أهمية التعامل الصحيح مع القرآن وخطورة الابتذال
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
نحن يجب أن تكون نظرتنا إلى القرآن صحيحة، عندما تنظر للقرآن، عندما تتعلم القرآن تتعلمه وأنت تَعُد نفسك واحدًا من جنود الله، وإلا فستكون من تلك النوعية التي تتقافز على الآيات {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14)، كونوا أنتم (أنا مالي دخل)، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية104)، (أنا مالي دخل). وهكذا تتقافز على الآيات فتكون أنت من تضع أمامك حجبا عن الاهتداء بالقرآن الكريم، وبالتالي ستكون أنت من تقدم القرآن الكريم للآخرين ضعيفًا هزيلًا.
نحن قلنا: يجب على الإنسان الذي يُعلّم القرآن أن يعلِّم القرآن كما لو كان في مواجهة مع العدو وفي الجبهة الأولى في مواجهة العدو، تعطيه حيوية، تتحدث عن آياته، عندما يتحدث عن الجهاد، عندما يتحدث عن وعوده للمؤمنين، عندما يتحدث عن أعدائه، عندما يتحدث عن الأشياء التي يجب أن تكون الأمة عليها في تأهيل نفسها لتصل إلى مستوى أن تكون من أنصار الله، ومن أنصار دينه، يجب أن تتحدث وإن كنت أنت في واقعك ترى بأن الوضع لا يصح منه شيء، والناس لن ينفعوا بشيء، والدنيا كلها قد انتهت، ولا يوجد بأيدي الناس شيء، لا تعكس هذه على آيات القرآن أبدًا، لا يجوز؛ لأن القرآن يجب أن يكون أرقى من أن نعطفه على أنفسنا، أو نرده هو فنجعل ما لدينا من مشاعر من ضعف هو المقياس الذي على أساسه نقدمه للآخرين، هو الشيء الذي نصبغ القرآن به عندما نقدمه للآخرين، هذا سيقتل القرآن، هذا سيميت القرآن.
كيف تعمل؟ قدمه على أصله؛ لأن القرآن لو أُخضِع لمشاعرنا، لتقديرات الضعف التي تسيطر علينا، على هذا وعلى ذاك، فبالتالي سيقدم القرآن ميتًا جيلًا بعد جيل، هذا بالنسبة للمُعلّم.
بالنسبة لطالب العلم كذلك عندما تقرأ القرآن، عندما تتدبر آيات القرآن، عندما تُذّكر بآيات القرآن يجب أن تتعامل مع القرآن بجدية، أنك تريد أن تكون فعلًا كما ذكر الله عن أوليائه في القرآن، وأن تكون ممن يصل على أساس تعرف ما لك وما عليك، أن تصل إلى من قال عنهم: {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}، أن تكون من ضمن هؤلاء، أن تكون ممن قال عنهم: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية104).
وهكذا في بقية الأشياء، أن تكون مع الآخرين من المؤمنين تواليهم صفًا واحدًا، وحدة حقيقية عندما تسمع الله يقول عن المؤمنين: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (التوبة: من الآية71).
إذا تعاملت مع القرآن وأنت طالب علم على هذا النحو فانظر إليه ككتاب أنه من الله من الله، أنه كلام الله فعلًا ستهتدي بالقرآن وسيزكي نفسك، وستصل إلى فهم كثير فهم كثير من آياته.
والقرآن في ظاهره يعطي أشياء كثيرة، القرآن في ظاهره يعطي أشياء كثيرة جدًا، على الرغم من أنه “بحر لا يُدرك قعره”، لكن هذه من خصوصيات القرآن التي أمتاز بها عن أي كلام آخر، أنه يعطي الناس الكثير الكثير من المعارف بظاهره، وإن كان لا زال بحرًا لا يُدرك قعره، فالخَواص يعرفون، يعرفون منه الكثير الكثير الذي لا تستطيع أعمارهم أن تستوعبه، “بحر لا يدرك قعره”.
فعندما نتعامل مع القرآن لا نتعامل معه بابتذال، وكأن كل شخص يستطيع أن يفسره هو بمفرده، بل يكون همك هو أن تتدبر أنت، وتتذكر أنت، تقرأ القرآن للناس، كما قال الله عن رسوله: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} (النمل: من الآية92) القرآن بظاهره يعطي الكثير للناس، ولأن الناس قد تأثرت نظرتهم إلى القرآن سلبًا، اعط تعليقات كمقدمات بسيطة حول الموضوع ثم تأتي بالآيات القرآنية.
لا تنطلق كمفسر، مَنْ انطلقوا كمفسرين لم يقدموا القرآن بالشكل الصحيح، عندما تقرأ (الكشاف) للزمخشري، أو تقرأ (تفسير الطبري)، أو تقرأ تفاسير أخرى، تراهم يُغفلون الحديث عن آيات مهمة جدًا، نحن أحوج ما نكون إلى فهمها اليوم، مرتبطة بواقع الناس، مرتبطة بحياة الناس، مهمة جدًا، يقفز عليها وانتهى الموضوع، ينطلق لتفسير مفرداته، إذا هناك حكم معين يستنبطه، أو قصة معينة يتحدث حولها باختصار وانتهى الموضوع.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
الثقافة القرآنية
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 4/8/2002م
اليمن – صعدة