أزمة الوقود تبلغ مستويات غير مسبوقة.. إمعان أمريكي في محاصرة اليمن
غضب عارم يُحمِّل أمريكا مسؤولية الحصار ويطالب القيادة اليمنية بضرب منشآت النفط في دول العدوان
|| صحافة ||
العدوان يقرصن السفن ويستثمر المعاناة بأسواق سوداء ويوظفها بالتضليل لتحريض اليمنيين
تصطف طوابير السيارات بشكل غير مسبوق أمام محطات الوقود منذ نحو شهر في كل المحافظات الحرة وحتى الخاضعة لسيطرة الاحتلال ومرتزقته، وسط معاناة غير مسبوقة من نقص حاد في المحروقات، له تداعيات وخيمة على حياة اليمنيين بعد مرور حوالي ثمانية أعوام من العدوان والحصار المفروض على اليمن منذ مارس 2015م.
أزمة الوقود الحاصلة غير مسبوقة بحسب شركة النفط، جراء إمعان العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنعه بشكل كلي لأي سفينة وقود من بلوغ ميناء الحديدة، وقبل يومين احتجز العدوان سفينة إسعافية تحمل حوالي 30 طن بنزين بعد حصولها على تراخيص أممية من مكتب التفتيش الأممي في جيبوتي وبعد تفتيشها من قبل تحالف العدوان نفسه، وقامت بحرية العدوان باحتجاز السفينة واقتيادها إلى جيزان.
ليست أزمة الوقود جديدة في اليمن المحاصر بعشرات سفن الحصار الأمريكية والسعودية التي تحتجز سفن الوقود عرض البحر، لكن الأزمة الحالية بلغت مستوى غير مسبوق وباتت تهدد بتوقف شبه كلي للحركة وعمل المستشفيات وغيرها من الخدمات.
حيث يتعمد تحالف العدوان احتجاز سفن الوقود ويمنع كل السفن من الوصول إلى ميناء الحديدة، ويذهب لاستثمار المعاناة الناتجة عن الحصار بإنشاء سوق سوداء عبر تجاره المستوردين من عدن، ثم يذهب لاستثمار وتوظيف المعاناة في سياق حربه الإعلامية بتحميل القيادة اليمنية المسؤولية عن الأزمة.
فقد شهدت أمس العاصمة صنعاء والمحافظات، وقفات وفعاليات غاضبة تندد بحصار تحالف العدوان، إذ يتعالى غضب الجماهير اليمنية إزاء تمادي تحالف العدوان وإمعانه في محاصرة الشعب اليمني، على معيشتهم من خلال مواصلة منع وصول الوقود إلى البلد الذي بات يعيش أزمة خانقة هي الأسوأ منذ بدء العدوان ..فيما بات يختلق الأكاذيب وحملات التضليل المغرضة باتهام القوى الوطنية ومزاعمه بالسماح بوصول سفن إسعافية لكنه سرعان ما يبادر إلى احتجازها مرة أخرى.
وطالبت التظاهرات والوقفات الجماهيرية أبطال القوات المسلحة والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير بتوجيه ضربات لمنشآت النفط في دول تحالف العدوان التي أصبحت تتلذذ بمعاناة اليمنيين، وحملت البيانات الصادرة عن الوقفات الاحتجاجية الإدارة الأمريكية مسؤولية الجريمة، وحملتها التداعيات والآثار الكارثية الناجمة عن منع وصول النفط والمواد الحيوية إلى الشعب اليمني والتي ازدادت ضراوة خلال الآونة الأخيرة ما جعل المرافق الخدمية والطبية غير قادرة على أداء واجباتها وخدماتها للمرضى وعموم المواطنين في البلد الذي يتعرض لجرائم إبادة شاملة في ظل صمت دولي وأممي معيب.
وحذرت دول العدوان من استمرار العدوان والحصار، مؤكدة أن أعاصير اليمن قادمة لردع دول العدوان وعلى الباغي تدور الدوائر، وحثت البيانات، أحرار اليمن على التحرك الجاد وتحمل المسؤولية في التصدي للمؤامرات والمخططات العدوانية التي تستهدف اليمن أرضاً وأنساناً.
وتفاقمت أزمةُ الوقود والمشتقات النفطية في مختلف المحافظات اليمنية، جَرَّاء تشديد إجراءات الحصار المفروض على البلد من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ، في إطار التصعيد الإجرامي المُستمرّ ضد الشعب اليمني، وسط صمت أممي مُخْزٍ يجدّد التأكيدَ على خضوع الأمم المتحدة بشكل كامل لسياسات العدوان وتورطها في مضاعفة معاناة اليمنيين.
ويحاول تحالف العدوان تضليل الرأي العام، من خلال إعلانه من وقت لآخر بالسماح لسفينة وقود إسعافية بالوصول إلى ميناء الحديدة، والمسارعة إلى اتهام القوى الوطنية بافتعال الأزمة في العاصمة صنعاء، متجاهلاً حقيقةَ أن المحافظات الواقعة تحت سيطرته تعيش هذه الأزمة بكامل تفاصيلها، وهو الأمر الذي يشكل دليلاً فاضحاً على زيف تلك الادِّعاءات والاتّهامات ويثبت مسؤوليةَ تحالف العدوان وأدواته عن انقطاع الوقود في كافة مناطق البلد.
ويلجأ تحالفُ العدوان إلى الإفراج عن كمياتٍ محدودة من الوقود التابع للقطاع الخاص؛ بهَدفِ تضليل الرأي العام والتغطية على استمرار قرصنة واحتجاز سفن الوقود المخصصة للاستهلاك العام، والتي تصل مدةُ احتجاز بعضها إلى عدة أشهر، رغم حصولها على التصاريح الأممية اللازمة وخضوعها لآلية التفتيش التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
كما يحاول تحالفُ العدوان استخدامَ المرتزِقة كواجهة للتنصل عن مسؤولية قرصنة سفن الوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، زاعما أن إجراءات السماح للسفن تأتي وفقاً “لآلية” سلطات المرتزِقة، والحقيقةُ أن تحالف العدوان يقوم بقرصنة سفن الوقود واحتجازها بواسطة سفن الحصار التابعة له بعد حصولها على تراخيص من مكتب التفتيش الأممي في جيبوتي وبعد تفتيشها من قبل تحالف العدوان في بلد الشحن، وغالبا ما تشحن من موانئ إماراتية.
وقد تبنت أمريكا أسلوب التجويع بشكل علني وصريح، عندما حاولت مساومة صنعاء ومقايضة الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني (وعلى رأسها سفن الوقود والغذاء) بمكاسبَ عسكرية وسياسية من بينها وقف تقدم الجيش واللجان الشعبيّة في مارب ووقف عمليات الردع المشروعة عبر الحدود.
ومع بلوغ الأزمة مستوى غير مسبوق، ترفض الأمم المتحدة إعلان أي موقف إزاء إمعان تحالف العدوان في احتجاز السفن، بعد منحها تصاريح أممية ممنوحة للسفن، وإزاء إصرار التحالف على احتجازها لفترات طويلة، الأمر الذي يعد دليلًا واضحًا على حجم الخضوع الأممي الكامل لإملاءات وسياسات قوى العدوان وعلى رأسها الإدارة الأمريكية التي تقوم سفنها الحربية بالتقطع لسفن النفط واقتيادها إلى نقطة الاحتجاز في البحر الأحمر.
صحيفة الثورة