صنعاء: سلوك تحالف العدوان يقوّضُ اتّفاق الهُدنة

|| صحافة ||

جَدَّدت صنعاءُ التأكيدَ على أن سلوكَ تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي يهدّدُ بإفشال الهُدنة التي رعتها الأممُ المتحدة، حَيثُ لا زالت دول العدوان ترفُضُ تنفيذَ التزاماتها فيما يتعلق بمطار صنعاء وموانئ الحديدة وَأَيْـضاً فيما يتعلق بالتهدئة في الميدان.

وأكّـد رئيسُ الوفد الوطني المفاوض، ناطق أنصار الله، محمد عبد السلام أنه: “منذُ سريان الهُدنة وتحالف العدوان يمنع وصولَ أية طائرة إلى صنعاء، ويعرقل دخولَ سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، وعسكريًّا شن طيرانُ العدوان التجسسي تسع غارات، وزحف مرتزِقتُه في مأرب ثلاث مرات”.

وبحسب اتّفاق الهُدنة، كان من المقرّر أن يتم تسييرُ رحلتين جويتين تجاريتين من مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، لكن تحالف العدوان رفض السماحَ لأية رحلة بالتحَرّك، برغم استعداد المطار لتقديم كافة الخدمات المطلوبة.

وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، قد أكّـد للمبعوث الأممي خلال زيارته على أولوية وضرورة فتح المطار لإنجاح الهُدنة، لكن “غروندبرغ” اكتفى بإعلان “تفاؤله” ولم يفعل أي شيء.

وحاولت دول العدوان الدفع بحكومة المرتزِقة؛ لتبرير استمرار إغلاق المطار بمزاعم “التنسيق مع سلطات الأردن ومصر”، وهي مزاعم غير منطقية ولا أَسَاس لها، لكنها تكشفُ بوضوح إصرارَ تحالف العدوان على إبقاءِ المطار مغلقًا بشكل تعسفي برغم الاتّفاق.

ونَصَّ اتّفاقُ الهُدنة أَيْـضاً على السماحِ بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، لكن دولَ العدوان لم تسمح إلا بدخول كمية محدودة للغاية من البنزين في أول أَيَّـام الهُدنة، ثم عادت لاحتجاز السفن ومنعِها من الوصول إلى ميناء الحديدة بدون أي مبرّر.

وأكّـد المتحدثُ باسم شركة النفط اليمنية، عصام المتوكل، الاثنين، أن “تحالُفَ العدوان يمعنُ في احتجاز سفن الوقود وخَاصَّة سفن ‎الديزل المفتشة أممياً”.

وَأَضَـافَ أن تحالُفَ العدوان يركّزُ على احتجاز سفن الديزل؛ لأَنَّها “مرتبطةٌ بكل القطاعات الخدمية كالصحة والكهرباء والمياه؛ بهَدفِ أن تظلَّ تكلفةُ هذه الخدمات مرتفعةً على المواطن وخَاصَّةً في شهر رمضان المبارك”.

وأكّـد المتوكل أن “الأممَ المتحدة لم تضعْ حَــدًّا لهذه القرصنة، سواء قبل الهُدنة المعلَنة أَو أثناءها”.

وأوضح متحدث شركة النفط أنه “ما تزال سفينتا ديزل محتجزتين في منطقة احتجاز التحالف قبالة سواحل جيزان بحمولة إجمالية تبلغ 59 ألفاً و976 طناً ولفترات متفاوتة بلغت لأولى السفن 12 يوماً”.

وإضافة إلى ذلك، يحتجزُ تحالف العدوان سفينةً ثالثةً تحمل على متنها أكثر من 28 ألف طن من مادة البنزين، منذ أكثر من 10 أَيَّـام.

وفيما يتعلق بالتهدئة العسكرية في الميدان، تواصل قوى العدوان خرقَ الاتّفاق بشكل يومي وبأشكال من خلال شن زحوفات وهجمات متكرّرة على مواقع قوات الجيش واللجان الشعبيّة، وشن غارات جوية بالطائرات التجسسية المقاتلة، إلى جانب التحليق المكثّـف للطيران الحربي.

وفي هذا السياق أَيْـضاً، كشف عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، الاثنين، أن “‌‌‌‌‌‌‏العدوانَ ومرتزِقته يحشُدون جموعَهم في معسكرات متعددة”.

وَأَضَـافَ الحوثي متوعداً: “نقولُ لهم: ما حشدتموه خلال سبع سنوات كان نتيجته الفشل، وكل ما تحشدونه مستقبلاً لن يُغنِيَ عنكم جمعكم وما تحشدوه، فالشعب اليمني لا ينام، وجيشُه ولجانه لكم بالمرصاد، وأمام أية حماقة ستجنون على أنفسكم فقط وفقط”.

ويتحدَّثُ مرتزِقةُ العدوان بوضوحٍ هذه الفترة عن الترتيبِ لتصعيد عسكري كبير في الجبهات ضد قوات الجيش واللجان الشعبيّة بدعمٍ من دول تحالف العدوان التي حاولت استغلالَ الهُدنة لترتيب صفوفها الداخلية.

وتؤكّـدُ كُـلُّ هذه المعطيات والمؤشراتُ بوضوحٍ على أن تحالُفَ العدوان لا ينوي الوفاءَ بالتزاماته في الهُدنة، وأن الأمم المتحدة ليس لديها أية جدية في إنجاح الهُدنة وإنما تحاولُ دعمَ دول العدوان في استغلالها كفُرصةٍ لكسب الوقت والالتفاف على طريق السلام الفعلي.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا