الجوف .. رمال من ذهب
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالفتاح البنوس
( أبناء الجوف يمشون على رمال من ذهب ) عبارة وردت على لسان محافظ الجوف فيصل بن حيدر في سياق تصريحات صحفية سلط من خلالها الضوء على المؤامرة السعودية التي تستهدف اليمن واليمنيين، والتي تتمثل في حرمان اليمن من التنقيب عن النفط والثروات المعدنية في محافظة الجوف، المحافظة الغنية بالمخزون النفطي الذي ما يزال في باطن الأرض، حيث عمل النظام السعودي على إذكاء الخلافات والنزاعات والثارات القبلية بين أبناء المحافظة بهدف الحيلولة دون استقرار الأوضاع داخل المحافظة، والتفرغ لاستغلال المخزون النفطي، وخصوصا بعد أن قام هذا النظام بالضغط على السلطات اليمنية السابقة من أجل عدم القيام بأعمال التنقيب والاستكشاف للثروة النفطية، في الجوف تحت إغراء المال السعودي المدنس، الذي قبضته مقابل حرمان الشعب اليمني من الاستفادة من ثرواته النفطية التي تعمل السلطات السعودية على التنقيب بالقرب منها بهدف استغلال هذا المخزون النفطي وعدم تمكين بلادنا من الاستفادة منه.
حيث يعد نفط الجوف أحد الأسباب التي دفعت بآل سعود – بضوء أخضر أمريكي – لشن عدوانهم الوحشي على بلادنا وفرضهم الحصار الإجرامي على أبناء شعبنا، حيث أدرك آل سعود الخطر عقب نجاح ثورة 21 سبتمبر في قطع اليد السعودية التي كانت تعبث في الداخل اليمني، وتمكنها من إسقاط نظام الوصاية وتطهير الوطن من دنس ورجس أذناب السعودية وأدواتها العميلة التي كانت تستغل نفوذها السياسي والقبلي في تمرير أجندتها وأهدافها وحماية مصالحها، ومن ذلك منع أي أعمال تنقيب عن النفط في الجوف، المحافظة اليمنية التي أثبتت المسوحات الجيولوجية وجود النفط في باطنها وبكميات كبيرة من شأنها الإسهام في دعم وإسناد الاقتصاد الوطني .
ينصبون أنفسهم الأوصياء على اليمن واليمنيين، ويسعون للهيمنة على ثروات أبناء الشعب اليمني، وحرمانهم منها، ليظلوا تحت رحمتهم يستجدوا منها المدد والعون والمساعدة، بالأمس وحتى اليوم يمنعون بلادنا من التنقيب عن النفط في الجوف، ويعملون في الوقت ذاته على سرقة ونهب النفط الخام اليمني من حقول النفط في المحافظات المحتلة وتوريد عائدات ذلك للبنك الأهلي السعودي بكل وقاحة وجرأة وقلة حياء، تحت ذريعة أنها تستخدم هذه الأموال في دعم ما تسميه الحكومة الشرعية، في الوقت الذي يعيش غالبية أبناء الشعب اليمني في ظل ظروف معيشية واقتصادية بالغة الصعوبة والتعقيد، جراء انقطاع المرتبات وسرقة الثروات، ونهب الموارد من قبل قوى العدوان والمرتزقة .
يركزون على الجوف ( جوهرة اليمن ) المحافظة الغنية بالمخزون النفطي، والمحافظة التي تمتلك كافة المؤهلات لكي تجعل من نفسها سلة الغذاء الأولى في اليمن، نظرا لخصوبة تربتها وجودة نتاجها الزراعي من مختلف المحاصيل الزراعية التي تتناسب وطبيعة المحافظة وظروفها المناخية، لا يريد للجوف كمحافظة حديدية معهم أن تنهض، العملة السعودية كانت هي السائدة والأكثر تداولا في الجوف، وظلت السعودية وما تزال تعمل على تغذية الصراعات والخلافات بين أبناء الجوف عبر ما يسمى باللجنة الخاصة السعودية، الجهة الممولة لمرتزقتها وأدواتها في الجوف خاصة واليمن عامة .
بالمختصر المفيد : استغلال ثروات الجوف واستصلاح وزراعة أراضيها الواعدة بالخير والرزق الوفير لليمن واليمنيين من أولويات القيادة الثورية والسياسية، وقد بدأ العمل بوتيرة عالية فيما يتعلق بالجانب الزراعي، وننتظر توقف العدوان وإنهاء الحصار من أجل استقدام الشركات العاملة في المجال النفطي للشروع في التنقيب عن النفط في الجوف وبقية المحافظات اليمنية، والذهاب لاستغلال كافة الثروات المعدنية والطبيعية التي تزخر بها بلادنا، في سياق الترجمة العملية لمضامين مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية اليمنية الحديثة، ولا مجال للمساومة أو المقايضة على ذلك على الإطلاق، وعلى النظام السعودي أن يدرك أن ما بعد 21 سبتمبر 2014م لن يكون كما قبله، فلا وصاية ولا تبعية ولا تدخل خارجي في الشؤون الداخلية اليمنية، ولا تفريط بالسيادة اليمنية على أراضيها وثرواتها مهما بلغ الثمن .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .