أهميَّة السخط ضد أعداء الله في بناء الأُمَّة اقتصادياً (2)
خاص
جاءت الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، بعد أن رأى الشهيد القائد أن قوى الهيمنة والاستكبار “أمريكا وإسرائيل ” تسعى للسيطرة على الأمة ومقدراتها، حيث يعبر الشعار عن حالة سخط يجب أن تسود الأمة تجاه هيمنة قوى الاستكبار واحتلالهم للبلدان وسيطرتهم على الثروات والمقدرات.
اليهود يتفادون أن يوجد لدى أبناء الأُمَّة سخط عليهم:
يتجه الشهيد القائد إلى بيان أهميَّة السخط ضد أعداء الله، ويُشير إلى أن اليهود يتفادون أنَّ يوجد لدى أبناء الأُمَّة سخط عليهم بكل ما يُمكن، ويدفعون المليارات من أجل أن يتفادوا السخط، لأنَّهم يعرفون كُلفة، وخطورة، ذلك السخط، وكيف سيكون عاملاً مُهماً في بناء الأُمَّة اقتصادياً، وعلمياً، يقول: “السخط الذي يتفاداه اليهود بكل ما يمكن، السخط الذي يعمل اليهود على أن يكون الآخرون من أبناء الإسلام هم البديل الذي يقوم بالعمل عنهم في مواجهة أبناء الإسلام، يتفادون أن يوجد في أنفسنا سخط عليهم، ليتركوا هذا الزعيم وهذا الرئيس وذلك الملك وذلك المسئول وتلك الأحزاب – كأحزاب المعارضة في الشمال في أفغانستان – تتلقى هي الجفاء، وتتلقى هي السخط، وليبقى اليهود هم أولئك الذين يدفعون مبالغ كبيرة لبناء مدارس ومراكز صحية وهكذا ليمسحوا السخط.
إنهم يدفعون المليارات من أجل أن يتفادوا السخط في نفوسنا، إنهم يعرفون كم سيكون هذا السخط مكلفاً، كم سيكون هذا السخط مخيفاً لهم، كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في جمع كلمة المسلمين ضدهم، كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في بناء الأمة اقتصادياً وثقافياً وعلمياً، هم ليسوا أغبياء كمثلنا يقولون ماذا نعمل؟. هم يعرفون كل شيء”.
الأعداء لا يودّون أي خير لأبناء الأُمَّة:
في الوقت الذي ما يودّ فيه الأعداء على الإطلاق أنَّ تحصل هذه الأُمَّة على الخير، والتقدُّم، والتنمية، والرخاء، يُخاطب الشهيد القائد أبناء الأُمَّة ببناء أنفسهم بعيداً عن التبعَّية، وأن يعرفوا أن أولئك الأعداء لا يودّون أي خير لهم، يقول: “هم ما يودون على الإطلاق أن يحصل لهذه الأمة خير ولا أن تحصل على خير ولا أن تنهض…”.
ويُؤكِّد بالقول: “إبنِ نفسك هنا أنت واعرف كيف تبني نفسك…”، إلى أنَّ يقول: “إذاً فما القضية أنك تريد أن تلحق بل هو يريد أن تفوق، تفوق الآخرين، إبنِ نفسك هنا يبني الناس أنفسهم وأن يعرفوا أن أولئك لا يودون أي خير لهم”.
إنَّ من المسؤوليات الواجبة على هذه الأُمَّة أن تعرف أعدائها، وأنَّ ترسخ العِداء تجاههم، لأنَّ ذلك سيجعلها قادرةً على أنَّ تكون بمستوى المواجهة، وتتجه لإعداد العُدَّة للمواجهة، في مُختلف المجالات، يقول الشهيد القائد: “يجب أن يستغل شعار: [الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل]، وغيره من كل الهتافات التي تنمي السخط في نفس الأمة لبناء الأمة“.
ويردفُ بالقولِ: “أنت إذا لم تُكِنّ عداء لهذا أو لهذا لا تُعِد نفسك بمستوى المواجهة. فعندما قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) ألم يرسخ في نفوسنا أن أولئك أعداء، يريد منا أن نحمل هذه الكلمة، وأن نرسخ الشعور بالعداء؛ لأن ذلك هو الذي سيحملنا على إعداد القوة، وعندما تتجه الأمة لإعداد القوة ستعد نفسها للمواجهة في مختلف المجالات، في المجالات الاقتصادية, وفي مجال التجارة, في مجال التصنيع في مجال الزراعة، في مختلف المجالات”.
العِداء لأعداء الله حالةً إيجابيةً في إيجاد دافعٍ قويٍ لبناء الأُمَّة في مُختلف المجالات:
قد يعتقد البعض أنَّ حالةَ العِداء لأعداء الله، (اليهود والنصارى)، تحمل في طيَّاتها معنى السلبية، وغير مُهمة، إلاَّ أنَّ الشهيد القائد يُبيِّن أن حالةَ العِداء، تُعتبر حالةً إيجابيةً، ومهمةً في إيجاد دافعٍ قويٍ لبناء الأُمَّة في مُختلف المجالات، من منطلق تأكيدهِ بأنَّ من مصلحة الشعوب أنَّ يكون لها عدو، لكي تتمكن من بناء نفسها، وتكون قادرة على المواجهة، يقول:
- “المصلحة للشعوب الإسلامية هو التوجه القرآني في النظرة نحو هؤلاء اليهود والنصارى, نظرة العداء, نظرة إعداد القوة, نظرة الجهاد, نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فساداً, وأنهم لا يريدون لنا أي خير, وأنهم يودون أن نكون كفاراً, يودون لو يضلونا, يودون لو يسحقونا وينهونا من على الأرض بكلها”.
- “حالة العداء لليهود عندما قال سبحانه وتعالى عن اليهود: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}(المائدة: من الآية82) يريد منا أن نربي أنفسنا، وأن نربي أولادنا على أن يحملوا عداوة لأعداء الله لليهود والنصارى، أن يحملوا عداوة
العداوة في الإسلام إيجابية ومهمة، العداوة إيجابية ومهمة، إذا كنت تحمل عداء لأمريكا وإسرائيل، إذا كان الزعماء يحملون عداء، والمسلمون يحملون عداء حقيقياً فإنهم سيعدون العدة ليكونوا بمستوى المواجهة، أما إذا لم يكن هناك عداء حقيقياً فإنهم لن يعدوا أي شيء، ولن يكون لديهم أي مانع من أن يتعاملوا مع اليهود والنصارى على أعلى مستوى، حتى إلى درجة الاتفاقيات للدفاع المشترك، الاتفاقيات الاقتصادية وغيرها؛ لأنه ليس هناك أي عداء”.
وعندما يترسخ السخط، والعِداء، بين أوساط أبناء الأُمَّة ضد أعدائِها، فإنَّ ذلك سيكون دافعاً قوياً لأنَّ تبني الأُمَّة نفسها، وأنَّ تكون بمستوى المواجهة، لاسِيَّما وأن المواجهة مع الأعداء أصبحت حضارية، بما يُحتِّم على الأُمَّة أن تتجه صوب إعداد القوة، والسعي نحو تحقيق التنمية الاقتصادية في مُختلف المجالات.
الأُمَّة أصبحت في صراعٍ حضاري مع اليهود:
يتجه الشهيد القائد إلى تأكيد ذلك، من خلال ما قام به الإمام الخُميني في إيران، عندما رسخ عداوة (أمريكا، وإسرائيل)، وعمل على أن يجعل إيران أُمَّةً قادرةً على أنَّ تكون بمستوى المواجهة للغرب، وأن تحصل على الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي، والعسكري، وغيره من المجالات، يقول:“…كما عمل الإمام الخميني في إيران عندما رسخ عداوة أمريكا وإسرائيل، عمل على أن يجعل إيران أمة قادرة على أن تكون بمستوى المواجهة للغرب، بأن تحصل على الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي والعسكري وغيره من المجالات، وفي المجال الثقافي وغيره”.
ويُشير الشهيد القائد إلى أن الإمامَ الخُميني كان يقول للشعبِ الإيراني بأن الحصار الاقتصادي الذي فرضته أمريكا عليهم، نتيجة إعلان الشعب الإيراني السخط ضد أمريكا، هو في مصلحة الشعب الإيراني، وأنَّهم حينئذٍ سيتجهون لبناء أنفسهم، والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مُختلف المجالات، يقول: “…هكذا عمل الإيرانيون، هل انطلق رئيسهم، هل انطلق قائدهم الأعلى ليقول: اسكتوا أمريكا تهددنا؟ والمواطنون يعلمون فعلاً أنهم مستهدفون، وقد عانوا من حصار اقتصادي طويل، لكن الإمام الخميني كان يقول لهم: إنه في مصلحتكم، إنكم حينئذ ستتجهون لبناء أنفسكم، والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات داخل وطنكم“.
ويُضيف بالقول: “أولم تصل إيران الآن إلى دولة صناعية، ودولة منتجة، ودولة مصدرة لمختلف المنتجات؟ دولة استطاعت الآن أن تهدد أمريكا فعلاً، ألم تسمعوا أنتم في هذا الأسبوع أنهم هددوا أمريكا…”.
وعندما نهض الإمام الخُميني برؤيةٍ صحيحةٍ، فقد عرف بأن هذه الأُمَّة أصبحت في صراعٍ حضاريٍ مع اليهود، ولم يعد صراعاً عسكرياً، وعرف كيف يُمكِّن أن تُربى هذه الأُمَّة على نهج القرآن الكريم، حتى تكون بمستوى المواجهة، من خلال أنَّ تحمل العِداء، وتبني نفسها لتكون بمستوى المواجهة، وأنَّه لابُدَّ لهذه الأُمَّة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي في مُختلف الأشياء التي يحتاجها النَّاس، لتكون بمستوى المواجهة، وهذا ما يُبيِّنه الشهيد القائد، حيث يقول: “الإمام الخميني عندما نهض برؤية صحيحة، وعرف بأن هذه الأمة أصبحت في صراعها مع اليهود في صراع حضاري، صراع حضارات، لم يعد صراعاً عسكرياً أصبح صراع أمة، صراع حضارة، قال: لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة، تهتم أن تنشئ جيلاً يعرف كيف ينظر إلى الغرب، يصيح بالعداء لأمريكا، بالعداء لإسرائيل يهتفون. وهكذا كان الإيرانيون يهتفون بـ[الموت لأمريكا وبالموت لإسرائيل]، عرف كيف يجب أن تربى الأمة على نهج هذا الكتاب حتى تكون بمستوى المواجهة، فتحمل العداء، وتبني نفسها لتكون بمستوى المواجهة…”.
الهوامش:
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، الصرخة في وجه المستكبرين، 2002م.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة البقرة، الدرس السادس، 1424هـ -2003م.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، دروس من وحي عاشوراء.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، يوم القدس العالمي، 1422هـ.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، الموالاة والمعاداة.
- السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، لَتَحْذُنّ حَذْوَ بني إسرائيل،2002م.