العقوباتُ سلاحُ أمريكا في مواجهة العالم
موقع أنصار الله || مقالات || د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
أثبتت الحربُ الأُوكرانية أن أمريكا لم يعد بمقدورها اتِّخاذُ القرار الحاسم لوقف الهجوم الروسي على أُوكرانيا؛ باعتبَارها مسؤولةً عن أمن العالم -كما تدّعي-، فمن يريد أن يبقى شرطيَّ العالم عليه أن يكون مستعداً لاتِّخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك باستخدام كافة الوسائل المتاحة بما في ذلك الوسائل العسكرية، ولكن ما رأيناه في مسألة أُوكرانيا أن أمريكا تحاول أن تتحاشى استخدام القوة العسكرية أَو حتى التهديد بها، ومن خلال متابعة التصريحات الأمريكية منذ بداية الأزمة حتى اليوم نجد أن أمريكا حريصة على عدم الحديث عن تدخل عسكري لحماية حليفتها أُوكرانيا واكتفت بالتهديد بأنها ستفرض عقوبات اقتصادية في حالة اجتياح روسيا للأراضي الأُوكرانية وبعد أن بدأت روسيا هجومَها على أُوكرانيا صباح الجمعة الماضية، أعلنت أمريكا تشديدَ العقوبات عليها بعد أن كانت قد أعلنت عن بعض العقوبات الاقتصادية عقب اعترافها بجمهوريتي دونستك ولوهانسك.
إن العقوباتِ الاقتصاديةَ -مهما كانت شدتها- يمكن لأية دولة التعايش معها، كما أنها ليست بمستوى استخدام القوة العسكرية التي تحسم الأمورَ في أي نزاع بسرعة، وأمريكا -كما نتابع- أصبحت تلجأُ إلى العقوبات كسلاحٍ ترفعُه في واجهة كُـلِّ مَن يخالِفُ سياستها، وذلك بعد أن تلقت هزائمَ مذلةً في العراق وخروجها المهين من أفغانستان، وهنا نجد أن استخدام العقوبات يعتبر مؤشراً على ضعف أمريكا وليس على قوتها، وتعتمد السياسةُ الأمريكية في الوقت الحالي في حالة المواجهات العسكرية على دفع طرفٍ آخرَ للقيام بمواجهة من تراه معادياً لها وهي تقومُ بدعمه من وراء الستار، وهذا ما حدث في أُوكرانيا فقد رأينا أمريكا تدفعُها إلى مواجهةِ روسيا وعندما بدأت الحربُ اكتفت بإعلان عقوبات!
وبالعودة إلى العدوان على اليمن نجد أن أمريكا طبّقت نفس السياسة، حَيثُ دفعت تحالُفَ العدوان إلى شَنِّ هجومه على اليمن بإعلانه من واشنطن وقدمت له الدعمَ من وراء الستار، وعندما طال أمدُ الحرب حمّلت الدولَ المشاركة في التحالف المسئوليةَ واكتفت بفرض عقوبات على بعضِ قادة أنصار الله، ومن خلال ذلك نجد أن أمريكا تنتظرُ انتهاءَ الفوز في الحرب فتستولي على كُـلِّ الغنائم وَإذَا خسر حلفاؤها تحمّلوا كافةَ الخسائر، هذه هي أمريكا.