شتان بين الغارقين في مستقع الجريمة وبين الحاملين لهم الأمة!!
|| صحافة ||
أننا نجد أن نبيًا من أنبياء الله العظماء وهو من بني إسرائيل جعله الله مثلًا للعفة، مثلًا للنزاهة على الرغم من جماله البارع، على الرغم من شبابه المكتمل، وعلى الرغم من الأجواء المهيأة الكاملة لفساد أخلاقي، لفاحشة يرتكبها، فإذا به يصبح مثلًا للعفة، نبي الله يوسف، سورة يوسف، قصة يوسف في القرآن الكريم هي مثل للعفة، مثل للطهارة، نبي الله يوسف هو مثل لكل شاب مهما رأى نفسه في المرآة جميلًا، الكثير من الشباب متى ما تصفح وجهه في المرآة فرأى شعره جميلًا، وشكله مقبولًا انطلق هنا وهناك، وراء البنات، انطلق وهو بكل غرائزه مستعد لأن يسقط في مستنقع الرذيلة.
إن نبي الله يوسف الذي قد يكون ربما أجمل إنسان خلقه الله، وكان في وقت مكتمل الشباب، هو من قال عندما اجتمعت [المصريات] عليه وبعد أن بـهرهن جماله، وقطعن أيديهن، وهددنه بالسجن إن لم يقبل ما يردن منه قال: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (يوسف:33) هذا هو الشاب التقي الطاهر.
أليس من بني إسرائيل؟ نقول لشبابنا، نقول لشاباتنا، نقول لبنينا وبناتنا في كل مكان: أنتم وراء من تسيرون؟ وبمن تقتدون؟ كلنا – سلمنا – وراء بني إسرائيل، لكن وراء من؟ إنكم تسيرون وراء أولئك الذين يبيعون بناتهم، ويبيعون أعراضهم من بني إسرائيل، لماذا لا تسيرون بسيرة يوسف نبي الله؟ لماذا لا تسيرون هذه السيرة لتحصلوا على ما وعد الله به نبيه يوسف عندما قال: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (يوسف:22)؟ كونوا محسنين بعفتكم، كونوا محسنين بطهارتكم وستحصلون على الحكمة، وستحصلون على العلم، العلم الذي تزكو به نفوسكم، والعلم الذي تبنون به أمتكم، العلم الذي تبنون به اقتصادكم وحياتكم.
أما أن تسقطوا في مستنقع الجريمة، وتسيرون وراء أولئك الذين يريدون أن تضلوا السبيل، أولئك الذين هم أعداء لكم، فإنهم يعلمون علم اليقين أنكم عندما تسيرون في هذا الطريق، وتسقطون في هذا المستنقع فإنكم ستكونون وسيلة لضرب نفوسكم، وضرب أمتكم، وضرب شعوبكم، وأنكم ستكونون وسيلة لتدمير أنفسكم، وتدمير أمتكم، وأنكم ستصبحون أجسادًا لا قيمة لها يدوسونها بأقدامهم وهي تبتسم، وتقبِّل تلك الأقدام.
وهكذا متى يمكن أن تتوقع لشاب همه أن يجري وراء البنات سواء في ساحات الجامعة، أو في الشوارع، هل تتوقع لشاب نفسيته غارقة في هذا المستنقع أن يحمل همّ أمة؟!، أن يتألم إذا ما قلت له اليهود يدوسونك بأقدامهم؟! إنه لا يمانع أن تدوسه يهودية جميلة بأقدامها اللينة مباشرة!! فكيف تريد منه أن يتحرك؟ سيقبل قدما تدوسه، وهم فعلًا قد يصلون بالشباب إلى هذه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
لتخذون حذو بني إسرائيل
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن – صعدة