جرائم وانتهاكات العدوان .. صورة من صور الديمقراطية الأمريكية وإسلام المنافقين

منذ الدقائق الأولى للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم كان المدنيون هم الهدف الرئيسي للغارات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي في مختلف محافظات الجمهورية ، ولا زلنا نستذكر كيف كان المدنيون في حي بني حوات هم الأوائل في السجل الإجرامي الأمريكي حيث قصف الطيران الأمريكي في 26 مارس 2015م ( اليوم الأول للعدوان ) الحي الآهل بالسكان مرتكباً مجزرة راح ضحيتها 27 شهيدا بينهم 15طفلا، وإصابة 30 آخرين ، وبالتالي فقد افتتح هذا العدوان سجله الإجرامي بهذه الجريمة وغيرها لتكون شاهداً على وحشيته ودمويته وانسلاخه عن القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية .

 

أرقام دامية

 

بمرور أيام العدوان الأمريكي السعودي الغاشم تزداد وترتفع حصيلة جرائمه فلا تكاد تغيب شمس يوم إلا لتخفي جريمة ارتكبها العدوان ولا يكاد يطلع صباح يوم إلا ليكشف عن جريمة أخرى يكون ضحايها نساء وأطفال في الأعم الأغلب ، وبمرور سبعة أعوام فقد قتلت أمريكا من المدنيين منذ بداية العدوان 45221 ألف يمني بينهم 18,290 شهيداً، و26,931 جريحاً.، منهم 4270طفلا قتلتهم أمريكا و 2850، ومن الرجال 20811.

لقد اسهب تحالف العدوان في فجوره ووحشيته مستهدفا الشجر والحجر الحي والجماد ، بشنه أكثر من 579,954 عملية استهداف مباشرة بالغارات على منازل المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية ، كانت استهدافاً مباشراً للمدنيين في المنازل أو المزارع وفي الأسواق والطرقات في القرى أو المدن، حيث ما وجد المدنيون أصبحوا هدفاً مشروعا في نظر تحالف الإجرام الأمريكي السعودي الإماراتي .

 أكثر من 45 ألف يمني جلهم من الأطفال والنساء قتلوا وجرحوا بصواريخ وقنابل أمريكية وبريطانية وفرنسية وإسرائيلية وغيرها ، وتعامل تحالف العدوان مع الجغرافية اليمنية بما تحويه من حي وجماد كحقل تجارب ، وقد وثقت عدسات الإعلام صواريخ وقنابل لم يتسن لمصنعيها إضافة الطلاء عليها باستثناء عدد من الأرقام التي ظلت شاهداً على إجرامية أميركا وزيف ادعائها الديموقراطية وحقوق الإنسان ، ولطالما سكروا على أنات نساء اليمن وبكاء أطفاله .

 

من منا لا يذكر ؟

 

من منا لا يذكر الـ25أغسطس 2017، حينما ارتكب التحالف الإجرامي مجزرة في حي فج عطان جنوب غرب العاصمة صنعاء، فقدت فيها الطّفلة بثينة الريمي البالغة من العمر 8 سنوات والديها وعمّها وشقيقاتها الأربع وشقيقها الوحيد ، ومنا منا لا يذكر تاريخ الـ 9 أغسطس 2018 م حينما ارتكب تحالف العدوان مجزرة مهولة بحق طلاب حافلة ضحيان راح ضحيتها أكثر من 120 طفلاً بين شهيد وجريح أغلبهم كانت حقائب اليونسيف على ظهورهم ، وحينها وعلى وقع الجريمة والفضيحة الأميركية طالب نواب أميركيون بالتحقيق في دور البنتاغون بدعم عمليات التحالف السعودي في اليمن ،  وأفادت شبكة “سي أن أن” الأميركية بأن الصاروخ الذي استخدمته السعودية أميركي الصنع، بزنة 227 كيلوغراماً، موجّه بأشعة الليزر، وهو جزء من صفقة الأسلحة التي وافقت عليها وزارة الخارجية الأميركية للسعودية.

من منا لا يذكر تاريخ 20 أبريل 2015، حينما استهدف العدوان حي عطان في العاصمة صنعاء بقنبلة مزوّدة باليورانيوم المستنفذ، ألقتها طائرة شبح أميركية على الأحياء السكنية في منطقة فج عطان، ذهب ضحيتها حوالى 84 شهيداً و364 جريحاً في مساحة سكانية واسعة تمتدّ على أكثر من 3 كيلومترات مربعة، ملحقةً دماراً هائلاً بالمنازل والمباني والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة في المنطقة ؟ من منا نسي ايضاً جريمة نُقُم في 12 مايو 2015، شنت طائرات التحالف عدواناً همجياً على حي نقم السكني في أمانة العاصمة بعدة غارات مباشرة، مستخدمة قنابل غازية وفسفورية شديدة الانفجار، ما أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من 400 يمني.

من منا لا يذكر تاريخ الـ 28 سبتمبر 2015 ، حينما استهدف تحالف العدوان الأمريكي حفلَ زفاف في منطقة واحجة في مديرية ذباب في محافظة تعز بشكل مباشر ومتعمّد، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 135 مواطناً، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة العشرات ؟ من منا نسي مجزرة زفاف سنبان في ميفعة عنس بذمار والتي استشهد وأصيب فيها أكثر من 100 من المدنيين بينهم عدد كبير من النساء والأطفـال.

من منا لا يذكر الهجوم الجوي الغادر لطائرات التحالف الأمريكي على الصالة الكبرى أثناء عزاء آل الرويشان في صنعاء في 8 أكتوبر 2016 مرتكباً مجزرة وحشية استشهد وجرح فيها أكثر من 750 شخصاً ممن كانوا يؤدون واجب العزاء.

من منا نسي مجزرة مجلس عزاء في أرحب ، وجريمة مدرسة جمعة بن فاضل بحق الأطفال ، وجريمة استهداف موكب نسائي في حريب القراميش ، ومجزرة حفل الزفاف في حجة ومجزرة سوق آل مقنع في صعدة ، ومجزرة صبر في صعدة ومجزرة الحي الليبي في صنعاء ومجزرة سوق الليل في صعدة ومجزرة السجن الاحتياطي في صعدة ، ومجزرة سكن  عمال وموظفي كهرباء المخاء بتعز ومجزرة سوق حي الهنود بالحديدة ، ومجزرة ادارة امن وسجن الزيدية بالحديدة ، ومجزرة سوق حيفان في تعز ، ومجزرة سوق الفيوش في لحج ، ومجزرة جزيرة عقبان بالحديدة ، ومجزرة غافرة بصعدة ، ومجزرة منصاب المطمة في الجوف ، وكذلك مجزرة برط العنان ، ومجزرة سوق البقع بصعدة ، وكذلك مجزرة ضحيان التي استهدفت المسعفين ، والجرائم بحق الصيادين في الحديدة ،  وعشرات الجرائم الوحشية الأخرى التي لا يسع المقام لذكرها بتفاصيلها والتي كانت أمريكا هي الراعية الرسمية لها ؟.

استهدف العدوان الامريكي بالصواريخ والقنابل الأمريكية الأحياء المكتظة بالسكان بشكل متعمد ومتواصل في المدن والقرى طوال سبعة أعوام ، حتى المناطق البدوية التي يعيش فيها بعض المواطنين يجمعون الحطب ليوفروا لقمة عيش لأطفالهم لم تسلم من الغارات ، حتى خيام الفقراء الذين قتلوا في خيامهم مع مواشيهم ؛ فأي غاية إيجابية ونبيلة أرادت السعودية وأمريكا تحقيقها لليمنيين بكل هذه الجرائم المروعة!؟ وأي ديمقراطية تتغني بها أمريكا وأي حقوق إنسان ، وأي إسلام ذلك الذي يحمله النظام السعودي والإماراتي ويسمح لهم بمثل كهذا جرائم  ؟!

 

وعليه ..

إن تلك الأرقام التي قرأتموها أعلاه ليست لدينا مجرد إحصائيات على ورق بياض سيخفت لونها مع تقدم الزمن ، ولا تظنوا أيضاً أننا جمعناها لنزاحم بها على أبواب المجتمع الدولي المنافق كي يعطف علينا بجالون من الزيت أو حفنة دقيق خائس أو موقف خجول أو دمعة تمساح ، إنما استحضرناها لأمور عدة من أبرزها : لتكشف لذوي الألباب أنها ماكانت لتكون لولا الرعاية والإشراف الأمريكي والإسرائيلي على هذا العدوان وما كانت لتستمر لولا ذلك ايضاً ، وأيضاً لتعرّي وتفضح دعاة الإسلام المنافقين الذين جعلوا من أمريكا آلهة لهم ، وكذلك تفضح  دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان من دول الغرب الكافر وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، وطال الزمان أم قصر سيظل حقنا في الثأر لشهدائنا ومظلوميتنا قائم والعاقبة للمتقين .

قد يعجبك ايضا