يوم القدس العالمي عنوان معركة التحرير
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالغني العزي
إحياء يوم القدس العالمي مناسبة سنوية لها دلالات قوية وبها معانٍ بليغة وتنطوي على مضامين كبيرة تؤكّـد جميعها أهميّة هذا اليوم وضرورته في يقظة الأُمَّــة وَتوجيه معركتها التحرّرية الفاصلة نحو الكيان الصهيوني الغاصب.
إن الحسابات الضيقة والنظرات القاصرة التي يسعى أعداء الأُمَّــة إلى بثها بين أبناء الدين الواحد والقبلة الواحدة؛ لغرض خلخلة صفوفهم وبعثرت أفكارهم وتحويل اتّجاههم إلى عدو وهمي لا وجود له بعيدًا عن الكيان الصهيوني الغاشم ومشاريعه الاستعمارية وهو القاتل الحقيقي والتاريخي لأبناء الأمة والمستبيح مقدساتها لهو الخطر المحدق على الأُمَّــة وعلى القدس وَمظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية وهو ما يجب التنبه له والوقوف بحزم لصد موجاته التضليلية وأفكاره الهدامة ومخطّطاته العدوانية بالمزيد من الوعي والمزيد من المواقف المجتمعية المناهضة..
إن استشعار أبناء الأُمَّــة لمسؤوليتهم تجاه القدس خَاصَّة وفلسطين عامة يؤكّـده الخروج المشرف في يوم القدس العالمي في مختلف البلدان؛ كونه الرد العملي والبيان الفعلي لرد كيد أعداء الأُمَّــة إلى نحورهم بل إنه نقطة الانطلاق الحقيقية نحو المعركة الفاصلة المرتقبة التحرّرية بين أحرار الأُمَّــة والكيان الغاصب وهذا ما بات يرعب الكيان الغاصب ويصيب قياداته بالخوف المُستمرّ؛ لأَنَّه يوم يبشر بزوالهم وتحرير القدس والأراضي المحتلّة من قبضتهم.
إن معركتنا اليوم هي معركة الوعي بأهميّة القدس كأرض مقدسة وبيوم القدس العالمي كيوم يقظة للشعوب الإسلامية وكيوم إعلان المعركة التحرّرية القادمة مع الكيان الغاصب يحتم على الجميع التفرغ له وإحيائه بمختلف البلدان وبكل قوة وهذا ما يجب أن يستلهمه كُـلّ أبناء الإسلام في مختلف بلدان العالم، فبيوم القدس يتجمع الشتات وينبذ الخلاف وترص الصفوف وتتوحد الكلمة ويصوب الجميع أفكارهم ونظراتهم نحو القدس المغتصب؛ كون القدس اليوم يمثل عزته الأُمَّــة وكرامتها وبدونه تكون الأُمَّــة فاقدة لأعظم عوامل العزة والتوحد والانتصار.
أما ثقافة الانحراف الممثلة بالتودد والتطبيع مع الكيان الغاصب فهي ثقافة دخيلة وغريبة وَمرفوضة ومنبوذة وَلا تمثل الشعوب الإسلامية بقدر ما هي مسارات هروب للأنظمة الاستبدادية التسلطية بها يعتقد الطغاة أن هذه مسارات نجاتهم وعوامل استمرارية تسلطهم على رقاب الأُمَّــة نتيجة خوفهم وشعورهم بفقدان عوامل البقاء والاستمرار والتسلط على الشعوب المتطلعة للخلاص منهم في أية لحظة.
إن خوف الكيان الغاصب من هدير أبناء الأُمَّــة في يوم القدس إدراكٌ منه بأن هذا اليوم التاريخي هو عنوان المعركة القادمة ونقطة الخلاص والاستقلال والتحرير لكامل الأراضي الفلسطينية العربية الإسلامية من قبضتهم، حَيثُ باتوا يدركون حتمية زوالهم بفعل وعي أبناء الأُمَّــة المتنامي والذي أسهم يوم القدس العالمي فيه بالمزيد من التوحد ورص الصفوف، حَيثُ بات إحياء يوم القدس العالمي دليلاً قوياً وبرهاناً عملياً على أن واقع الأُمَّــة اليوم غير واقعها بالأمس وأن إيمَـانها بخلاص القدس أصبح أعمق مما كان عليه في ما مضي من السنوات وأن الميادين والساحات التي ستتردّد بها هتافات القدس لنا أكبر شاهد على أن القدس عنوان معركة التحرير والخلاص القادمة.