تماشوا مع أمريكا وهكذا كانت نهايتهم!!
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
ألم نسمع أيضًا عبارة أخرى جاءت من الرئيس وقد يكون هو لا يعرف بالتحديد آثارها، هي سبق مثلها من أنور السادات أيام ما اتجه للمصالحة مع إسرائيل قال: اليهودية والنصرانية هذا كلام أنور السادات [اليهودية والنصرانية والإسلام كلها ديانات سماوية]، الرئيس قال: [لسنا ضد اليهودية ولا ضد النصرانية هي كلها ديانات سماوية]! هذه العبارة، هذه العبارة قد يكون لها أثرها من جانب الله سبحانه وتعالى، الحديث عن اليهودية الآن، الحديث عن النصرانية الآن، ووجه اليهودية ووجه النصرانية هو هذا الفساد القائم، هل يمكن أن نقول بأنها هي ديانات وأنها ديانات سماوية؟ والله قال عنهم من قبل ألف وأربعمائة سنة في القرآن الكريم: أنهم حرفوا وغيروا وبدلوا، فكيف يمكن أن نعتبرهم على ما هم عليه فنشهد بأنهم هم كيهود على ما هم عليه أنهم على ديانة سماوية.
يمكن أن نصدق بالتوراة التي جاءت من عند الله وهي الكتاب الإلهي الذي نزل على موسى، لكن تصديقنا بالتوراة لا يعني تصديقنا باليهودية القائمة الآن، كما أن تصديقنا بالإسلام هو أيضًا لا يعني تصديقنا بأن تلك العقائد المنتشرة في أوساط المسلمين هي الإسلام، ألسنا ننقدها؟ ننقدها على أساس أنها ليست من الإسلام داخل أمتنا.
بدأت المقابلة أمس وذلك المبعوث من تلك الشبكة التلفزيونية يطرح أسئلة حساسة، منها قضية أفغانستان، وقضية أسامة: يقال إن أسامة أصلًا هو من أصل يمني، جده من اليمن، وأسامة قد يكون له أتباع في اليمن، وهناك إرهابيون من تنظيم القاعدة في اليمن، وهل هناك علاقة بين حادثة السفينة [كول] وبين حادث نيويورك، ومن هذا القبيل يحاول بأي طريقة.
إن قلنا بأن هذا عبارة عن مراسل صحفي فالعادة أنه عندما يطرح أسئلة من هذا النوع إنما لأن الدعاية الإعلامية هناك هي تقول هكذا، أي هي من يربط ما بين حادث السفينة وبين حادث نيويورك أنه من طرف واحد هذا الطرف – يريدون أن يرسخوا هذا – أن هذا الطرف هو في اليمن وفي أفغانستان، إذًا فإذا كنا تعاملنا مع أفغانستان على هذا النحو فيجب أن نتعامل معهم أيضًا في اليمن على هذا النحو، فالمراسل عادة هو يحاول أن يحصل على أي كلام ينقله، وإما أن يكون كلامًا يؤيد ما يطرح من جانب الرئيس مثلًا أو كلام ينـزله؛ لأن العادة عند الصحفيين أنه إذا كان هناك جهة يقال عنها شيء ويتجه الكلام إليها الصحفيين أيضًا وشبكات التلفزيون تتجه إلى ذلك الطرف لتعمل مقابلة معه ولقاء معه تعرف موقفه، تعرف ما يقال حوله تعرف؛ لتقدمه للآخرين، هذا هو العمل الصحفي، إذا كان هناك صراع بين أطراف أليسوا يتجهون إلى هذا الطرف يقابلوه وإلى هذا الطرف ليقابلوه وينـزلوا في كتاباتهم وفي صحفهم أو ينشرونه ويبثونه في قنوات التلفزيون، يبثون الخبر من هذه الجهة ومن هذه الجهة، جاء في الأسئلة حول أفغانستان وكان مما فهمناه من كلام الرئيس: أن أمريكا لم تكن لديها ما تعتمد عليه بالنسبة لذلك العمل الذي عملته في أفغانستان؛ إلا قرائن وشبه قرائن وأمارات، أي أنها لا تتثبت؛ لأنه قال هكذا: إذا كانت أمريكا عملت ما عملته في أفغانستان ولم يكن لديها إلا قرائن؛ وحركة طالبان قالت هي لن تسلم أسامة إلا بأدلة، يكون هناك أدلة تشهد، أو تكفي لإدانته في ذلك الحادث ممكن، هل طالب الأمريكيون بالأدلة أو قدموا الأدلة أو عملوا محكمة يقدمون لها ما لديهم ضد هذا الشخص، كما يقدم هو من طرفه ما ينفي تلك الأدلة أو ما يثبت في الأخير، ما يجعل المحكمة في الأخير تثبت بأنه متورط في هذا، هل انتظرت أمريكا لهذا؟ لا، أي أنها تتصرف تصرف العدو مع هذه الشعوب، وعدوك هو من يكتفي بشبهة معك ليعمل كل ما يعمله ضدك ولا ينتظر أدلة، ولا ينتظر محاكمة ولا ينتظر شيء، فعندما يرى نفسه متمكنا يضربك بدون أن ينتظر للأدلة، أي أنه بالإمكان أن تتعامل مع اليمن على هذا النحو، وهناك الكلام الكثير: هناك إرهابيون، هناك كذا.
وسألوه: هل أن اليمن بحاجة إلى مساعدة عسكرية، أو من أي نوع يحتاج إلى مساعدة، أسئلة من هذا النوع، أسئلة عن اتفاقية بتمويل السفن الأمريكية هل ما تزال قائمة، حتى سؤال عن إسرائيل كيف ينظر هو إلى إسرائيل؟ كان الجواب جيدًا بالنسبة لإسرائيل، أنها تعتبر دولة إرهابية، لكن الغلطة أن تقال لإسرائيل دولة، يجب ألا ينطق العرب بأن إسرائيل دولة، هي كيان صهيوني؛ كيان صهيوني لا يستحق أن يطلق عليه أنه دولة له شرعية في وجوده كدولة كأي دولة أخرى في المنطقة، وقال إنها دولة إرهابية؛ أنها دولة إرهابية في العالم أو أكبر دولة إرهابية في العالم على الإطلاق.
لاحظ هم في حملاتهم الدعائية أيضًا يحاولون أن يرسخوا شرعيات معينة في أذهاننا، عندما يأتي شخص من الأشخاص من الزعماء هؤلاء وهو ينطلق معهم بحسن نية، أو ينطلق معهم يقدم لهم خدمة: يكافح الإرهاب، فكافح في بلده إرهابيين اعتبروا عمله ذلك نفسه إدانة له، أي عملك هذا يشهد على أن هناك إرهابًا في بلدك إذًا، إذا كان هناك إرهاب في بلدك فإن الحلف الذي قام هو قام على أساس أن يعطي أمريكا الصلاحية الكاملة لتتولى هي ضرب الإرهاب، ومن رؤيتها هي؛ برؤيتها هي، فعندما يقول هذا الرئيس أو ذلك الملك: لدينا إرهابيون ولكن نحن سنتكفل بهذه وهناك لدينا قضاء وهناك لدينا كل شيء، لا يمكن أن تنتهي المسألة إلى هذا النحو سيحاولون أن يدخلوا وبحجة أن يساعدوه في البداية أن يساعدوه على عمله، ثم يكثر الإرهاب حينئذٍ على أيديهم هم؛ لأنه ليست المشكلة لديهم هي قضية الإرهاب.
هناك يقال في واشنطن نفسها وفي نيويورك في المدن الأمريكية: المحلات التجارية الكبيرة تحتاج إلى أن يكون داخلها حرس جنود مسلحين بالأسلحة النارية؛ لأن هناك سطوًا، هناك إرهاب داخل أمريكا نفسها على المحلات التجارية في وضح النهار، فلماذا لم تُأمّن أصحاب تلك المحلات التجارية؟ لماذا تبحث عن واحد إرهابي هناك؛ يقال له إرهابي في اليمن أو في أي دولة إسلامية أخرى، ليس هذا هو المقصود؛ هم يريدون أن يثبتوا وجودهم داخل هذه البلدان، وهذا ما رأيناه في أفغانستان، أليست التعزيزات العسكرية ما تزال تتوافد على أفغانستان؟ وهم في البداية دخلوا بحجة أنهم يقدمون خدمة للأفغان، إذًا فأنت عندما تريد أن تكسب رضاهم فتقول: أنا فعلًا لدي إرهابيين، ونحن عانينا من الإرهاب، ونحن سننطلق معكم لنكافح هذا الإرهاب، فبدلًا من أن يشكروك على ذلك إنهم من يعتبرون قولك ذلك وسيلة لأن يدخلوا إلى بلدك، وحينئذٍ سيحجونك بماذا؟ سيحجونك بالاتفاق الذي قد حصل من جانبك بالموافقة التي قد حصلت من جانبك على أن تكون أمريكا هي التي تتولى التحالف الدولي ضد الإرهاب،
هناك أصوات الآن تظهر لكن هل أمريكا تعتبرها، هناك من يقول: يجب أن يكون مكافحة الإرهاب عن طريق الأمم المتحدة، هناك من يقول: يجب أن تعتمد أمريكا على جوانب أخرى في مكافحة الإرهاب، لا يكون الحل العسكري لديها هو الحل الوحيد في هذا الجانب، هنـاك من يقول عبارات أخرى، لكن هل أمريكا تسمع لهم؟ لا تسمع أبدًا، هي تنطلق فمتى قيل: إن هناك إرهابًا فهي من تمتلك الحق – من وجهة نظرها – أن تكافحه بالشكل الذي ترى، وهي لا تكافحه كإرهاب على أساس أنه يزعج الناس أو يزعج المواطنين الأمريكيين؛ إنما لأن هناك وسيلة تعتبره وسيلة للدخول إلى هذه البلدان، هي لا تكتفي بالاستعمار، الهيمنة العالمية هذه التي تحصل بل تريد أن تصل إلى كل منطقة، وأن تهيمن على كل بلد من داخله، قلنا في كلام سابق بأنه كان من المفترض أن أمريكا هي التي تشكر أولئك الذين تسميهم الآن إرهابيين؛ لأنهم هم من انطلقوا ليحاربوا الشيوعية في أفغانستان بأمر وتوجيه من أمريكا، فلماذا تنظر إلى جنودها الذين خدموها وضحوا بدمائهم من أجلها، أو كان في الأخير، أصبح في الواقع تعود المصلحة إليها هي، لماذا تعتبرهم إرهابيين، ثم تعتبر البلد الذي هم منه بلدًا إرهابيًا، هذا هو نفسه شاهد على هذه الآية، هل هي رضيت عن أولئك؟ ونحن سمعنا بأنهم انطلقوا إلى أفغانستان بأمر من أمريكا، الآن يحاولون أن يجعلوها إدانة على الدولة نفسها وعلى اليمن نفسه أنه انطلق منه إرهابيون إلى أفغانستان، وأن هناك يمنيون أيضًا كانوا مع طالبان وكانوا من المصنفين ضمن الإرهابيين، ألم يعتبروا تلك الخدمة إدانة الآن، كما اعتبروا دعم السعودية للوهابيين في مختلف المناطق – وهو بالطبع كان في ظرف من الظروف برغبة أمريكا – هم من اعتبروها أيضًا إرهابية بذلك الدعم، أي لا يمكن أن يرضوا عنك بنفس الخدمة التي قدمتها لهم، وإن كنت جنديًا من جنودهم لن يرضوا عنك، بل تجلى الأمر إلى أن تصبح تلك الخدمة هي إدانة ضدك، إدانة ضدك.
كانت أمريكا حريصة جدًا على أن تخرج روسيا من أفغانستان، وكان يهمها جدًا وجود الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، فهؤلاء الذين انطلقوا كمجاهدين من هنا وهنا هم في الواقع قدموا لها خدمة، سواء شعروا أو لم يشعروا، وأن يتوافدوا من هنا ومن هنا إلى ذلك البلد، ونحن لم نرَ أن هناك ما يسمح لهم ولغيرهم أن يتوافدوا على هذا النحو إلى فلسطين لمحاربة إسرائيل، هل حصل مثل ذلك؟
لأن كلما يحصل هنا في هذه الدنيا في البلدان التي تهيمن أمريكا عليها هو طبعًا بتوجيهات أمريكا وإيحاءات منها، أو رضا عنها بذلك التصرف باعتبارها ترى أنه يخدم مصالحها، هم قاتلوا، وفي الأخير خرجت روسيا من أفغانستان، وإذا بأولئك يصبحون فيما بعد إرهابيين.
اليمن الآن يعتبر مدان أنه انطلق منه شباب كثيرون، هم الآن يصنفون بأنهم إرهابيون، والبلد الذي هم فيه يعتبر بلد إرهابي، وأسامة أصله من اليمن! أصله من اليمن سيحاسبون اليمن على أن أصل أسامة من اليمن، ونحن أحيانًا نزيد عبارات تعطي توسعهم شرعية أكثر [مكافحة الإرهاب من جذوره واقتلاع جذوره، وتجفيف منابعه] هكذا سمعنا بالأمس عبارات من هـذه [اقتلاعه من جذوره] وأنت من يجب أن تنكر أن هنـاك إرهابيين أو من لا تسمح أبدًا أن يقال لبلدك، أو أن يتجه أولئك لتصنيف بلدك كله بأنه بلد إرهابي على النحو الذي يريدون، لاحظوا كيف عملت إيران، هي اتهمت بأن هناك اثنا عشر شخصًا دخلوا إيران من تنظيم القاعدة، الإيرانيون يعرفون أمريكا، ويعرفون أنهم لو قالوا فعلًا هناك أشخاص ونحن سننطلق، ونحن فعلًا معكم في مكافحة الإرهاب، أن هذا لا يرضي أمريكا، هي تريد أن تجعل إيران بلدًا إرهابيًا بهذا الشكل الذي تصنفه أو تطلقه الآن عليه إرهاب سواء كانوا أشخاصا من تنظيم القاعدة أو من طالبان، لتبرر لنفسها أن تضرب إيران، ثم ليتجه الإعلام ليقول إذًا فإيران بلد إرهابي هو داعم للإرهاب، إذًا هو منبع من منابع الإرهاب، إذًا للإرهاب جذور في إيران، وهكذا سيكون بالنسبة لليمن.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 10/2/2002
اليمن – صعدة