أهميَّة السخط ضد أعداء الله في بناء الأُمَّة اقتصادياً (1)
موقع أنصار الله – تقرير – 7 ذو القعدة 1443هـ
يُشير الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” إلى أبرز المسؤوليات الواجبة على الأُمَّة، ويُبيِّن أنه في سبيل أداء مسؤوليتها التي أوجبها الله عزَّ وجلَّ عليها في كتابه الكريم لابُدَّ أن تُعلن الأُمَّة عن وحدة كلمتها في مواجهة أعداء الله (اليهود والنصارى)، وحينها سيبدأ الله عزَّ وجلَّ برحمته لها، حيث يقول: “نحن الذين يجب أن نبدأ, أن نعمل وإن تعبنا، وأن نعلن عن وحدة كلمتنا في مواجهة أعداء الله من اليهود وأوليائهم، وأن نقول ما يجب علينا أن نقوله، وأن نعمل ما بإمكاننا أن نعمله في سبيل الحفاظ على ديننا وكرامتنا، في سبيل أداء مسئوليتنا التي أوجبها الله علينا في كتابه الكريم، وهناك سيبدأ الله سبحانه وتعالى برحمته لنا {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} لقد وصلنا إلى وضعية لا بد في طريق التخلص منها أن نسير وأن نبدأ نحن ولو تعبنا، إن الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(الرعد: من الآية11).فلا نتصور أنه – إذاً – إذا كان الله يريد منا أن نعمل عملاً ما، إذاً فليبدأ هو، لينزل علينا الأمطار، ويسبغ علينا النعم، فنرى أنفسنا نملك غذاءنا، ونرى بين أيدينا الحاجيات الضرورية من داخل بلادنا، ثم إذاً نحن مستعدون أن نعمل.. لا”.
ويُبين الشهيد القائد أن النَّاس أصبحوا في حالة تيَّه، وضلال، وصلت إلى درجة أنهم لم يعرفوا ماذا تعني العداوة، وكيفية التعامل معها، بالرغم من أن الأحداث تتجلى بدرجةٍ عاليةٍ جداً من الوضوح، يقول: “العجيب أيضاً تتجلى الأحداث إلى درجة عالية جداً من الوضوح، فيتجلى للعرب أن أمريكا وراء إسرائيل، وإسرائيل هي عدوهم، أليست الأشياء متجلية بشكل واضح جداً، لكن أصبح الناس في تيه وفي ضلال لدرجة أنهم لم يعرفوا ماذا يعني أنه إذا كان عدو، ما ذا يعني العداوة، وكيف أتعامل معه؟!”.
القرآن الكريم يُقدِّم المقاييس للأُمَّة:
يُبيِّن الشهيد القائد أن القرآن الكريم يُقدِّم المقاييس للأُمَّة، وذلك عندما يبدو الأعداء وكأنَّهم ناصحين لها، حيث يقول: “القرآن الكريم يركز على هذه الأشياء كمقاييس؛ لأنه أحيانا قد يبدو عدوك وكأنه ناصح لك، كأنه ناصح لكن إذا كنت تعرف من هو ستكون يقظاً”.
ويخاطب الشهيد القائد أبناء الأُمَّة بضرورة فهم العدو، حتى وإن تظاهر أنه ناصح، حيث يقول: “إفهم عدوك حتى وإن بدا أمامك وكأنه ناصح، بل يقسم الأيمان المغلظة أنه ناصح، ما الذي افتقد آدم؟ هو الشيء الذي نفتقده نحن أولاده، أو بعض أولاده، العرب، أو معظم المسلمين.
لم نفهم أن أولئك أعداء، عندما غابت من أذهاننا من هم، من خلال القرآن الكريم الذي سطر أن آدم قد قيل له: إن الشيطان عدو، لا تغتر به، تعامل معه كعدو، وسطر في نفس الوقت أن اليهود أعداء لنا، أن أهل الكتاب أعداء لنا، لما نسينا هذه كما نسي آدم سابقاً”.
ويُضيف بالقولِ: “آدم لم يمر بدروس ربما، لكن نحن من بعد قرون أحداث كثيرة تبرهن تعرف من خلالها من هو العدو ومن هو الصديق إذا كنت ممن يفهم الأحداث، ويفهم نتائج الأحداث, وغايات الأمور. لما نسينا هذه: أنهم أعداء, أنهم حاسدون, أنهم ما يودون لنا أي خير, أن قلوبهم مليئة بالحقد علينا, أنهم حريصون على إذلالنا, أنهم كذا, أنهم كذا… الخ, خصال متعددة نبهنا الله عليها في القرآن الكريم بالنسبة لهم نسيناها, بينما آدم نسي واحدة فقط, نسي أن الشيطان عدو, هو قيل له: إن الشيطان عدو, أما الله فقد قال لنا بالنسبة للآخرين من أهل الكتاب من اليهود والنصارى: هم حساد, لا يودون لكم أي خير, هم حاقدون, هم لا يحبونكم, ويكرهونكم, هم كذا, هم كذا”.
ويُشير الشهيد القائد إلى أن القرآنَ الكريم شرح في أكثر من سورةٍ عن اليهود والنصارى، وشخَّصهم، وبيَّن نفسياتهم، وتصرفاتهم، ونظرتهم للمسلمين أنَّهم أعداء، وما يودُّون أي خير للمسلمين، يقول: “القرآن الكريم تكلم كثيراً عن اليهود والنصارى, وشرح في أكثر من سورة, شخّصهم, بيّن كيف نفسياتهم، كيف تصرفاتهم، كيف نظرتهم للمسلمين أنهم أعداء، أنهم يريدون أن يضل الناس، ويضلوا الناس ما يودوا أي خير للناس”.
الذي لا يودُّ لك أي خير هو عدوٌ لك:
يتجه الشهيد القائد إلى بيان حقيقة أنَّ الذي لا يودُّ لك أي خير، هو عدوٌ لك، ذلك العدو الذي يحول بينك، وبين أي خير يُمكِّن أن تناله، ولا يودُّ لك إلَّا الشر، والضر، حيث يقول من قوله تعالى: قال تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}(البقرة: من الآية105): “هذه الآية تقول لك أو تعطيك في الأخير معرفة بأنه فعلاً بأن أولئك عندما ينهضون وهم لا يودون لي أي خير ماذا سيعملون؟ سيتجهون بكل ما لديهم من شر؛ لأن معنى هذا هم أعداء، الذي لا يود لك أي خير هو عدو لك، العدو ما هو الشيء الذي يريد أن يعمله بك هو الشر هو الضر أن يحولوا بينك وبين أي خير يمكن أن تناله”.
ويُعزز ذلك بالقول: “يريدون أن لا تحصل هذه الأمة على خبرات عالية لا تصبح دول مصنعة مع أنها تمتلك ثروات هائلة تبقى سوق استهلاكية وتبقى الثروات الرهيبة الكبيرة جداً التي تربض عليها هذه الشعوب تكون كلها مصلحتها لهم للغربيين…”.
كما يُؤكِّد بالقول: “إن هؤلاء الأعداء ليس لديهم نية على الإطلاق، ليس لديهم نية أن يرتقوا بالشعوب”.
يُقدِّم الشهيد القائد التشخيص القرآني لحقيقة النفس اليهودية في أنَّهم لا يودُّون لهذه الأُمَّة أي خير، بل يريدون أنَّ تظلَّ أسواقُ استهلاكية لمُنتجَاتِهم، يقول: “حقيقة النفس اليهودية التي أصبحنا نراها في كبيرنا وصغيرنا، وأصبحنا لا نعود إلى القرآن الكريم عندما يقول الله فيه بأنهم لا يودون لنا أي خير، فمتى ما وعدونا بخير صدقناهم، أليس كذلك؟ ألسنا نصدقهم؟ أو يصدقهم الكبار في هذا البلد، أو ذلك البلد، الحكومات تصدقهم! …”.
كما يُؤكِّد بالقول: “هم لا يريدون أن يصل الناس إلى مستوى أن يصنعوا لأنفسهم، أن يكتفوا بأنفسهم في مجال الزراعة، في مختلف شئون الحياة لا يودون لنا أي خير يريدون منا أن نظل سوقاً استهلاكية نستهلك منتجاتهم”.
ويُضيف بالقول: “اليهود معلوم بأنهم هم أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة …..، يحملون عداوةً شديدةً لكم فهم لا يودون لكم أي خير، وهم دائماً دائماً مستشعرون لهذه العداوة لأنه أناس لا تعرفهم ولا بينك وبينهم، أنت لا تودهم، ولا تبغضهم، لا تعاديهم, ولا تواليهم.أليس هذا قد يحصل؟. لكن اليهود بالنسبة لنا مشاعر داخلية توجه داخلي حالة نفسية لديهم أنهم لا يريدون لنا أي خير ويعملون على أن لا نصل إلى أي خير لماذا؟ لأنهم أعداء ويريد الله أن يقول لنا إنهم أعداء، إنهم أعداء، ويجب أن تتعاملوا معهم كأعداء وأن تحملوا لهم عقدة العداء”.
كراهةُ أعداء الأُمَّة في أنَّ يروا المسلمين في خيرٍ وتقدُّمٍ ورخاء:
يُبيِّن الشهيد القائد أنَّ من الأسباب التي أدّت إلى وصول الأُمَّة إلى هذه الوضعية المُهينة، والسيئة، هو كراهةُ أعداء الأُمَّة، في أنَّ يروا المسلمين في خيرٍ، وتقدُّمٍ، ورخاءٍ، وأنَّهم لا يريدون للأُمَّة أنَّ تصل إلى مستوى أنَّ تُصنِّع، وتكتفي، في مجال الزراعة، ومُختلف شؤون الحياة، يقول: “كراهتهم أن يروا المسلمين في خير، في تقدم, في رخاء.. فذلك شيء يعملون بجدٍ على أن يحولوا بين الأمة وبين الوصول إليه {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (البقرة: من الآية105) وفعلاً نحن هنا في اليمن كمثال ناهيك عن بقية الدول العربية والمسألة هي واحدة طعامنا، لباسنا، أدْوِيَتُنا، مختلف الكماليات التي نستخدمها، الصابون، الشامبو مختلف المشروبات، مختلف العطور، الأشياء الكثيرة جداً جداً التي نستهلكها معظمها شركات أجنبية بأيدي اليهود”.
الهوامش:
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، 2002.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، من نحن ومن هم، 1422هـ.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة البقرة، الدرس السادس، 1424هـ -2003م.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة البقرة، الدرس السابع، 1424هـ -2003م.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، يوم القدس العالمي، 1422هـ.