صنعاء: “التحالف” العسكري الجديد للأعداء سيقودُ إلى مواجهات واسعة في المنطقة
المؤامرة الأمريكية الصهيونية ستفجّر ثورة شاملة واليمن لن يقف متفرجاً
||صحافة||
علّق مسؤولون في صنعاء على المساعي الأمريكية الإسرائيلية لتشكيلِ تحالُفٍ عسكري جديدٍ في المنطقة، بالاشتراك مع الأنظمة العميلة، مؤكّـدين على أن هذه المؤامرة ستقودُ إلى مواجهات أوسع مع قوى التحرّر والمقاومة التي ستشكل جبهة موحدة بالمقابل، وهو ما سيقود إلى تغييراتٍ تأريخية كبرى.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي: إن “أية تحالفاتٍ عسكرية في المنطقة لن تقودَ إلى الاستقرار وإنما للمزيد من الحروب، فالاستقرارُ لا يحتاجُ إلى تحالفات عسكرية في منطقةٍ يتحالفُ فيها من يتداعون للتحالف ويدمّـرون شعوبَ المنطقة وفق نظرة استعلائية وجرائمَ عدوانية إرهابية”.
وليست هذه المرة الأولى التي يبرُزُ فيها الحديثُ عن إنشاء “تحالف” عسكري جديد في المنطقة يضم الكيان الصهيوني، إذ تستمر مساعي تشكيلِ هذا “التحالف” والتهيئةُ له منذ سنوات تحت عنوان مواجهة إيران ومحور المقاومة، وقد جاءت موجةُ “التطبيع” التي شهدتها المنطقةُ في سياق هذه المساعي.
وكانت الولاياتُ المتحدة أعلنت مؤخّراً عن إنشاء قوة عسكرية بحرية “مشتركة” تضم الدولَ المنضوية ضمن هذا “التحالف”.
وعلى الرغم مما يمثِّلُه هذا التحالُفُ من مؤامرةٍ واسعةٍ لتكريس الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة، إلا أن “لا يأتي بجديد” بحسب الحوثي؛ لأَنَّه “يكرّرُ الأدواتِ الأمريكية المعروفة”، فالدول المنضوية ضمن هذا التحالف قد تعاونت بالفعل في عدة جبهات، على رأسها اليمن، ولم تحصد إلا الفشل الذريع.
وفي هذا السياق، علّق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، قائلاً: إن “السعوديّةَ والإمارات قد حاولتا بالتحالف مع الأمريكان والصهاينة أن تعيدا اليمن إلى حضنهما لكن اليمنَ أكبرُ من أن يعود إلى الحضيرة والوَصاية السعوديّة والأجنبية، وأثبت على مدى ٨ سنوات أنه عصيٌّ على الغزاة والمحتلّين.. وبعد الفشل الذريع والهزائم المتلاحقة ذهبوا إلى تجديد الحلف وإعلانه مرة أُخرى!”.
لكنَّ الجديدَ والمؤثر على الساحة سيكون رد الفعل المضاد لهذه المؤامرة من جانب قوى محور المقاومة التي سيمثل التحالف العسكري فيما بينها بالمقابل انعطافةً تأريخيةً كبرى قد تغيّر وجهَ المنطقة إلى الأبد؛ لأَنَّها قد حقّقت بالفعل انتصارات استثنائية على تحالفات قوى الهيمنة الغربية الصهيونية وأدواتها في المنطقة.
وفي هذا السياق، أكّـد نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، أن “المؤامرات المُستمرّة على بلدنا وأمتنا ستجبرنا وكل المظلومين في عموم المنطقة على وضع أيدينا في أيدي بعضنا لمواجهة تغوّل الاستكبار، ومخاطر تحالفات العدوّ الإسرائيلي”.
وأضاف: “لعلها إرهاصاتٌ لثورة كبرى، وكفاح مسلح أوسع وأشمل”.
ويعتبر اليمن اليوم لاعباً رئيسياً في محور المقاومة، وقد شكّلت مكاسبُ المعركة مع العدوان خلال السنوات الماضية أرضيةً صُلبةً وثابتة لدور إقليمي محوري يستطيع اليمنيون أداءه في أية مواجهة شاملة مع قوى الهيمنة الغربية الإسرائيلية، بل شكلت تلك المكاسب دليلاً واضحًا على إفلاس معسكر الأعداء وتساقط كُـلّ أوراق “قوته” التي يعتمد عليها في مقابل تصاعد فاعلية وسائل الردع اليمنية وتعدد خياراتها، الأمر الذي يجعل مهمةَ المواجهة الإقليمية أشدَّ صعوبة على قوى العدوّ.
السعوديّةُ نحو “التطبيع”
الحديثُ عن إنشاء “التحالف” العسكري الجديد، يتزامَنُ مع بروز المزيد من المؤشرات على توجّـه النظام السعوديّ نحو التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، حَيثُ يرجّح مراقبون أن يكونَ هذا المِلف ضمن أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته المرتقبة للسعوديّة، والتي سيسافر فيها على متنِ طائرة صهيونية من الأراضي المحتلّة إلى مدينة جدة بشكل مباشر.
وتلتقي هذه المساعي مع أجندة التحالف العسكري بشكل واضح، وَأَيْـضاً مع مأزِق السعوديّة في اليمن حَيثُ تحاول الرياض منذ فترة الضغط على الولايات المتحدة لإخراجها من هذا المأزق، وفيما تؤكّـد وسائل إعلام أمريكية على أن بايدن سيمنح السعوديّة المزيد من الدعم في هذا السياق، فَـإنَّ “النفط” قد لا يكون الثمن الوحيد الذي ستدفعه المملكة، بل قد يكون “التطبيعُ” هو الثمنَ الرئيسَ في الصفقة.
صحيفة المسيرة