“إعصار اليمن” الثانية.. لا أمان للاستثمار والسياحة في دويلة الإمارات

‏موقع أنصار الله || مقالات ||

قادرون ومقتدرون بحمدالله والضربات ستستمر باستمرار العدوان على اليمن
دماء الشعب اليمني غالية وليست هدراً وأثمانها كبيرة

إعصار اليمن الثانية هي ضربة مؤلمة لاقتصاد العدو الإماراتي من المستحيل تجاوز آثارها الاقتصادية ، وهي تثبت معادلة أن دويلة الإمارات لم تعد آمنة للاستثمارات وللمستثمرين ، وإن كانت الضربة لم تفجر أهدافا وتشعل النار الهائلة في أبو ظبي ودبي لكنها تضع المستثمرين ورجال الأعمال إزاء واقع ماثل بأن دويلة الإمارات غير آمنة للاستثمارات وبأن عليكم مغادرتها فوراً.

إن استهداف دبي وأبو ظبي بقدر كبير من الصواريخ والطائرات المسيّرة وعلى مسافة تتجاوز 1200 كلم، في وقت يتم فيه استهداف قواعد وأهداف حساسة وعسكرية في عمق العدو السعودي بصواريخ وبطائرات مسيّرة وبكميات وافرة، يؤكد الاقتدار اليمني المتعاظم ويكرس معادلة “قادرون ومقتدرون” بعون الله وبفضله وعظيم تأييده لهذا الشعب العظيم الصابر المجاهد المظلوم، وفي هذا رسالة للعدو الصهيوني في المقام الأول.

ولعل الذعر والقلق الذي انتاب كيان العدو الصهيوني ومسؤوليه من عملية إعصار اليمن الأولى التي نفذتها القوات المسلحة في 17 يناير 2022، قد تضاعف بمئات المرات من عملية إعصار اليمن الثانية وفتح باب النيران على مصراعيه على العدو الذي إن تورط بالشكل الواضح في العدوان على اليمن لن يكون بمنأى عن الرد القاسي والعقاب الأليم.

ثم إن عملية إعصار اليمن الثانية جاءت في وقت والأعداء جميعاً يستنفرون كل ممكناتهم من استخبارات وتقنيات ويكثفون من قصف اليمن طولاً وعرضاً، وهذا الأمر يضع أمام دويلة الإمارات ومملكة السعودية بأن الرهانات على المنظومات الدفاعية أياً كان نوعها وقدراتها رهانات خاسرة وخائبة ، وأن الوعود الأمريكية والصهيونية لهما بالحماية هي مجرد ادعاءات لا تفيدهما ، وأن الإمارات لا أمن ولا أمان لها ولا استثمارات ولا مستثمرين سيكونون في مأمن ما دامت تواصل شن العدوان على اليمن ، وعليها البحث عن مخارج واقعية.

وإذا كانت دويلة العدو الإماراتي تقدم نفسها كملاذ آمن للاستثمارات ومقر للشركات الدولية بالشرق الأوسط وتقول عن نفسها “واحة الأمان” فإنها اليوم تعتبر أخطر مكان للاستثمارات والمستثمرين، ذلك لأن الضربات ستستمر عليها ما دامت مستمرة في العدوان على اليمن ، ولا يمكن للسائحين والمستثمرين الأجانب أن يأتوا إلى دبي وهي معرضة للضربات الصاروخية والجوية حتى لو حاولت الدويلة المارقة إخفاء خسائرها المباشرة وادعت أنها محدودة.

ومنذ عملية إعصار اليمن الأولى في 17 يناير وإلى عملية إعصار اليمن الثانية في 24 يناير أمس الإثنين ، وإلى عملية إعصار اليمن الثالثة إن شاء الله سيتكشف لدويلة العدو الإماراتي أنها أمام مخاطر مصيرية تتعلق بوجودها الذي يعتمد على الاقتصاد والاستثمارات والأسهم ، وعلى النفط والسياحة والخدمات المالية ، وكل هذه لم تعد آمنة على الإطلاق ، ذلك لأن الضربات المؤلمة والموجعة ستصبح عملاً عسكرياً دائماً ومتواصلاً عليها ما دامت تستمر في العدوان على الشعب اليمني والحصار عليه.

على المسؤولين في دويلة الإمارات أن يفكروا اليوم بالمخارج الأنفع لهم ، فلا قتل المدنيين في المدن والقرى وفي السجون سيحميهم ولا سوى ذلك سيؤمنهم ، وما لم تتجه نحو الانسحاب من العدوان على اليمن والإجرام بحق الشعب اليمني فإن الضربات ستتضاعف ، حتى تقوض سمعتها كمركز تجاري آمن يصبح بقاؤها وسط استمرارها في الحرب على اليمن مستحيلا وأن أثمان ذلك ستتضاعف مع كل ضربة جديدة.

يعرف قادتنا مكامن الوجع ومواضع الضربات ونقاط الضعف لدويلة الإمارات بحمدالله ، فلا الادعاء السخيف بأن للدويلة أكفأ جيوش المنطقة ، ولا مراكمة السلاح كما بدا من صفقة شراء طائرات رافال الفرنسية ، ولا مساعيها لشراء إف 35 الأمريكية ، ولا شراء صواريخ مضادة للطائرات والصواريخ من كوريا الجنوبية، ولا الحماية الصهيونية ستحصن دويلة الإمارات من حق الشعب اليمني في الرد العسكري المزلزل على عداونها وجرائمها ، نقطة قوة الدويلة هي الاستثمار والسياحة والعقارات والتجارات والصناعات ذات البعد الدولي وأنها مقرات رؤوس أموال الشركات العالمية ، وهي نقطة ضعفها ومصيرها مرهون بالأمان الذي أصبح اليوم غير موجود.

على دويلة الإمارات أيضاً أن تدرك بأن ضربات الشعب اليمني ستستمر وستنجح بأي حال إن شاء الله وبعون الله ، وعلى العدو الصهيوني أيضاً أن يقيِّم مخاطر تورطه في العدوان على اليمن ويستذكر بأن لدى الشعب اليمني صواريخ وطائرات مسيّرة تمكنه من النجاح في ضربات مماثلة على مناطق جنوب شرق فلسطين المحتلّة، بدءاً من إيلات، وصولاً إلى النقب، وأبعد نحو الغرب ، وخصوصاً أن “كيان العدو الصهيوني”، بقدرته العسكرية والتقنية والمخابراتية، يعلم أكثر من الإمارات بأشواط أنَّ منظومات الدفاع الجوي في الأخيرة، وهي أمريكية، وربما إسرائيلية، لا تختلف فعاليتها وإمكانياتها عن تلك المنظومات التي تملكها، والتي تنشرها لحماية أجوائها وسواحلها من الصواريخ والمسيَّرات اليمانية، وفي كل الاتجاهات، الأمر الَّذي يجب أن يدفعها بعد “إعصار اليمن الثانية” إلى أن تفكّر بطريقة مناسبة لحماية نفسها أكثر من تفكيرها بطريقة لحماية الدول الخليجية.

ثم إنَّ ما يجب إدراكه هو أن هذه العملية المباركة جاءت بعد مذابح مروعة ارتكبها العدو الإماراتي والسعودي سقط فيها أكثر من 450 شهيدا وجريحا من المدنيين ، وما تؤكده عملية إعصار اليمن بأن دماء هذا الشعب ليست هدرا وبأن العدوان عليه لم يعد بلا أثمان باهظة ، وبأن اليوم الذي كان فيه الإماراتيون والسعوديون يرسلون طائراتهم لتعربد في سماواتنا ترتكب المذابح والدمار ثم يعودون مطمئنين قد ولى ، وباتت المعادلة بأن كل تصعيد أو جريمة تُرتكب سيكون الرد عليها بمثلها وبلا تردد ولا تأخر.

وأخيراً.. على المستثمرين ورجال الأعمال والسياح في دويلة الإمارات أن يأخذوا تحذيرات القوات المسلحة بجدية وأن يغادروا فوراً أراضي دويلة الإمارات ، التي باتت معرَّضة للضربات اليومية والمتواصلة التي لن تتوقف إلا بتوقف العدوان على اليمن ورفع الحصار عنه.. والله غالب على أمره ولو كره الكافرون.

 

افتتـاحية صحيفة الثورة

قد يعجبك ايضا