تنكيل وإذلال كبير للمرتزقة.. الهزيمة المرعبة للعدوان في “حرض”
خبراء عسكريون: مشاهد الإعلام الحربي فضحت أكاذيبَ العدوان وبيّنت حجمَ الخسائر في صفوفه
|| صحافة ||
مجدّدًا يتبدَّدُ الزيفُ الإعلامي التابع لتحالف قوى العدوان الأمريكي السعوديّ، والذي كثّـف من ادِّعاءاته مؤخّراً في جبهة حرض بمحافظة حجّـة شمال غربي البلاد، في محاولة للبحث عن انتصار مزعوم، لكنه فوجئ بكمائنَ محكَمة نصبها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة كالصخور الصماء، التي تحطمت عليها كُـلّ زحوفات تحالف العدوان.
وخلال هذه الملحمةِ، وضع أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة حَدّاً للزيف الإعلامي الذي يعتمدُ عليه التحالفُ في صناعة الانتصارات الوهمية بجبهة حرض الحدودية، حَيثُ تمكّنت قوات صنعاء من التوغل أكثرَ في العُمق السعوديّ، بعد الانتكاسة العسكرية التي لحقت بمسلحيها خلال الأسبوع الماضي، وإرسالها وزيرَ الإعلام في حكومة هادي، المدعو الإرياني؛ لرفع المعنويات المنهارة لدى مرتزِقتها هناك.
انكشفت الانتصاراتُ الوهميةُ للتحالف والقوات السعوديّة بالذات، التي كان يسوّقها الذبابُ الإلكتروني على صفحات التواصل الاجتماعي في فيديو نشره “الإرياني” لأحد المجندين من خلفه وهو ينادي بالجهاز اللاسلكي بالقول “يا فندم احنا محاصَرين”.
ويشير الخبراء العسكريون إلى أن هزيمة قوى تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي تضافُ إلى سجلات الهزائم المتلاحقة في صفوفهم طول السبع السنوات الماضية، بعكس ما حقّقته قوات الجيش واللجان الشعبيّة من مكاسبَ أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك قدرتها وكفاءة مقاتليها في الميدان، مشيرين إلى أن الجيشَ اليمنيَّ وبانتصاراته الحاسمة في حرض أغلق أبواب الأمل تماماً أمام السعوديّة والإماراتي في إمْكَانية تحقيق أي تقدم عسكري في هذه الجبهة وجبهات أُخرى في ظل التهاوي والانهيار المُستمرّ لمرتزِقتهما على الأرض.
ضربةٌ قاصمة
ويرى المحلل والخبير العسكري العميد مجيب شمسان، أنه ومن خلال هذه العملية العسكرية ظن العدوّ أنه سيحقّق أي انتصار بعد الهزائم التي تعرض لها في شبوة وفي مأرب، مُضيفاً أنه تم استدراج مرتزِقة العدوان إلى النقطة التي أرادها الجيش واللجان الشعبيّة وكانت الهزيمة المدوية، وبعد الضجيج الإعلامي للعدو أصبحوا محاصَرين من كُـلّ اتّجاه بعد تشكيلهم مقاتلين من داعش وبينهم سعوديّون وسودانيون ومن جنسيات أُخرى وقعوا في كمائنَ محكمة تم إسقاط المئات منهم بين قتلى وجرحى وأسرى.
ويؤكّـد شمسان أن الأهميّة الاستراتيجية للعملية تعكس بطبيعة الحال الفشل المتراكم لدى تحالف العدوان ومحاولة للبحث عن أي انتصار يذكر؛ باعتبَار الوصول في شبوة آلَ إلى طريق مسدود، مُشيراً إلى محاولة العدوّ تخفيف الضغط الحاصل على مرتزِقته من خلال فتح جبهات جديدة سواء في الجوف أَو في حرض.
ويعتبر العميد شمسان العملية أَيْـضاً ضربةً قاصمةً لتحالف العدوان؛ لأَنَّ هذه المديرية بطبيعتها الجغرافية المجاورة للحدود السعوديّة والتي كان ينبغي من وجهة نظر المعتدي الذي شكّل تحالفه من 17 دولة أن تكون هي الخاصرة الأضعف التي يسيطر عليها تحالف العدوان، ولكن تحولت هذه المنطقة إلى منطقة استنزاف للقوات السعوديّة وللمرتزِقة ولكُلِّ مَن جاء بهم تحالف العدوان، متبعاً أنه وبالرغم من الطبيعة التضاريسية التي لا تخدم بشكل كبير المدافع عن هذه المنطقة؛ كون تحالف العدوان يمتلك الغطاء الجوي الكبير إلَّا أن العدوّ السعوديّ تلقى ضربة قاصمة.
هزيمةٌ ثقيلة
من جهته، يؤكّـد الخبير والمحلل العسكري، العميد الركن عابد الثور، أن انتصارَ أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في هذه الجبهة بالذات له أهميّة كبيرة؛ باعتبَار أن “حرض” منطقةً حدوديةً ومنطقة تماسٍّ مع العدوّ السعوديّ، مؤكّـداً أن ما حدث يعد إنجازاً عسكريًّا بحَــدِّ ذاته لصالح القوات المسلحة اليمنية؛ لأَنَّ البُعْدَ الميداني هو لصالح الجيش السعوديّ.
ويقول العميد الثور: إن العدوان جهّز وأعد بشكل كبير لهذه المعركة، لكنها دحرت في أَيَّـام معدودة، وتلاشت دعايات العدوان بأنه سيطر على المنطقة بعد أن فنّدتها عدسة الإعلام الحربي بالصوت والصورة، وأثبتت أن السيطرة هي لقوات صنعاء، منوِّهًا إلى أن السعوديّة أرادت أن تتوسعَ في هذه الجبهة لتعويض خسارتها في مأرب والجوف، وفي الساحل الغربي، وأن الجيش السعوديّ كان يطمح للوصول إلى الحديدة من الجانب الشمالي إذَا سيطر على هذه المنطقة، لكنه خسر الرهان.
ويشير العميد الثور إلى أن الإعدادَ لهذه المعركة كان كَبيراً جِـدًّا، وتم لأكثرَ من سنتين، وكانت معركة كبيرة شاركت فيها الدبابات وكافة الأسلحة، لافتاً إلى أن هذه المعركة أثبتت تفوق القدرات العسكرية اليمنية، وما يدلل على ذلك هو العدد الكبير لقتلى العدوّ خلال هذه المعركة.
إنجازٌ نوعي
من جهته، يشير المحلل العسكري زين العابدين عثمان، إلى أنه وفي إطار محاولات تحالف العدوّ الأمريكي السعوديّ الإماراتي تنفيذ عملياته الهجومية للتقدم في محور حرض ومحاولة فرض حصار ناري على المدينة، استطاعت قواتنا الجيش واللجان بفضل الله تعالى، احتواء كُـلّ الهجمات ونفذت عملية استراتيجية كبرى كسرت كُـلّ القوة المهاجمة باتّجاه المدينة من المسارين الجنوب الغربي والجنوبي والمكونة من ألوية مرتزِقة محليين وجنسيات مختلفة وألوية سعوديّة رديفة منها لواءين من حرس الحدود السعوديّ.
ويضيف عثمان أن العملية العسكرية وثقت بالصوت والصورة وهي أحد أبرز التطورات المهمة خلال المضمار العملياتي والذي جرى عبرها كشف الخسائر الفادحة التي لحقت بقوات العدوّ السعوديّ ومرتزِقته من جهة ودحضت كُـلّ ادِّعاءاته الزائفة حول تمكّنه من فرض حصار على المدينة، فالمقاطع التي نشرها الإعلام الحربي نسفت كُـلّ الادِّعاءات وأكّـدت تمكُّنَ مجاهدي الجيش واللجان من كسر الهجوم بالكامل وتدمير القوة المهاجمة بعمليات مضادة وتحرير مساحات واسعة في محيط المدينة.
ويرى أن من أهم ما حقّقته العملية على المسرح العملياتي هو إفشالُها لمخطّط العدوّ السعوديّ للسيطرة على مدينة حرض ومحاولة حسم جبهات الجنوب الشرقي الذي يعتبر أهم وأخطر مخطّط عسكري جرى الإعداد والتخطيط له لأشهر بإشراف مباشر من قبل مجموعه من الخبراء الأمريكيين، فقد كان مستوى الإعداد كبيراً جِـدًّا يفوق الحملات السابقة، إذ تم الدفع بعدد من ألوية المرتزِقة وألويه أُخرى سعوديّة مع إدخَال مجموعات هائلة من الأسلحة المتطورة وأسطول كامل من الدبابات والآليات والمدرعات الأمريكية الحديثة.
كما يؤكّـد عثمان أن العمليةَ تعد إنجازاً نوعياً واستراتيجياً كبيراً يضافُ إلى رصيد إنجازات الجيش واللجان الشعبيّة على جميع صعد المواجهة، ونموذجاً حقيقياً على مستوى التطور والأداء العملياتي والعسكري الذي باتت عليه قواتنا في التعامل مع كُـلّ مخطّطات تحالف العدوان وفي جميع الظروف والجبهات، فقد أصبح هناك قدرة بعون الله تعالى على مواجهة أي تصعيد بعمليات نوعية تتشارك فيها كُـلّ وحدات القوات المسلحة المختلفة بأداء متقدم وحاسم.
صحيفة المسيرة