابَلُ برد يتناسب مع حجم العدوان، وبما لا يتوقعه العدو”.

وأكّـد أن الأيّام القادمة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت التي تغيظ العدوّ وعملائه ومرتزِقته بإذن الله تعالى.

من جهته، يؤكّـد الدكتور نبيل الغولي -وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية- أن عملية ضبط القوات البحرية السفينة الإماراتية “روابي” في المياه الإقليمية اليمنية تحمل أبعاداً سياسية واستراتيجية، وتمثل سياسة ردع جديدة تضاف إلى رصيد القوة البحرية للقوات المسلحة وتعكس الإمْكَانية اللوجستية والاستخباراتية لدى اليمن في البر والبحر والجو وتكشف للعالم إمْكَانية القوة البحرية اليمنية في حماية المياه الإقليمية اليمنية والدور الفعال لليمن في منظومة أمن البحر الأحمر.

ولأن العملية النوعية للقوات البحرية اليمنية، أوقعت دول العدوان في حالة من التخبط بإصدارها بيانات متلاحقة ومتناقضة، يقول الدكتور السفير محمد السادة –دبلوماسي بوزارة الخارجية–: إن العملية العسكرية للقوات البحرية التي ضبطت سفينة روابي التابعة لدولة الاحتلال الإماراتي وعلى متنها شحن عسكرية، مثّلت ضربة عسكرية ونوعية كُبرى أثبتت قدرات عسكرية عالية للقوات اليمنية في امتلاك زمام المبادرة، ومواجهتها للتصعيد بالتصعيد في إطار خياراتها المفتوحة، وبنك أهدافها المتنوع والمتسع سواء على امتداد الرقعة الجغرافية لدول العدوان، أَو في إطار تلك الأهداف المشروعة المتمثلة بقوات العدوان وسفنه الحربية التي تنتهك سيادة الأراضي والمياه الإقليمية اليمنية.

وحولَ بيانات العدوان المتخبطة والمتناقضة، يشير السادة إلى أن تلك البياناتِ عكست حالة الذهول والإنكار لهذه العملية العسكرية النوعية الخاطفة للقوات البحرية اليمنية، حَيثُ لم تكن مثل هذه العملية الخاطفة وبشكل مُطلق في حُسبان قيادة العدوان الأمريكي السعوديّ، لا سِـيَّـما في هذا التوقيت الحساس الذي يُصعد فيه العدوان في محاولة يائسة منه لوقف المرحلة الأخيرة من معركة تحرير محافظة مأرب.

وأكّـد الدكتور السادة أن إعلانَ ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، عن العملية الموثقة ونشر فيديو يوضح الحمولة العسكرية للسفينة زاد من حالة الإرباك والتخبط لدى قيادة دول العدوان، وعدم قدرتها على صياغة موقف موحد يتعاطى مع هذه الضربة البحرية القاصمة، وظهر ذلك التخبط جليًّا من خلال البيانات الصادرة عن دول العدوان، وكذا في الروايات الهزلية الصادرة عن وسائل إعلامه التي أصبحت محل تندر الكُتاب والمحللين السياسيين.

 

تغييرٌ جوهري

بدوره، يقولُ الأكاديمي في كلية الآداب جامعة صنعاء، الدكتور أحمد الصعدي: “كانت العملية مفاجئةً وغير متوقعة بالنسبة للجميع، ولكنها أَدَّت إلى تغير جوهري ما بين الماضي والحاضر في مسألة المياه الإقليمية اليمنية والسيادة اليمنية، ولهذا فقد دلت عملية السيطرة على السفينة (روابي) التابعة لدول العدوان والمحملة بالعتاد العسكري الذي شاهده العالم على أمرين مهمين للغاية الأول: أن هناك جهوداً جبارة قد بذلت لإعداد القدرات العسكرية البحرية للجمهورية اليمنية رغم الحصار الخانق وشح الإمْكَانيات، ثانياً: أن هناك إرادَة سياسية شجاعة ومتبصرة، وهي التي جعلت بناء القدرات أمراً واقعاً، وهي التي قرّرت القيام بعمليات تصدٍ لقوى العدوان وضرب سفنه المعتدية وآخرها العملية المباركة التي أَدَّت إلى السيطرة على سفينة (روابي) الإماراتية المحملة بالعتاد العسكري المتنوع الذاهب إلى المرتزِقة لاستخدامه في قتل اليمنيين وتدمير بلاده.

وبخصوص الأبعاد السياسية والاستراتيجية من عملية ضبط السفينة الإماراتية، يقول الدكتور يحيى السقاف -وكيل وزارة المالية- في تصريح خاص لصحيفة المسيرة: إن العملية النوعية للقوات البحرية تحمل في طياتها الكثير من الأبعاد والأهداف الاستراتيجية والسياسية، منها أن المياه الإقليمية اليمنية أصبحت تحت الحماية اليمنية، حَيثُ أظهرت هذه العملية أبعاد ومعادلات جديدة ومهمة سترسم المشهد الميداني العسكري.

ويضيف الدكتور السقاف “من هذه الأبعاد أن القوات المسلحة والقوات البحرية اليمنية أصبحت تمتلك قدرات استخباراتية عالية استطاعت من خلالها أن تنفذ هذه العملية النوعية بعد جمع بيانات دقيقة في معرفة ورصد وتتبع جهة السفينة وحمولتها ونشاطها في المياه الإقليمية اليمنية ويمثل ذلك تطوراً كبيراً في إضافة معدات وآليات عسكرية مثل الزوارق البحرية السريعة وبعض المعدات المتطورة إلى تجهيزات الجيش واللجان الشعبيّة وخَاصَّة تلك الآليات الأمريكية التي تحمل معدات الاتصال العسكري المتطور والتي تعد من أهم منظومات الاتصال العسكري الحديثة”.

ويؤكّـد السقاف أن القواتِ البحريةَ اليمنية أصبحت اليوم تمتلكُ القدراتِ العسكريةَ المتطورة لحماية المياه اليمنية والتي تعمل بها الدول المتقدمة عسكريًّا في مواجهة مثل هذه العمليات العسكرية، حَيثُ استطاعت القوات البحرية السيطرة على تلك السفينة المعادية دون مواجهة عسكرية مباشرة وهذا يعتبر إنجازاً وانتصاراً كبيراً وتكتيكاً عسكرياً متطوراً جعل دول العدوان الأمريكي مرتبكة وعاجزة عن تفسير ذلك وهذا ما أكّـده التخبط الإعلامي للعدوان الذي أظهر مدى الارتباك والعجز أمام الرأي المحلي والدولي.

 

رسالةٌ إلى كيان العدوّ

ومن ضمن الأبعاد الاستراتيجية لهذه العملية، يشير الدكتور السقاف إلى أن القوات البحرية بهذه العملية استطاعت أن توجِّهُ رسائلَ قويةً لكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى للسيطرة على السواحل والممرات البحرية والمنطقة بشكل عام خَاصَّة وأن أكثر من 80 % من صادراتها تمر عبر هذا الخط البحري سواء لدول شرق آسيا أَو القارة الإفريقية.

بدوره، يقول المحلل العسكري زين العابدين عثمان، في تصريح خاص للمسيرة: إن العملية العسكرية التي نفذتها البحرية اليمنية ما تزال تداعياتها وأبعادها تضرب تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وترديه في أسوأ صدمة عسكرية ونفسية منذ بداية العدوان.

ويضيف “مثلت هذه العملية البطولية تحولات استراتيجية كبيرة في معايير القوة والردع أطاحت بكل الحسابات التي طالما راهن عليها تحالف العدوان في تثبيت هيمنته وسيطرته على البحر الأحمر وأخرجت للواقع قواعد اشتباك جديدة، تتضمن أن المياه الإقليمية اليمنية لم تعد للنزهة وهي خط أحمر أمام سفن العدو”.

بدوره، تحالف العدوان في الواقع يعيش صدمة استراتيجية ما زال لم يستوعبهَا بعد، فمنذ إعلان عملية ضبط السفينة حاول أن يستعطف العالم ببيانات إعلامية زائفة وكاذبة منها أن السفينة مدنية وتحمل شحنات أدوية كانت في طريقها لمشفى سعوديّ في سقطرى، وفي جانب آخر حاول أن يشن حملة إدانات واسعة بمساعدة دولية من بريطانيا وأمريكا وفرنسا ودول الخليج كمحاولة لإنكار فضيحة السفينة التي اتضح أنها عسكرية وأنها تحمل معدات حربية متطورة تابعة للسعوديّة.

كما أن الإعلان الرسمي للقوات المسلحة عزز من حدة الفضيحة التي حاولت السعوديّة إنكارها فقد تم عرض مقاطع الفيديو والصور الجوية تؤكّـد هُــوِيَّة ما حملته السفينة روابي وهي عربات مدرعة وقوارب حربية إضافة إلى عربات اتصالات عملياتية بالغة التطور مع حاويات عملاقة من الأسلحة الهجومية والذخائر.

وبعد أن تم عرض المشاهد لم يكن أمام السعوديّة وحلفاءها سوى التخبط والهستيريا ومحاولة جر أذيال الخيبة والهزيمة الفضائحية إلى شن تهديدات لقصف ميناء الحديدة تحت مبرّرات واهية لا تؤكّـد إلَّا أن السعوديّة فقدت كُـلّ شيء وهي في حالة تخبط وصراع نفسي قاتل، فضبط السفينة كانت مصيبة وكارثة فضحت الضعف الكبير لبحرية السعوديّة وتحالف العدوان من جهة وفضحت كُـلّ ادِّعاءاتهم الكاذبة حول تقديمهم للمساعدات الإنسانية لليمن.

ووفقاً لما سجلته شواهد تاريخية لإنجازات القوات المسلحة خلال ست سنوات من العدوان، فَـإنَّ هذه العملية للقوات البحرية تمثل إنجازاً كبيراً وانتصاراً استراتيجياً يضاف إلى قائمة الانتصارات السابقة في القوات البحرية اليمنية بشكل خاص وبقية ميادين القتال بشكل عام، كما تعتبر حقاً شرعياً وقانونياً تكفله جميع القوانين المحلية والاتّفاقيات الدولية والقانون الدولي للبحار، وواجب وطني وديني للدفاع عن السيادة الوطنية والملاحة البحرية اليمنية من أي اعتداء خارجي.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا