صنعاء تدشّـنُ “رسمياً” خيارات “التصعيد بالتصعيد”

|| صحافة ||

مع استمرارِ العدوان والحصار والحرب الاقتصادية الوحشية على الشعب اليمني، وإصرارِ واشنطن والرياض وأبوظبي على تصعيد التصعيد، المسنود بمغالطات أممية، دشّـنت صنعاءُ نهايةَ الأسبوع الفائت الدخولَ في مرحلة جديدة لمواجهة الصلف العدواني المتصاعد، وذلك بتدشين حملة “إعصار اليمن” على يد رأس الهرم في القوات المسلحة اليمنية والمتمثلة في المشير الركن مهدي المشاط -القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية-، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الممنوحة للمتورطين في الخيانة، وتدشين بدء الإجراءات القانونية ضدهم وفق القانون والدستور، وهنا يرى مراقبون أن صنعاء قرّرت الدخول فعلياً في معادلة “التصعيد بالتصعيد”، لندخل على أعتاب مرحلة جديدة من الرد والردع.

وفي لقاء استثنائي برؤساء مجالس القضاء الأعلى والنواب والوزراء والشورى، دشّـن المشير الركن مهدي المشاط، حملة “إعصار اليمن” للتحشيد والاستنفار لمواجهة العدوان، وهي خطوةٌ تؤكّـدُ أن القواتِ المسلحة اليمنية عازمةٌ على الدخول في مرحلة جديدة من الرد والردع رداً على التصعيد المتواصل لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.

وخلال التدشين بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل، ورئيس مجلس النواب الشيخ يحيى الراعي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، ورئيس مجلس الشورى محمد العيدروس، أكّـد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، على أهميّة الصمود الشعبي خلال هذه المرحلة، مشدّدًا على ضرورة أن تقوم مؤسّسات الدولة بدورها بشكل فاعل في الحشد والاستنفار.

ووجّه الرئيسُ المشاط، بتدشين حملة إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار على كافة المستويات لمواجهة العدوان، وهي رسالةٌ تؤكّـد أن استمرارَ التصعيد الأمريكي السعوديّ الإماراتي سيدخل منحى جديدًا فيما يتعلق بالرد والردع اليمني.

 

رسائلُ تنذِرُ بقوة الرد القادم:

وقال المشير المشاط: “إن هذه الحملةَ ستشملُ كافةَ المستويات، الرسمية والشعبيّة والنخبوية”، حاثًّا أبناءَ الشعب اليمني على التفاعل الجاد مع التحشيد والاستنفار لإسناد الجيش واللجان الشعبيّة في معركة التصدي للعدوان الغاشم.

وأشَارَ الرئيس المشاط، إلى أن تحالُفَ العدوان بقيادة أمريكا سعى منذ اللحظة الأولى ولا يزالُ لتدمير المنشآت الخدمية للشعب اليمني، مؤكّـداً أن ما يقومُ به تحالُفُ العدوان من استهداف للمؤسّسات المدنية يعبر عن فشله وإفلاسه، ويضيف إلى رصيده المزيد من الخزي والإجرام.

ولفت إلى أن الحصارَ الأمريكي الخانق على أبناء الشعب اليمني وتصعيد الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الشعب اليمني دليل على أنهم بعيدون عن السلام، وأن ما يتحدثون به يتناقض مع التصعيد والحصار واستهداف المنشآت المدنية والخدمية.

وفي رسالة بلهجة قوية، جدد القائد الأعلى للقوات المسلحة، التأكيد على أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي، وسيرد على هذه الجرائم بكل الوسائل المتاحة.

ونوّه الرئيس المشاط إلى أن الشعب اليمني بتحَرّكه الجاد والمسؤول وصبره وعطائه سيصل إلى النصر بإذن الله تعالى.

من جانبه، أشار رئيس مجلس النواب، إلى أن ما عرضه الإعلامُ الحربي من مشاهد لإطلاق الطائرات المسيَّرة من مختلف التضاريس، يكشفُ زيفَ ما يدعيه العدوان بأنه يتم إطلاق الطائرات المسيَّرة من الأحياء المدنية.

وأوضح أن رئاسة مجلس النواب، وجهت أعضاء المجلس بالنزول الميداني إلى دوائرهم للمساهمة في الحشد والتعبئة ضد العدوان الأمريكي الغاشم وجرائمه المُستمرّة بحق هذا الشعب العظيم.

فيما أكّـد رئيس مجلس الشورى، أن المجلس يقوم بدور كبير في التحشيد والنزول الميداني للمحافظات كجزء من واجبه الوطني في معركة التحرّر والاستقلال.

بدوره، قال رئيس مجلس القضاء الأعلى “إن ما نمتلك من قوة المسؤولية وقوة الاندفاع يجعلنا قادرين على مواجهة العدوان بكل ما نستطيع، ولا بد أن يكون لنا في كُـلّ المؤسّسات دور بارز في التحشيد ومواجهة التحديات”.

من جانبه، أكّـد رئيس مجلس الوزراء، على أهميّة تكامل الدورين الرسمي والشعبي في مواجهة العدوان.

 

التفافٌ سياسي حزبي سريع:

وفي سياق متصل، دعت أحزابُ اللقاء المشترك أبناءَ الشعب اليمني وقبائله الأبية، للتفاعُلِ الكبيرِ مع حملة “إعصار اليمن” التي أطلقها رئيسُ المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، للتحشيد والاستنفار لمواجهة قوى العدوان ومرتزِقتها في كُـلّ شبر من أرض الوطن، وهو الأمر الذي يؤكّـد قرب الدخول القوي للحملة بعمليات مصاحبة في عمق دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.

وأكّـدت أحزابُ المشترك في بيان لها، على أهميّة التفاعل مع الحملة والمشاركة فيها رسميًّا وشعبيًّا لإسناد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف الجبهات وتعزيزاً للصمود في وجه العدوان.

وأدانت استهداف العدوان للمنشآت المدنية وآخرها مبنى الشركة اليمنية للاتصالات الدولية، مشيرة إلى أن ذلك يعكس إفلاس قوى العدوان.

وأشَارَ بيان أحزاب اللقاء المشترك إلى مشروعية الحق اليمني في الرد على العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بكل الوسائل المتاحة.

ويرى مراقبون أن الالتفاف السياسي السريع حول الحملة التي أطلقها القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية ينذر بعمليات قادمة سواء في العمق السعوديّ والإماراتي، أَو في جغرافيا التصعيد التي دشّـنها العدوان منذ أسابيع، ناسفاً كُـلّ جهود السلام.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا