«صماد 3» تُجدّد مفاجآتها: لا مكان آمنا في الإمارات
|| صحافة ||
أوفت صنعاء بوعدها للإمارات، ونفّذت أولى عملياتها الجوّية في العمق الإماراتي. العملية التي استُخدم فيها سرب من الطيران المسيّر من نوع «صماد 3»، يصل مداه إلى 1700 كلم، وسبق أن نُفّذت به ثلاث عمليات مماثلة استهدفت مطارَي دبي وأبو ظبي ومفاعل «براكة» النووي خلال عام 2019، جاءت رداً على التصعيد العسكري الإماراتي الأخير في شبوة وحضرموت وجزيرة سقطرى.
المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أعلن مسؤولية قواته عن العملية التي أوقفت الحركة الملاحية في مطار أبو ظبي لأكثر من ساعة، ونتجت منها حرائق كبيرة في صهاريج النفط بالقرب من خزانات شركة «أدنوك». وكان سريع قد بعث برسالة إلى الإمارات السبت الماضي، متوعداً بردع توغّلها في اليمن. وأكد عزم قوات صنعاء على الدفاع عن الشعب اليمني بكل السبل المتاحة، داعياً أهالي الميليشيات التابعة لأبو ظبي إلى سحب أبنائهم من المعارك «التي لا تخدم سوى أميركا».
رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط، بارك، من جهته، استهداف العمق الإماراتي، وقال، خلال اجتماعه بجهاز الأمن والمخابرات مساء أمس، تعليقاً على العملية العسكرية النوعية، إنه «إذا استمرّ العدوان ومسلسل جرائمه والسعي لاحتلال اليمن، فإن هذا سيشكل في المستقبل مخاطر حقيقية على الاقتصاد والاستثمار في الإمارات».
مصادر عسكرية في صنعاء أكدت، لـ«الأخبار»، أن عملية استهداف أبو ظبي تُعدّ «تدشيناً لمرحلة ردع استراتيجية تأخرت كثيراً». وأشارت إلى أن «صنعاء أقامت الحجة على الإمارات التي اعتمدت المراوغة، ولم تف بالتزاماتها بالانسحاب الكلي من اليمن». وتوقعت المصادر «تنفيذ سلسلة عمليات ردع استراتيجية ستغيّر المعادلة العسكرية بشكل كلي وستُكبد الإمارات خسائر فادحة»، لافتة إلى أن «بنك أهداف القوة الصاروخية والطيران المسيّر في الإمارات لا يزال كبيراً، ولم تُنفذ منه سوى ثلاث عمليات معلنة، فيما هناك عمليات أعدّتها صنعاء كرسائل للإمارات نُفذت العام الماضي».
استهداف أبو ظبي أمس يُعدّ تدشيناً لمرحلة ردع استراتيجية تأخّرت كثيراً
وبيّنت المصادر أن العملية الجديدة التي استُخدمت فيها طائرات «صماد 3» المطورة، والتي يتراوح مداها بين 1500 و1700 كلم، وسبق أن استُخدمت في استهداف مطار دبي أواخر العام 2018، يوجد تشابه بينها وبين العملية السابقة؛ فاستهداف مطار أبو ظبي تزامن مع استهداف منطقة مصفح النفطية الواقعة بجواره، وفي عملية قصف مطار دبي أيضاً تمّ التركيز على إصابة صهريج نفطي بهدف إحداث انفجار كبير وإيقاع خسائر فادحة في موقع الاستهداف. اللافت أن الطائرات المسيّرة اليمنية اخترقت الدفاعات الجوية الإماراتية وتجاوزتها ونفّذت أهدافها بدقة، وهو ما يعني أن صنعاء قادرة على استهداف أي نقطة أخرى في الإمارات.
رغم ذلك، تَعتبر صنعاء عملية استهداف مطار أبو ظبي رسالة قد تكون الأخيرة في حال ردّت الإمارات بخفض التصعيد في المحافظات الجنوبية والشرقية، ووقف الانتهاكات التي تمارسها بحق السيادة الوطنية في الجزر اليمنية وتحديداً جزيرة سقطرى وعبد الكوري. ويرى أكثر من مصدر في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن التصعيد الإماراتي الأخير في شبوة وحضرموت وسقطرى «يأتي كخدمة لإسرائيل، وكنتيجة من نتائج التطبيع الإماراتي مع الإسرائيلي، ما يستوجب الردع والرد المؤلم».
من جانبه، قال كبير المفاوضين في وفد صنعاء، عبد الملك العجري، إن «سياسة النأي بالنفس التي أعلنت عنها الإمارات ظهرت أنها كذبة وخدعة داخلياً وإقليمياً». واعتبر أن «الإمارات خادم صغير للأميركيين والإسرائيليين، ولا يمكن الثقة بهم حتى على المستوى الإقليمي». ولفت إلى أن «التحرّك الإماراتي الأخير في اليمن أعادها إلى الواجهة، وهي لا تستطيع تحمّل ضربات مكثفة كالتي تتعرض لها السعودية»، مضيفاً إن «الإمارات وقعت في فخ أميركي إسرائيلي سعودي». وأكّد العجري أن «هذه العملية مقدمة ولا يزال هناك الكثير من المفاجآت في جعبة القوات المسلحة لردع الإمارات».
الأخبار اللبنانية