هدنة اليمن تُخلّف ارتياحاً: العِبرة في التنفيذ
|| صحافة ||
مع دخول الهدنة اليمنية المُمدَّدة حيّز التنفيذ، بدا كثير من المراقبين في صنعاء غير مقتنعين بإمكانية صمودها، خاصة أن «أنصار الله» التي وافقت على مضض على التمديد، أكّدت أن ثبات الاتفاق مرهون بالالتزام الفعلي بتنفيذ بنوده، وإتمام ما لم يُستكمل منه خلال الشهرين الماضيَين
صنعاء | دخلت الهدنة الجديدة في اليمن حيّز التنفيذ فجر أمس، لتضع أطرافها أمام اختبار جديد في إثبات حسن النوايا، كون تمديدها لم يَقُم على ضوابط جديدة أو ضمانات ملزمة، وهو ما قد يُخضِع عملية تطبيقها للرغبات والمصالح. وفي هذا الإطار، قال رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، في تغريدة على «تويتر»، إن تمديد الهدنة جاء بعد نقاش طويل مع الأمم المتحدة، وإنه يستهدف التخفيف من معاناة المواطنين، مشدّداً على أن العِبرة تظلّ في «مدى التزام الطرف الآخر بتعهّداته». وفي الاتجاه نفسه، أوضح رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن قبول المجلس بإدامة اتفاق وقف إطلاق النار يأتي لإتاحة الفرصة للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لمعالجة التأخير الذي حصل في تنفيذ بنود الاتفاق خلال الشهرَين الماضيَين، وتحقيق انفراجة في ما يتعلّق بفتح الطرق، واستدامة الرحلات الجوية، وانسيابية وصول السفن إلى ميناء الحديدة، مشيراً إلى أن «الالتزام الفعلي، وعدم افتعال العراقيل، ووقف الخروقات العسكرية، ستظلّ تحت المراقبة والرصد الدقيق». ودعا رئيس «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى»، عبد القادر المرتضى، بدوره، الأمم المتحدة إلى استغلال الهدنة الجديدة لإنجاح اتفاق تبادل الأسرى، معبّراً عن أمله في تحقيق تقدّم ملحوظ في هذا الملفّ. وأعلنت وزارة النقل، من جهتها، أن «مطار صنعاء لم يشهد سوى رحلة واحدة إلى القاهرة، وستّ رحلات تجارية إلى الأردن خلال فترة الهدنة السابقة، وهو ما يستدعي اعتماد رحلات يومية ابتداءً من السبت المقبل، ليتسنّى للمرضى السفر للعلاج بعد أن تقطّعت بهم السبل لأكثر من ستّ سنوات».
مطار صنعاء لم يشهد سوى رحلة واحدة إلى القاهرة، وستّ رحلات تجارية إلى الأردن
في المقابل، عبّرت أميركا ودول الاتحاد الأوروبي والسعودية والبحرين وقطر والإمارات ودول عربية أخرى عن ارتياحها لتمديد الهدنة، هو ما يؤكد أن المصلحة الغربية تستدعي تأمين إمدادات النفط إلى السوق العالمي خلال الشهرَين المقبلَين، في ظلّ استمرار الحرب الروسية الأوكرانية. كما أشادت الأمم المتحدة بموافقة الأطراف اليمنية على التمديد، وعبّرت عن أملها في أن يقود ذلك إلى تقارب جديد يسهم في التوصّل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم. وبدا لافتاً احتفاء الجانب الأميركي، الذي بذل جهوداً كبيرة على مستوى التواصل مع مصر للقبول بالجوازات الصادرة عن سلطات «أنصار الله» واستقبال رحلات جوية من مطار صنعاء وإليه، بإعلان غروندبرغ، والذي يبدو أنه يمهّد الطريق لزيارة الرئيس جو بايدن للرياض. وتوجّه بايدن بالشكر إلى السعودية وسلطنة عمان ومصر والأردن على دورها الذي جعل تمديد الهدنة أمراً ممكناً، قائلاً إن «الولايات المتحدة ستظل مشاركة في هذه العملية على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة».
في هذا الوقت، وعلى رغم الإيجابية التي قد يستبطنها تمديد الهدنة، إلّا أن احتمال عودة التصعيد العسكري يظلّ قائماً، ولا سيما في ظلّ استمرار التحرّكات على الأرض في ذلك الاتّجاه، إذ سُجّل وصول تعزيزات عسكرية على متن سفينة إماراتية إلى ميناء المخا في الساحل الغربي، بعد وصول سفن مماثلة إلى موانئ المهرة وسقطرى خلال الأسبوعين الماضيين، فضلاً عن الترتيبات الجارية في المحافظات الخارجة عن سيطرة صنعاء من قِبَل الميليشيات الموالية لـ«التحالف».
الأخبار اللبنانية