طرقات تعز.. حصان طروادة العدوان والمرتزقة!
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالرحمن الأهنومي
طرحنا تحييد مدينة تعز عن الصراع وكنا على استعداد للانسحاب منها، فقط كان المطلوب ضماناً بحياة آمنة للجميع وضمانا بخروج آمن لمن هم محسوبين على أنصار الله.. فرفض المرتزقة وردوا على ذلك بالذبح والسحل والسحبلة ودفن الأحياء في شوارع تعز.
قبل ذلك كان سليم المغلس وممثلو أنصار الله هناك يتفاوضون مع شوقي هائل والشعيبي على تأمين الناس وتجنيب تعز الصراع ولم يدخلها مسلح واحد محسوب على أنصار الله منذ 21 سبتمبر 2014م، حتى أشعل المقاولون المرتزقة الحرب هناك بعد بدء العدوان وقالوا “نحن جزء من التحالف”.
وبعد ذلك أراد أنصار الله أن يتخذوا وضعا دفاعيا وتأمين بعض المناطق داخل المدينة فاجتاح المرتزقة شوارع المدينة ونكلوا بالناس وبالأسرى وافتعلوا المذابح والمسالخ للبشر، وصور تلك الأحداث والفظائع موجودة لمن قد نسي ذلك.
وفي مسألة الطرقات حاول أنصار الله فتح طرق وخطوط رئيسية عديدة منذ العام 2017م، وجاءت وساطات ولجان، والأخ علي القحوم كان هو المعني بمتابعة الموضوع وفي كل مرة كانت تصل الجهود إلى طرق مسدودة بسبب تعنت المرتزقة ورفضهم لأي مقترحات وتفاهمات.
يسعى المرتزقة اليوم إلى فتح معبر الحوبان، وهو عبارة عن خط اشتباك وخطوط تماس مباشرة، وهناك خطوط بديلة ورئيسية وقريبة يرفضون فتحها.. أما السبب وراء ذلك فهو أن هذا المعبر يتيح لهم إحداث اختراقات عسكرية كبيرة بمجرد إزالة الحاميات العسكرية والنقاط والتمركز من جانبنا، وهم يصرون على هذا ولا يريدون أي طرق ولا خطوط حتى لو فتحت تعز على مصراعيها ما دامت تلك الطرق والخطوط لا تحقق لهم الغايات العسكرية.
الشيخ سلطان السامعي – وهو من الشخصيات الوطنية الكبيرة وهو من أبناء هذه المحافظة – يعرف هذا المخطط وقد تحدث عنه وأكده، ويتواجد في تعز ويدرك المخطط العدواني الذي يسعى لتحقيقه مرتزقة العدوان، وغير الشيخ سلطان كثيرون جدا من أبناء تعز يعرفون هذا ويدركونه.
الحملة التحريضية والإثارة الكبيرة والضغوط التي يمارسها الغرب والشرق والعدوان ومرتزقته حول الموضوع، وذهاب خالد بن سلمان إلى أمريكا وتركيزه في تصريحاته على ما أسماها فتح طرقات تعز، حديث المبعوث الأمريكي ليندر كينغ، بيانات فرنسا وبريطانيا وأمريكا ودول الرباعية والعدوان المتكررة حول طرقات تعز وطريق الحوبان تحديدا، استماتة المرتزقة في سبيل إنجاز الموضوع «فتح طريق الحوبان»، ورفضهم أي طرق أو خطوط رئيسية أخرى، كلها تكشف وتؤكد أن الهدف والغاية من وراء ذلك هو عسكري يسعى العدوان ومرتزقته لتحقيقه، أما ما هو الهدف، فهو يتمثل في إسقاط ما تبقى من محافظة تعز بالتقدم إلى الحوبان وإغلاق الطرق المؤدية إلى مقبنة وغيرها من المناطق التي ما يزال فيها الجيش واللجان الشعبية، والتقدم إلى حدود محافظة إب ونقل المعركة إليها وخرابها، كما خربوا ودمروا تعز.
يتزامن هذا التهييج والإثارة لموضوع طرقات تعز مع تحضيرات عسكرية يجريها العدوان ومرتزقته في تعز ولتصعيد المعركة في تعز.
على المستميتين المندفعين في تبني موقف العدوان وأدواته أن يوفروا جهدهم، وإن كانوا لا يدركون الموقف ولا الأهداف التي يسعى لها العدوان ومرتزقته فها قد أوضحناها، وإن كانوا ينطلقون في مواقفهم مع إدراكهم بأنهم يعملون لذلك، فهذا يجعلنا نضع ألف علامة استفهام في جبين كل من ينشط في هذا المساق الخياني.