نصيحة صادقة موجهة لمن تبقى من المتورطين في الخيانة
موقع أنصار الله | تقارير | 26 جمادى الآخرة ١٤٤٣هـ
بعد سبعة أعوام من العدوان الاجرامي على اليمن وشعبه، تخللت بشتى أنواع الكذب والتظليل الإعلامي، إلا أن أهداف العدوان قد وضحت، وانكشفت الأقنعة التي كان العدو يعزف على وترها، ويكذب بها على المخدوعين، فظهرت الحقائق وتجلت وبطلت حجج العدو وتلاشت أعذاره.
ولا يخفى على أحد أن قوى العدوان الأمريكي الصهيوخليجي تبذل جهوداً ومساعي قذرة للتغرير على الشباب بهدف الزج بهم في محارق ومعارك عبثية وعدوانية مستغلاً عددا من العوامل الثقافية المغلوطة، وكذلك الاقتصادية التي صنعها بحصاره الجائر.
وللأسف الشديد فقد تمكن العدو الغازي والمحتل من زج العديد من المخدوعين إلى محارق شتى، فتارة يزج بهم إلى محرقة جبهات ما وراء الحدود للدفاع عنه، وتارة أخرى يرمي بهم إلى محرقة الساحل الغربي والجنوب، وهكذا دواليك ليكونوا وقوداً لعدوانه، وأداة لتنفيذ مخططاته الاستعمارية، وهو في نفس الوقت يحافظ على حياة جنوده وضباطه.
قرار العفو العام خطوة جبارة:
انطلاقاً من حرص القيادة الحكيمة على المصلحة العامة والجامعة، وحفاظاً على النسيج الاجتماعي، وحقناً للدم اليمني، وافشالاً لمخططات الأعداء، وأيماناً بمبدأ العفو والتسامح، فقد أصدرت القيادة السياسية ممثلةً بالمجلس السياسي الأعلى قراراً بالعفو العام عن كل المتورطين في الخيانة الذين يقاتلون في صف العدو ضد وطنهم وأبنائه الشرفاء من أبطال الجيش واللجان الشعبية.
في 19 سبتمبر من العام 2016م أعلن الرئيس الشهيد صالح علي الصماد قرار العفو العام الذي وصفه محللين وخبراء بأنه خطوة جبارة على صعيد لملمة الشمل وحقن الدماء ورص الصفوف وذلك تجسيداً لروح التسامح بين أبناء الشعب اليمني وتوحيد الجهود للدفاع عن كرامة الوطن ومواجهة العدو الحقيقي لليمن وشعبه، وللحيلولة دون استمرار قوى العدوان في المتاجرة بدماء اليمنيين وبث الفرقة والنيل من الوحدة بين أبناء الشعب اليمني.
وترجمة لذلك، فقد تم تشكيل لجنة عليا للمصالحة وللعفو العام برئاسة يوسف الفيشي، كما تشكَّل من خلال اللجنة المركز الوطني للعائدين وهو وحدة لمتابعة العائدين واستقبالهم وترتيب أوضاعهم.
ولم يقف الأمر إلى هنا وحسب، بل استمرت الجهود الحثيثة الرامية إلى عودة المتورطين في الخيانة إلى حضن الوطن، فتم تشكيل لجان رئاسية على مستوى المحافظات والمديريات، وعُقدت الكثير من اللقاءات الموسعة ولاجتماعات المتواصلة لدعوة المتورطين في الخيانة للعودة إلى وطنهم وضمان عودتهم إلى ديارهم ومناطقهم بأمان والتمتع بكل الحقوق والواجبات وقطع الطريق على العدو الذي بات يبث الأكاذيب والدعايات المضللة من أجل تعميق حالة الصراع والاقتتال بين أبناء الشعب اليمني.
اهتمام وتأكيد القيادة الثورية والسياسية:
لم تترك القيادة الثورية والسياسية أي مناسبة إلا وتؤكد على إبقاء المجال مفتوحاً أمام الراغبين بالعودة إلى الوطن، إذ كان هذا التوجه عنواناً بارزاً في خطابات القيادة الثورية والسياسية بدعوة المتورطين في الخيانة للعودة إلى الصف الوطني، وهيأت لذلك كل الاجراءات المناسبة لضمان عودتهم سالمين إلى بيوتهم وأهلهم وقراهم، ففي كل مناسبة وطنية يظهر جلياً حرص قائد الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الاعلى الرئيس مهدي المشاط بتجديد الدعوة إلى أولئك المتورطين في الخيانة لسرعة الاستفادة من قرار العفو، واتاحة الفرصة والمزيد من الوقت لهم للعودة إلى جادة الصواب والحق والرجوع إلى رشدهم بعد إن انكشفت أقنعة قوى العدوان.
ويؤكد العديد من المتخصصين والصحفيين في الشؤون اليمنية أن اهتمام وتأكيد القيادة الثورية والسياسية باستمرار العمل بقرار العفو العام يثبت بما لا يدع مجالاً للشك حرص تلك القيادة على مبدأ المصالحة الوطنية وحقن دماء اليمنيين وهذا من شأنه أن يتحقق الاستقرار وتنتهي حالة الخصومة ليحل محلها العمل وفق قاعدة التعايش المشترك والمشاركة في الحقوق الواجبات.
استشعار العائدون لأهمية القرار الحكيم:
عندما أصدر رئيس المجلس السياسي الاعلى قرار العفو العام، عن كل مدني أو عسكري شارك بالقول والفعل في جريمة العدوان من اليمنيين المخدوعين، فقد شكك البعض في جدوى هذا القرار، ولكن مع شعور العائدون بجدية وصدق تنفيذ هذا القرار وتصاعد دفعات عودة المتورطين في الخيانة إلى الصف الوطني، والذي كشف عن حكمة القيادة اليمنية.
وكان العائدون إلى صف الوطن مستشعرون لأهمية هذا القرار الحكيم، ودلالته، وانعكس ذلك في تعبيرهم الصادق عن امتنانهم للقيادة الثورية والسياسية في صنعاء على قرار العفو العام اذي يعكس مستوى المسؤولية تجاه أبناء اليمن، مثمنين موقف القيادة في صنعاء في استيعاب العائدي، إذ عبَّر العائدون عن امتنانهم للجيش واللجان الشعبية على تأمين وصولهم إلى مناطقهم سالمين آمنين، ووجهوا دعوات لبقية المتورطين في الخيانة للعودة إلى أرض الوطن وترك القتال في صف قوى العدوان وترك العملاء والمرتزقة الذين باعوا الوطن بثمن بخس، موضحين أن تحالف العدوان يرتكب أبشع أنواع التعذيب والإذلال لكل من انخدعوا من اليمنيين للقتال في صفوفه.
كما أكد العائدون أن تحالف العدوان ومرتزقته يعانون من وضع نفسي ومعنوي بعد انهيار قواتهم وعدم قدرتها على الصمود أمام قوات الجيش واللجان الشعبية، وفند العائدون الشائعات التي يبثها تحالف العدوان ومرتزقته في أوساط المتورطين في الخيانة عن سوء تعامل قوات الجيش واللجان الشعبية.
تجسد مبدأ التسامح المتواصل:
كثيرة هي المواقف العملية التي تجسد مبدأ التسامح المتواصل، فقد جسد الرئيس الشهيد صالح الصماد “رحمة الله عليه” مبدأ التسامح المتواصل النابع من الثقافة القرآنية الأصيل وذلك في قرار العفو العام في تعامله مع المتورطين في الخيانة ممن انخرطوا في فتنة الخائن عفاش نهاية العام 2017م، عندما أطلق أكثر من 2000 ممن تم القبض عليهم أثناء مشاركتهم في الفتنة.
واستمراراً وتأكيداً على مبدأ العفو والتسامح الذي انتهجته القيادة الثورية والسياسية، فقد كان هذا التوجه عنواناً بارزاً في خطابات رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط بدعوة المتورطين في الخيانة للعودة إلى الصف الوطني، ليشهد الواقع بعد ذلك عودة الآلاف ممن انخرطوا في صفوف العدوان، حيث أضحى المواطن اليمني يلمس الكثير من توجيهات قائد الثورة وكذلك الرئيس المشاط بالعفو عن مئات المتورطين في الخيانة على غرار المتورطين في أحداث فتنة كشر بحجة في العام 2020م، وكذلك بإطلاق الاسرى في معارك البيضاء ومارب…الخ والتوجيهات في هذا الشأن كثيرة جداً، وكل ذلك يؤكد بجلاء ووضوح منهجية التسامح والعفو رغم الجراحات، وتغليب لغة السلام بما ينعكس على أمن واستقرار الوطن وتعزيز لحمته الداخلية.
مع مرور الوقت…انكشفت الأقنعة:
مع مرور الوقت عاماً بعد عام تنكشف حقيقة أهداف العدوان الخبيثة وتُزال وتنقشع أقنعته الزائفة وتظهر إلى العلن المزيد من مخططاته للاستعمارية والاجرامية الرامية إلى تدمير اليمن والسيطرة على ثرواته؛ ما جعل الالاف من المتورطين في الخيانة يعودون إلى حضن الوطن والتكفير عن خطاياهم ببذل الجهود في التصدي للعدوان جنباً إلى جنب مع اخوانهم من أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وفي هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن تحالف العدوان السعودي يتعامل بطريقة مهينة مع مرتزقته الذي اشتراهم بثمن بخس والنضرة الاستعلائية تجاههم، وأنهم يتعرضون للضرب والسجن وعقاب جماعي مذل، في حال عدم تنفيذ الاوامر، أو الشك في ولائهم، إضافة إلى انكشاف أهداف العدوان الخبيثة وعلى راسها تقسيم اليمن ونهب ثرواته واحتلال جزره وموانئ، وكل تلك هي شواهد جلية للذي ما زال في نفسه كرامة وغيرة على وطنه وعرضه بأن يغادر صفوف العدوان ويلتحق بالصف الوطني ويدافع عن بلده وشعبه، وهي أيضاً عوامل بارزة وهامة التي أعادت الشعور بالكرامة الوطنية إلى نفوس البعض، من الذين باعوا هذا الشعور في لحظة ضعف وبثمن بخس للعدو الحقيقي.
نصيحة صادقة نوجهها لمن تبقى من المتورطين في الخيانة:
نصيحة صادقة نوجهها لمن تبقى من المخدوعين وكل من يقف في صف العدو وما يزال يقاتل معه أن يدرك جيداً خطورة المؤامرة وخبث المخطط، وأنهم مجرد وقود لهذا العدوان، وعليهم أن يعلموا علم اليقين أنهم مجرد مطايا يتم من خلالهم تدمير اليمن واحتلال أراضيه، ونهب ثرواته، وأنهم عبارة عن جسر عبور للغزاة والمحتلين يتم اجتيازه ليصل الغزاة والمحتلين إلى غايتهم.
وفي المقابل، لا تزال تأكيد القيادة الثورية والسياسية في كل مناسبة أو غير مناسبة، مستمراً في أن الفرصة لا تزال مواتية والمجال مازال أمامهم مفتوحاً لمن لا يزال في صفوف العدوان في كل الجبهات للعودة إلى نصرة بلادهم خاصة وقد بانت الحقيقة وانكشفت عورة العدوان وتعرت أطماعهم.
وهذه رسالة نوجهها للمخدوعين ونقول لهم: إن عليكم أن تعلموا وتفهموا جيداً أن العدو عندما يستغني عنكم فإنه سيرميكم ويتبرأ منكم، وأنه لن يقبلكم ولن يدافع عنكم، فهذا العدو الذي لا يمتلك ذره من انسانية، فهو ذلك اللئيم الذي يذبح أبناء وطنه، وينشر أجسادهم بالمنشار، ويرتكب أبشع الجرائم بحق الانسان؛ لأن هدفه هو الحفاظ على كرسي الحكم وإرضاء أسياده الأمريكان والصهاينة.
لذلك، يجب عليكم الإسراع بالعودة إلى وطنكم والاستفادة من قرار العفو العام، الذي يمثل فرصة تاريخية لكم والمجال مفتوح لمن في قلبه ذرة من إيمان، فلا ينحصر العيب في الخطأ وإنما العيب في استمرار الخطأ، فالوطن يتسع لجميع أبنائه الشرفاء والاحرار، فلن تجدوا وطناً يأويكم وتعيشون فيه غير وطنكم اليمن.
لذلك فعليكم المسارعة والاتصال بالمركز الوطني للعائدين والاتصال بالرقم (176)، أو الاتصال بمن تثقون به من أقاربكم ومشائخكم ليقوموا بالتنسيق لكم وتسهيل عودتكم، فالمركز الوطني للعائدين مستعداً لتقديم كل ما يمكنه تقديمه لتسهيل عودتكم إلى مناطكم وأهلهم سالمين آمنين.
فنحن أبناء بلد واحد وأخوة ولدينا قيادة ربانية تحمل منهجية الحق، وعاش اليمن حراً شامخاً والخزي والعار للخونة والعملاء.
وفي الختام…فلا يبني الوطن إلا أبنائه المخلصون من الشرفاء والأحرار، ولا يوجد أنذل ولا أحقر من العمالة والارتزاق وخيانة الوطن، والقتال مع العدو المحتل والغازي للوطن، مقابل دراهم لا تساوي حفنه من تراب أرض الوطن الطاهرة، ولا مجال أمام اليمنيين اليوم إلا الوقوف صفاً واحداً في وجه قوى العدوان وتحرير الوطن من الغزاة الطامعين في احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته.