النصر أقرب

كلمات الشاعر / سامي الحوثي

مِن الشعبِ – لا مِن غيرِهِ – النصرُ أقربُ

فما الصبرُ إلّا مِن دمِ الشعبِ يُسكَبُ..

 

ومِن ساسةِ الهيجاءِ لا ساسةِ الورى

– بوجهِ الردى – هذا الصمودُ المُعذَّبُ!

 

ومِن قِبلةِ الحُرِّ الشهيدِ: ربيعُنا

وإن كان مُرًّا طعمُهُ.. فهو أطيبُ

 

ومني ومنكَ الفتحُ يا كلَّ ثائرٍ

إذا لم يَحِدْ عن صولةِ الفتحِ مطلبُ

 

***

 

“ثَمانٍ” من الحربِ الضَروسِ كأنّها

“ثمانونَ”.. لكنْ بالكرامةِ تُحسَبُ

 

ثمانٍ طِوالٌ بالمعاناةِ والفدى

ولولاهما ما اعتزَّ شعبٌ مُغرَّبُ!

 

لقد كان شعبُ الحكمةِ – الأمسِ – هالكًا

بعينِ شعوبِ الأرضِ والأرضُ ترقُبُ!

 

وما كان يومًا حاضرًا بالمُنى سوى

على الصُحْفِ.. إمّا غائبٌ أو مُغيَّبُ

 

وكانت أَعاديهِ معًا تستبدُّهُ

فلا شيءَ يأتي منهُ أو عنهُ يذهبُ

 

هناكَ.. قد اعتادَ المصائبَ موتُنا

ولا مَن يُعَزِّينا – علينا – ويندُبُ!

 

ولاكَتْ عظامَ الشعبِ دهرًا كلابُنا،

وهُم من كلابِ الكونِ بالحُكمِ أكلَبُ

 

وإنَّ عَصانا منذ قامت بكفِّنا

نهشُّ بها اليومَ العُصاةَ ونَغلِبُ

 

وما عاد فينا مَن يخافُ.. وكيف لا؟

ونحنُ من الموتِ المُحتَّمِ أرغبُ

 

إلى أن أتى أمرٌ من اللهِ بالهدى

لَكَم مِن تَخَطِّينا العجائبَ نعجَبُ!

 

: على الشعبِ كُوني يا حروبُ ذليلةً

فتاريخُهُ نارٌ.. وبالآتيَ يَلهبُ!

 

ومَقبرةُ المحتلِّ..! إنَّ احتلالَها

من المستحيلاتِ الأشدِّ لَأصعبُ

 

بإذنِ السما – لا غيرَ – ذنبُ احتلالِها

وحاشا السما تُعطي الأنامَ لِيذنبوا..

 

***

 

صمودٌ.. غدا يغتالُ حزمَ غُزاتِهِ،

يُهابُ الفتى بالصبرِ، والصدُّ أهيبُ..

 

ومَن ذا يقولُ: الغزوُ بالنورِ قادمٌ؟

سوى أرعنٍ، أو جاهلٍ كيفَ يغضبُ!

 

وهل ثَمَّ مَن بالنورِ جاءَ عدا الذي

بهِ ما ادّعى؟ مِن أجلِهِ الناسُ حُورِبوا!

 

ومِن أجلِهِ شعبٌ كريمٌ مُحاصَرٌ

ومِن أجلِ هذا بالصواريخِ يُضرَبُ!

 

وإلّا لِمَ للقتلِ فينا تحالفوا؟

وما لاختطافِ البؤسِ منا تَمَوكبوا؟!

 

***

 

لنا اليومَ رَغمَ الجُوعِ والجَورِ عزّةٌ،

لأنَّا على أقسى مِن الصخرِ نكتبُ

 

طَلَلْنا على الأحلامِ حتى رأينَنا،

يَتِمُّ إذا حان اللقا حيث يُوجَبُ

 

فللهِ قلبُ الحُرِّ ماذا بقلبِهِ،

وماذا ابنةُ الشعبِ اليتيمةُ تُنجِبُ

 

لنا اليومَ أعداءٌ أعادوا حسابَهم

عن الحربِ حتى قالوا: الفرُّ أصوبُ

 

كأنّهمُ كانوا بكوكبَ آخرٍ

فلم يَرَ مثلَ الحربِ ذي قطّ كوكبُ

 

إذا الطفلُ يدري أين يلعبُ.. لم تجد

كتائبُ (نجدٍ) عندنا أين تلعبُ

 

هُنا قد تطاولنا على البغيِ وهو لا

يُطالُ.. وأدَّبْنا الذي لا يُؤدَّبُ

 

نُسِبنا – ولا ريبٌ – إلى الحربِ فطرةً

ولكننا قلبًا إلى السِلمِ أنسبُ

 

نَعَم.. أرهبُ الأقوامِ نحنُ… لأننا

قَهَرنا (تتارَ) العصرِ إذ وهو أرهبُ!

 

تقدُّمُنا بالبذلِ.. ليسَ تخلُّفًا،

تعصُّبُنا للعدلِ.. نِعمَ التعصُّبُ

 

***

 

لنا اليومَ أعداءٌ إذا ما تمكّنوا

فلا العِرضُ موفورٌ ولا الموتُ يعذُبُ!

 

على غَصبِنا الحقَّ استمرَّوا لأنهم

من الغربِ مَرغومون والرَّغمُ أغصبُ

 

فلاذوا إلى تجفيفِ أضراعِ قُوتِنا،

وأضراعُهم مِن عُصرةِ الذئبِ تُحلَبُ!

 

ولو أنّنا قُمنا على الجُرمِ بالجُرمِ ما

تمادوا، وهذا الفرقُ للحقِّ مكسبُ

 

ولو أننا فيها سَلِمنا دقيقةً

من الغدرِ ما بتنا على الوقتِ نُصلَبُ!

 

لنا اليومَ أعداءٌ بدايةُ أمرِهم

نهايتُنا.. والعكسُ لولا المُذبذَبُ!

 

تفشَّت دُنى الباغي وتعنو بمن غدا

لهُ موطنٌ فيهِ الضميرُ المؤنِّبُ..

 

فلا خَذَلَ الحُرَّ الشهيدَ مُناضلٌ…

ولا غيَّرَ الحيَّ المُناضلَ منصبُ!

قد يعجبك ايضا