في رحاب المحاضرات الرمضانية الدعاءُ في مقام العمل
موقع أنصار الله || مقالات ||د/ مهيوب الحسام
في رحاب المحاضرات الرمضانية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين وهي محاضراتٌ من كلام الله وهديه في القرآن الكريم وآياته التي كنا في ما مضى نقرأها بسرد لفظي وإن حفظناها نحفظها حفظًا لفظيًّا حرفيًّا ونمر عليها مُرورًا مُجَـرّدا دون استيعاب لها ولا ترسيخ لمعناها في أنفسنا ودون تمعن فيها ودون تركيز ودون فهم ولا إدراك ولا وعي بها ولا تفكر ولا تدبر، ولكننا وعندما نستمع إليها الآن من السيد القائد في محاضراته الرمضانية ومنذ بدايتها وحتى الآن وبشرحها بهذه اللغة البسيطة نجد كأننا نقرأها ونستمعُ إليها لأول مرة في كثير من الآحيان وأغلبها.
المحاضراتُ الرمضانية في هذا العام، بدءًا من المحاضرات الأربع الأولى التي تخُصُّ التقوى ومعانيَ وأهميّة التقوى وفوائدها في واقعنا العملي والجهادي ورص صفوفنا في مواجهة أعدائنا وفي ترسيخ إيمَـاننا بالله وارتباطنا به وتعزيز ثقتنا بنصره الموعود، تستوقفنا كُـلُّ عبارة في كُـلّ محاضرة منها وتحتاجُ منا للتوقف عندها مليًّا لنقف مع الذات ونراجع ونستوعب آيات الله وهديه ونحوّلها إلى عمل في سلوكنا في تصرفاتنا ونجسدها واقعًا في حياتنا، عندها ستتغير حياتنا إلى ما يرضي الله ورسوله عنا وننجح في أعمالنا وعندما نرتبطُ بالله ونراقبه في كُـلّ أعمالنا فَـإنَّ الله سيكون معنا وسينصرنا في كُـلّ عمل نقدم عليه.
وما لفت انتباهي وأنا استمع إلى المحاضرة الرمضانية الثامنة بشكل غير مسبوق وشد انتباهي حديثُه عن الدعاء سواء في شهر رمضان وفي غيره من الأوقات.
وبعرض سلس وجَذَّاب وبعمق يوضح لنا ما هو الدعاءُ وكيفية الدعاء المقبول وهو يبدأ محاضرته بقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ، فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) سورة البقرة الآية (186)، وهذه الآية كفيلةٌ بفهم وإدراك معنى الدعاء وكيفية الدعاء المستجاب فالله سبحانه وتعالى يخاطب رسوله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- بقوله (وإذا سألك عبادي عني) وَإذَا شرطية وعباد الله هم المؤمنون به هذا أولاً وثانياً فَـإنَّي قريب فَـإنَّ الله قريب من عباده المؤمنين.
وثالثاً: فإضافة لقربه من عباده فَـإنَّه يجيب دعوة من دعاه بإيمَـان وإخلاص في مقام العمل وليس دعاءً مُجَـرّدا من الإيمَـان واليقين والتقوى والخشوع يدعو الله وهو يعمل بموجبات استجابة الدعاء فليستجيبوا لي بالإيمَـان بالتحَرّك والدعاء في مقام العمل ولا نقول في دعائنا اللهم أنصرنا على أعدائنا دونما عمل وتحَرّك في مواجهتهم وليؤمنوا بي، وندعو الله ونحن نتحَرّك في مواجهة أعدائنا مع الله وفي سبيله يقول تعالى: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) “آل عمران آية (147) ويقول تعالى: (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة أية (250) صدق الله العظيم.