المشروع القرآني.. الأولويات والمنطلقات

‏موقع أنصار الله || خاص

كل فردٍ من أبناء الأمة في هذه المعركة يحتاج إلى أن يتسلح بالوعي والبصيرة والفهم، ولا بدَّ له أيضاً أن يتاح له أن يكون في موقع المسؤولية والفعل والموقف، بمعنى: لا بدَّ لنا جميعاً من موقف، إذا كنا خارج إطار أن يكون لنا موقف؛ لن نكون بمأمن من حالة الاستقطاب، من حالة الاندفاع في الموقف الخاطئ في الموقف المنحرف، من حالة الاستغلال تحت عناوين أخرى،

لا بدَّ لك أن تدرك أن طبيعة هذه المعركة خطيرة جدًّا، وأنها تحتاج إلى وعيٍ عالٍ، نحتاج فيها إلى القرآن الكريم، نحتاج فيها إلى النظرة الموضوعية والواسعة، نحتاج فيها إلى المنطلق الصحيح الذي يجعل منها أولوية.

الشواهد لفاعلية الموقف وصحة المسار

ومما يشهد لقيمة هذا الموقف، ولصحة هذا المسار وهذا التوجه

  • مدى انزعاج الأعداء منه من أول يوم، من العام الأول لإطلاق هذا الموقف اتجه السفير الأمريكي- آنذاك- في اليمن بمواقف عدائية لهذا الشعار، لهذا الموقف، لهذا النشاط التوعوي والتعبوي، مع أنه ينطلق من منطلقات قرآنية، فله الشرعية الدينية.
  • وهو- في نفس الوقت وفي تلك المرحلة- لم يكن يتعارض مع دستور البلد ومع قوانينه، كان تحركاً في الإطار المعترف به في حق حرية التعبير وحرية الكلمة، ولكنه حورب،
  • اتجه السفير الأمريكي ودفع الحكومة- آنذاك- والجانب الرسمي والسلطة إلى تبني مواقف معادية لهذا التحرك الصحيح والسليم على كل المستويات: على المستوى الإعلامي، ثم على مستوى الاضطهاد، والملاحقة، والاعتقال، والسجون، والفصل للبعض من وظائفهم، ثم على مستوى شن الحروب العسكرية في ست جولات عسكرية معروفة.
  • ما بعد ذلك تحركت القوى الأخرى التي يستطيع الأمريكي أن يحركها،وتحت عناوين أخرى، كما هي الطريقة الأمريكية في اختراق الأمة من الداخل، تحت عناوين سياسية، مذهبية، عنصرية، والبعض… بمختلف العناوين التي يحشد لها الأمريكي من يقاتل، يقاتل هؤلاء الذين يشكلون عوائق أمام نجاح مؤامراته التي تستهدفنا كأمة.
  • يستمر التحرك المعادي لهذا الموقف ولهذا التوجه من جانب الأمريكي،من خلال أدواته، بوسائله وأساليبه، بشكلٍ ظاهرٍ وبشكلٍ خفي، بشكلٍ معلنٍ وأيضاً بوسائل ومؤامرات خفية، يستمر إلى اليوم، وهذه مسألة واضحة ومسألة جلية، والعدو- بلا شك- يستخدم وسائل مخادعة للكثير من الناس، والكثير من السذج، ويوظف لها النشاط الإعلامي الواسع؛ بهدف تضليل الرأي العام.

منذ إطلاق هذه الصرخة وهذا الشعار، والتحرك في هذا المسار العملي

1-يجعل من التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية أولوية، ومنطلقاً عملياً في كل المجالات،

2-يسعى إلى بناء الأمة على كل المستويات، وعلى مستوى الوعي، وعلى المستوى العملي في كل المجالات، لتكون بمستوى مواجهة هذا الخطر وهذا التحدي،

3-يستنهضها للقيام بواجبها في التصدي لهذه الأخطار

  • منذ تلك الصرخة وإلى اليوم فإن مسار الأحداث، وكل المستجدات التي استجدت من الوقائع والمشاكل والأحداث في واقع الأمة في مختلف البلدان الإسلامية، وفي الواقع اليمني، وإلى اليوم تشهد بكلها على صحة وصوابية هذا الموقف،
  • المستجدات والأحداث من ذلك اليوم وإلى اليومتشهد لصحة هذه المسيرة في قراءتها للأحداث، أنها لم تكن- آنذاك- أحداثاً عابرة، مجرد استهداف لأفغانستان والعراق وينتهي الأمر، بل التحرك الأمريكي يستهدف الأمة- كل الأمة بلا استثناء- في مختلف بلدانها، بوسائل وأساليب متعددة، وبمؤامرات صاغها ورتبها لاستهداف كل بلدٍ بما يناسبه.
  • في تقييم هذه المسيرة،وفي قراءتها للأهداف والأحداث، وفي موقفها الحق، وفي توجهها الصحيح، وإلى اليوم ندرك جميعاً أنه لا يحمينا- كأمةٍ مسلمة- لا يحمينا من الاختراق، لا يحمينا من أن نتجند لصالح الأعداء، ولا يحمينا أيضاً من الهجمة الأمريكية المباشرة وغير المباشرة إلا أن نكون في الموقف الصحيح، وفي التحرك المسؤول، في موقع المسؤولية الصحيح، وأن نحمل الوعي اللازم في مواجهة هذا الخطر، وهذه الهجمة.

 

إذا فقدت الأمة الموقف الصحيح، تأتي المواقف المعوجة والمنحرفة التي تستقطب من داخل الأمة، تستقطب من يقف في صفها بشكلٍ مباشر، من يتحرك معها بشكلٍ مباشر، وتستقطب من أبناء الأمة من يركع، من يخضع، من يستسلم، من يسلم بالأمر الواقع، من يعتبر نفسه خاضعاً لكل ما يجري، وهذه حالة خطيرة، وحالة سلبية جدًّا، وهو اتجاهٌ خاطئٌ وخاسر بكل ما تعنيه الكلمة.

 

القرآن الكريم يقدم التقييم الدقيق لواقع قوى الشر

إن من أهم ما قدمه القرآن الكريم هو التقييم الدقيق، والتقييم الصحيح للناس، للبشر بكل فئاتهم، بكل توجهاتهم، مهما كانت متباينة ومختلفة، لكل توجهٍ معين تقييمٌ في القرآن الكريم.

القرآن الكريم قدم لنا تقييماً دقيقاً، وتشخيصاً دقيقاً وحقيقياً ويقينياً عن أعدائنا، المتمثل بفريق الشر والغدر والمكر والحقد والعداء من أهل الكتاب (من اليهود، ومن النصارى)،

القرآن الكريم حين تحدث عنهم في سورة آل عمران بآيةٍ قرآنيةٍ مهمةٍ جدًّا، عندما قال: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}[آل عمران: من الآية119]، قد يكون البعض ممن يتجه الاتجاه المنحرف والخاطئ من أبناء الأمة في النظام السعودي، أو في النظام الإماراتي، قد بلغ إلى درجة أن يحب، وأن يحمل العاطفة (عاطفة المحبة والمودة) لشخصيات يهودية في الكيان الإسرائيلي، أو شخصيات أمريكية معينة،

هؤلاء الأغبياء لا يدركون أنهم مهما بلغوا في توددهم، في التعبير عن محبتهم، في تقديم الخدمة على المستوى العملي، وعلى مستوى الموقف، لصالح العدو الإسرائيلي، أو لصالح الأمريكي، لصالح اللوبي اليهودي في العالم، أن أولئك لن يقابلوا محبتهم لهم ولا بذرةٍ من المحبة، وأن نظرة أولئك التي هي نظرة الاستخفاف، والاحتقار، والحقد، والاستغفال، والاستغلال،

لاستغلالهم في أخذ ما يأخذونه منهم من ثروات، من مكاسب اقتصادية، فعندما يتجه أي أحد من أبناء هذه الأمة ليتودد وليوالي أمريكا، وليوالي إسرائيل، ليوالي أعداء الأمة، فهو- وهو يتوهم أن ذلك سيحقق له المكاسب- هو يحقق المكاسب لأولئك، هو يقدم لهم الخدمة، لكنه- في نهاية المطاف- سيخسر كل شيء: يخسر أمته، يخسر هويته، انتماءه، قيمه، أخلاقه، مبادئه، وفي نهاية المطاف سيخسر على المستوى السياسي وعلى المستوى الاقتصادي، سيخسر على كل المستويات؛ لأن الله أكد هذه الحقيقة في القرآن الكريم، ويؤكدها الواقع، ولها أمثلة ونماذج عايشناها في حياتنا، وتحدث عنها التاريخ أيضاً فيما مضى.

 

القرآن يؤكد المصير الأسود للمسارعين فيهم

عندما قال الله “سبحانه وتعالى” في القرآن الكريم: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}، هذه قضية غريبة جدًّا، وهم يتجهون نحو الولاء لهم، نحو العلاقة معهم، نحو العمل لما يرون فيه مقرباً إلى أولئك، نحو الخطوات والسياسات والمواقف التي يرونها تقربهم من أولئك- بحسب ظنهم وتوهمهم- بمسارعة ومبادرة وجد، واهتمام عملي، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}، فهم حسبوا أنهم سيؤمِّنون أنفسهم تجاه المخاطر والتحديات من أي طرف، ومن جانب أولئك بهذه الوسيلة، بهذه الطريقة، {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}[المائدة: 52-53]، هو يؤكد أن مآل أمرهم، أن عاقبتهم، أن النتيجة التي سيصلون إليها، وما يحصدونه من توجهاتهم الخاطئة ومواقفهم المنحرفة هو: الندم، والخسران، والفضيحة، فسيفتضحون مهما كانوا في مراحل معينة يصنعون المبررات، ويقدمون المقولات والمزاعم التي يبررون بها علاقتهم وتحالفهم بأولئك، وخطواتهم السلبية في داخل الأمة، لكنهم مع الوقت يفتضحون أكثر وأكثر، وفي نفس الوقت سيصلون في عاقبة أمرهم إلى حالة الندم، حين يكتشفون أنها لم تتحقق لهم أهدافهم التي كانوا يؤملون أن يحصلوا عليها من توجههم الخاطئ والمنحرف، ويخسرون كل شيء، البعض قد يخسر السلطة، بعد أن يكون قد قاتل معهم، وبذل معهم كل شيء: تحرك معهم إعلامياً، وسياسياً، واقتصادياً،

 

كل الذين اتجهوا في اتجاه العمالة والانحراف والخيانة، والموالاة لأعداء الأمة، عاقبة أمرهم الندم والفضيحة والخسران.

 

 

اتجاه التحرر واتجاه العمالة.. النتائج المتباينة

على كُلٍ تجلت حقيقة من اتجهوا اتجاه العمالة والخيانة على نحوٍ واضح، على مستوى أنظمة، على مستوى جماعات، كما هو حال التكفيريين: التكفيريين في اليمن، التكفيريين في سوريا، التكفيريين في العراق… التكفيريين في مختلف البلدان التي تحركوا فيها، ظهر بوضوح كيف أنهم يتحركون في خدمة الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، كيف أنهم يسعون إلى إثارة الفتنة بين أبناء الأمة تحت عناوين مذهبية.

وظهر جلياً- في واقع الحال- كيف فاعلية وجدوائية التحرك الصحيح، أنه اليوم هو في الموقف الصحيح، وهو الذي بمعزل عن الهيمنة الأمريكية، بمعزل عن السيطرة الأمريكية، في داخل هذه الأمة الذين هم في موقف الحرية والاستقلال والكرامة والعزة، لا تسيطر عليهم أمريكا، وهم خارجون عن الهيمنة والسيطرة الأمريكية والإسرائيلية، هم الذين اتجهوا الاتجاه الصحيح والاتجاه الحر، هم الذين جعلوا من أولوياتهم الرئيسية التصدي لهذا الخطر، وأن يتوجهوا الاتجاه الصحيح.

 

كنا نتمنى من النظام السعودي من النظام الإماراتي، كنا نتمنى من الخونة في هذا البلد أن يتركوا أمريكا لتنزل إلى ميدان المواجهة بنفسها لحالها، أن تقاتلنا بجنودها، بعتادها، بأسلحتها، وتأتي بضباطها وجنودها ليقاتلوا في الميدان، لكنها لا تجرؤ على فعل ذلك،

 

المعركة مستمرة وعلى كل المستويات

عندما نأتي إلى هذه المرحلة، وبعد كل هذه المدة الزمنية التي أعلنت فيها الصرخة وإلى اليوم، وقد تجلت الأمور أكثر، واتضحت المسارات وتحددت في داخل الأمة أكثر فأكثر، ونجد على مستوى واقعنا كشعب يمني، وعلى مستوى واقع الأمة من حولنا أيضاً، أنَّ الأمريكي مستمر في مؤامراته، في مخططاته، وإن كان بشكلٍ كبير يعتمد على أدواته وعلى العملاء الموالين له من أبناء الأمة،

على كلٍّ المعركة مستمرة، هذا العدوان على بلدنا جزءٌ من هذه المعركة، هذا العدوان الذي أيضاً يتحرك ليس فقط في المجال العسكري، هو يتحرك على المستوى السياسي، على المستوى الإعلامي، هو يستمر أيضاً في هجمته على المستوى الاقتصادي، وحربه الشرسة على المستوى الاقتصادي.

نحن كشعبٍ يمني نعيش معاناة الوضع الاقتصادي الناتجة عن هذا الاستهداف الواضح والصريح، الذي يأتي إلى استهدافنا في العملة الوطنية، في الحصار الشديد والخانق… في وسائل وأساليب متعددة على المستوى الاقتصادي، على المستوى الثقافي والفكري والإعلامي، المعركة الإعلامية التي يوظِّف فيها الكثير من العناوين والمفردات، ويثير فيها الكثير من القضايا الهامشية والمشوشة، ويثير فيها أيضاً الكثير من العناوين والسياسات الإعلامية التي تهدف إلى التضليل، وإلى قلب الحقائق، وإلى التزييف للوعي.

عندما نتأمل في واقع الشعب الفلسطيني، وفي القضية الفلسطينية التي هي قضيةٌ للأمة كل الأمة، تعنينا جميعاً كمسلمين، فيما يتعلق بشعبٍ هو جزءٌ منا (الشعب الفلسطيني) كأمةٍ مسلمة، فيما يتعلق ببلاد فلسطين التي هي جزءٌ من البلاد الإسلامية، فيما يتعلق بالمقدسات في فلسطين التي هي من مقدساتنا العظيمة والمهمة، العدو الإسرائيلي مواصل في مساراته العدوانية، في مساراته الإجرامية، يواصل كل أشكال الاستهداف لهذا الشعب الفلسطيني، يضم المزيد والمزيد من الأراضي، يسعى إلى الاستهداف بكل وسائل الاستهداف للشعب الفلسطيني، قتلاً، وأسراً، وتخريباً للممتلكات، أيضاً الاستهداف على مستوى الانتماء الديني للمساجد، للصلاة، للشعائر الدينية… بكل وسائل الاستهداف.

عندما ننظر إلى الواقع الذي تعيشه سوريا والشعب السوري، والمؤامرات الكبيرة على هذا الشعب، وعلى نظامه الذي بقي وفياً مع شعبه ومع أمته، نرى طبيعة الدور الأمريكي والإسرائيلي، والاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية، ونرى أيضاً نموذجاً آخراً من أساليب الاستغلال الأمريكي والإسرائيلي للعملاء، إلى درجة أن الأمريكي يأتي في بعض المناطق السورية- في نهاية المطاف- ليبسط سيطرته المباشرة على حقول النفط في بعض المناطق ليسيطر على هذه المنشآت النفطية، ويسرق نفطها، وينهب ما فيها من الثروة.

يستمر الدور الأمريكي التخريبي والمعادي مع الإسرائيلي في لبنان، ونحن نرى ما يعاني منه الشعب اللبناني على مستوى الحصار الاقتصادي، المؤامرات على اقتصاده، على معيشته، الإضرار به في الوضع الاقتصادي، بعد أن فشلوا على المستوى العسكري، وبعد أن فشلوا في الاستهداف للمقاومة في لبنان، لحزب الله في لبنان، للأحرار في لبنان، على المستوى السياسي، على مستويات كثيرة، اتجهوا إلى الجانب الاقتصادي، وإن شاء الله سيفشل الأعداء في مؤامراتهم على المستوى الاقتصادي على الشعب اللبناني.

 

أكبر ما ساهم في معاناة الأمة على كل المستويات

ونجد أنَّ معاناة الأمة على كل المستويات: على المستوى الاقتصادي… وعلى بقية المستويات، من أكبر ما ساهم فيها: الدور السلبي للموالين لأمريكا، يعني: تجد مثلاً في لبنان واحد من أهم العوائق عن تبني سياسات اقتصادية صحيحة لمصلحة الشعب اللبناني، يقف عائقاً عن ذلك من يوالي أمريكا في لبنان، بعض الأحزاب، بعض التيارات الموالية لأمريكا، التي تتجاوب مع السياسات الأمريكية والتوجهات الأمريكية التي تستهدف الشعب اللبناني بشكلٍ عام في اقتصاده، ثم هكذا في بقية البلدان الإسلامية.

أمريكا ستكون ضعيفة -وهي ضعيفة- لو وقفت الأمة الوقفة المطلوبة، لكن يتحمل الذين يتجهون الاتجاه الخاطئ من أبناء الأمة في الموالاة لأمريكا، في التقبل لسياسات أمريكا، في التفاعل والخدمة لأجندة أمريكا، يتحملون مسؤولية كبيرة أمام الله “سبحانه وتعالى”، وأمام شعوبهم فيما ينتج عن تجاوبهم هم من فاعلية وتأثير للسياسات الأمريكية، تلك الفاعلية وذلك التأثير ما كان ليتم لولا تجاوب أولئك ودورهم التخريبي من الداخل.

مثلاً: الحصار الاقتصادي على الشعب الإيراني المسلم، معظم البلدان العربية والإسلامية التزمت بالسياسات الأمريكية، والتعليمات الأمريكية، والموقف الأمريكي ضد الشعب الإيراني المسلم، وضد النظام الإسلامي في إيران الذي هو نظامٌ مسلم، يتجه الاتجاه الصحيح مع شعبه، فتحارب إيران اقتصادياً؛ لأنها خارجة عن الهيمنة والسيطرة الأمريكية عليها، وتتجه الاتجاه الحر والشريف والمستقل.

 

لتكن الألوية هي مواجهة هذا الخطر الداهم

عندما نجعل من الإدراك والوعي للخطر الأمريكي والإسرائيلي، ومن تحمل المسؤولية والتحرك الجاد في مواجهة هذا الخطر أولوية؛ سنكون في الاتجاه الصحيح في كل مساراتنا العملية، في كل سياساتنا، في كل مواقفنا، في كل توجهاتنا

فإذ يتجلى- كما قلنا- صوابية هذا التوجه الصحيح لنا في هذه المسيرة القرآنية، لكل الأحرار في هذه الأمة الذين يناهضون الهيمنة الأمريكية، والسيطرة الأمريكية، ويعادون العدو الإسرائيلي، ويعون جيداً طبيعة المؤامرات والأساليب والوسائل التي يستخدمها الأمريكي والإسرائيلي،

وإذ ندرك جيداً وتتجلى الحقائق عن سلبية الدور التخريبي للعملاء والموالين لأمريكا، وعن سلبية حالة الجمود والقعود والتنصل عن المسؤولية، ونعي مسؤوليتنا جيداً،

فنحن معنيون بالاستمرار، مع الثقة بالله “سبحانه وتعالى” أننا في المسار الصحيح، في المسار الإيجابي، في المسار الذي عاقبته عاقبة النصر، وعاقبة الفلاح، وعاقبة الفوز، وعاقبة الغلبة والتأييد الإلهي، بالاعتماد على الله “سبحانه وتعالى”، والتوكل على الله

لكنه بحسب ما يستجد من أحداث، من مؤامرات، من مكائد، يلزمنا

  • المزيد والمزيد من الوعي،
  • يلزمنا المزيد من الاستشعار للمسؤولية، والتحلي بالمسؤولية،
  • الانضباط العملي على أساسٍ من هذا الوعي، وعلى أساسٍ من استشعارنا لهذه المسؤولية، وهذا يأتي في واقعنا العملي إلى مختلف المجالات: المجال السياسي، المجال الاقتصادي، المجال الإعلامي، المجال التوعوي في الواقع فنتحرك بكل جدية لننشر الوعي بشكلٍ كبير، ولنواجه كل مؤامرة استجدت، كل خطوةٍ جديدة أقدم عليها الأعداء وعملاؤهم،

 

قد يعجبك ايضا