ابنُ سلمان.. مستبدٌّ في الصحراء

||صحافة||

تحت عنوان “MBS: مستبدّ في الصحراء”، نشرت مجلةُ “إيكونوميست” تقريرًا مطوَّلًا عن ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان شرّحت فيه تفصيلياً شخصيته المضطربة والسيّئة.

في البداية، قال كاتب المقال نيكولاس بيلام: إن “ابن سلمان شخصية مُتقلّبة بسلطة مُطلقة في السعوديّة، لكن ماذا سيفعل بعد؟”، مضيفًا: “لا أحد كان يريد اللعب مع محمد بن سلمان، فالولد كان عضوًا في العائلة السعوديّة الحاكمة، وكذا كان 15000 منهم، إذ كان زملاؤه في الصف يفضلون اللعب مع أولاد عمومته الذين كانوا في مرتبة أعلى في نظام الخلافة، كما يقول معارف الطفولة”.

وتابع الكاتب: “بالنسبة للطفل المعزول الذي سيصبح وليًا للعهد، تذكّر صديق للعائلة أنه سمع أحدًا يناديه يوماً ما بـ “صدّام الصغير”.. كانت الحياة في البيت صعبة لابن سلمان، فقد كان لوالده سلمان 5 أولاد من زوجته الأولى، وهي امرأة متعلمة من عائلة النخبة المدنية، أما والدة محمد فكانت بدوية، وهي الزوجة الثالثة”.

وبحسب الكاتب، “عندما زار محمد أقاربه في القصر الذي كان يعيش فيه والده مع زوجته الأولى، كان إخوته الأكبر منه ينادونه بابن البدوية”، ولفت إلى أنه “في مرحلة ما، أرسل إخوته الكبار للدراسة في الجامعات الأمريكية والبريطانية، أما هو، فقد بقي في الرياض ليدرس في جامعة الملك سعود”.

وأشَارَ إلى أن “الأمراء كانوا يذهبون في رحلات على اليخوت الفخمة معًا، حَيثُ كان يعامل محمد كولد المهمات يرسل إلى الشاطئ لشراء السجائر لهم.. وفي صورة من تلك الرحلات يظهر 16 أميراً يقفون على يخت ببناطيلهم القصيرة والنظارات الشمسية، وتبدو من ورائهم تلال الريفييرا الفرنسية، وفي الوسط ابن عم محمد، الوليد بن طلال، أما ابن سلمان الطويل وذو الكتفين العريضين فقد ظهر بعيدًا في آخر الصورة”.

 

ابن سلمان هو المسيطر فعلياً

وذكر الكاتب أن “محمد بن سلمان اليوم أصبح أكبر صانع قرار في السعوديّة التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم”، لافتاً إلى أن “السعوديّة هي ملكية مطلقة، لكن الملك سلمان (86 عاماً) لا يظهر إلا في النادر، وهو بالاسم ملك للبلاد، إذ بدا واضحًا منذ عدة سنوات أن ابن سلمان هو المسيطر فعلياً”.

الكاتب نقل عن مسؤول استخباراتي سعوديّ قوله: إن “الملك سلمان لم يعد ملكاً”، لافتاً إلى أن “ابن سلمان البالغ من العمر 37 عاماً هو الحاكم الذي تطلع إليه الشباب السعوديّ منذ وقت”.

 

مهووس بألعاب الفيديو

وَأَضَـافَ الكاتب أن “المستبد الألفي (الذي ينتمي إلى جيل الألفية) مهووس بألعاب الفيديو ولعبة “كول أوف ديوتي”، فهو ينطلق من داخل ومزايا المسجد والديوان الملكي مثل من يقاتل خصوماً افتراضيين، وساعده تعجله وقلة صبره وعدم احترامه للأعراف على دفع إصلاحات، كان يظن الكثيرون أنها لن تحدث إلا بعد عدة أجيال”، على حَــدّ تعبيره.

 

ابن سلمان يضرب زوجته

ونقل الكاتب عن مصدر له صلات بالقصر الذي يعيش فيه ابن سلمان أن “ولي العهد يضرب زوجته سارة بنت مشهور ضرباً مبرحاً في أكثر من مناسبة، لدرجة أنها تضطر إلى طلب العلاج الطبي”.

ولفت إلى أن “بعض المراقبين يخشون من أن يصبح ابن سلمان أكثر عنفاً وخطورة، في حال بدأت احتياطيات النفط تتراجع، أَو تتقلص ثروته”.

الكاتب قال: إن “البعض، ومن بينهم زملاؤه في المدرسة، يخشون من الأيّام المظلمة، ويتذكرون الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي أصبح مدمناً على مراكنة السلطة وكان متهورًا وخطيراً”، ونقل عن مسؤول استخباراتي غربي سابق قوله: “في البداية تمنح السلطة العظمة، ولكنها تصبح بعد ذلك “وحدة، وشكاً، وخوفاً” من استيلاء الآخرين على ما أُغتصب”.

وأكّـد الكاتب أن “التمثيلية التي قام بها ابن سلمان عندما قبّل ابن عمه محمد بن نايف، بعد أن تنازل عن منصبه إجبارياً، تشبه خدعة قديمة قام بها صدام حسين عندما انقلب على رفاقه في “حزب البعث””.

 

كحول وكوكايين علنًا

وقال الكاتب: “قبل بضعة أشهر ذهبت إلى حفلة في فندق في جدة، ففي الماضي لم يكن هناك الكثير من الأماكن لقضاء الوقت، أما اليوم فيمكنك الذهاب إلى حفلة للمغني جاستين بيبر، أَو مشاهدة سباق “فورميولا وان”، وتحدث عن أن ابن سلمان سمح بإقامة حفلات صاخبة شهدت سلوكيات لا أخلاقية بالإضافة إلى شرب الخمر بشكل علني خلالها.

ونقل عن رجل أعمال أجنبي في الرياض قوله: “أخشى أن يُقبض عليّ لأنني لا أشرب الخمر، هنا كوكايين وكحول وفتيات ليل، كما لم أر مثل ذلك في جنوب كاليفورنيا”.

وقال: إن “تبني الثقافة الاستهلاكية الغربية من قبل ابن سلمان لا يعني تبني القيم الديمقراطية الغربية”، لافتاً إلى أنه “في رحلاتي الأخيرة للسعوديّة، عبّر الكثيرون ومن كُـلّ المستويات عن مخاوفهم من التعبير عن رأيهم بحرية”.

وأوضح الكاتب أن “الغرب مخدوع بالوعود واعتماده على النفط السعوديّ، وتجاهل تجاوزات ابن سلمان”، مذكرًا بأنه “في نهاية العام 2018م، قام مسؤولون سعوديّون باغتيال الصحافي في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي، وقطعوا جثته باستخدام منشار عظام”.

 

فتيات ليل من أُورُوبا الشرقية

كما نقل الكاتب عن مسؤول سعوديّ كبير سابق قوله: إن “هناك فتيات ليل من أُورُوبا الشرقية في السعوديّة، يمكنهن كسب 3000 دولار مقابل حضور حفلة، و10 آلاف دولار مقابل الليلة”.

وَأَضَـافَ المسؤول السعوديّ السابق: أن “أصدقاء ابن سلمان يطلقون عليه “DJ-MBS”، حَيثُ كان يلعب بأقراص موسيقى “الدي جي” مرتدياً قبعة رعاة البقر، التي تحمل حروف اسمه”.

 

كسر المحرمات الدينية

وذكر الكاتب أن “ابن سلمان يستمتع بكسر المحرمات الدينية، إذ تطرقت قناته الحكومية الجديدة إلى موضوع “الشذوذ الجنسي”، في وقت جرى رفع الحظر عن تطبيق للمواعدة بين الرجال والنساء، وجر أحد أئمة مكة إلى ألعاب الورق”.

وأكّـد أن “تفكيك ابن سلمان للأعراف الاجتماعية، ينعكس على قيم العديد من أقرانه من الشباب، في السعوديّة وخارجها”.

 

ترويض ابن سلمان لسعود القحطاني

وكشف الكاتب أنه “قبل تنصيب الملك سلمان كان المستشار السابق في الديوان الملكي السعوديّ سعود القحطاني ينشر شائعات عن إصابة سلمان بالخرف، حَيثُ كان مخلصاً جِـدًّا للفصيل السابق لدرجة أنه قام بتسمية ابنه خالد، على اسم رئيسه في ذلك الوقت خالد التويجري.

وأوضح أنه “في يوم جنازة الملك عبد الله، قام ابن سلمان بصفع القحطاني على وجهه، بعدها قام ابن سلمان بالتأكّـد من ولائه له، ثم عينه كموظف لديه، حتى أن القحطاني سمى ابنه الأصغر محمد”.

وأشَارَ إلى أن “القحطاني نصّب نفسه كواحد من أتباع ابن سلمان المخلصين، واستخدم جيشاً من الروبوتات والمتابعين لتخويف النقاد على “تويتر” ووسائل التواصل الاجتماعي، ثم قام باختطاف الأمير سلطان في 2016م، حَيثُ انتحل شخصية كابتن الطائرة”.

وقال الكاتب إن “القحطاني زحف مرة أُخرى إلى الديوان الملكي، بعد أن اتهمه تقرير للأمم المتحدة في جريمة قتل خاشقجي، لكن المحكمة السعوديّة اتخذت قراراً بعدم اتّهامه”.

 

العهد الإخباري

قد يعجبك ايضا