للحرب فرصُها.. وللسلام فرصةٌ أيضاً
موقع أنصار الله ||مقالات ||فهد شاكر أبو رأس
كما أن للحرب فرصَها، فَـإنَّ للسلام فرصةً أَيْـضاً، وفي كلتا الحالتين فَـإنَّ الكُرةَ باقيةٌ في مرمى دول تحالف العدوان، وما على النظامَين السعوديّ والإماراتي إلا مراجعةُ حساباتهما قبل فوات الأوان، وعليهم أن يعلموا أَيْـضاً أن استمرارَ حربهم العدوانية على اليمن لا تَصُبُّ في صالحهم أبداً، وإن قَبِلَ وفدُنا الوطني بتمديدِ الهُدنة لمرة أَو لثلاث أَو حتى لعشر مرات أَو أكثرَ من ذلك، فالحقيقةُ هي أن لا هُدنةَ مع استمرارِ الحصارِ لشعبنا والاحتلال لبلدنا، ولا زالت أَيْـضاً مخلفاتُ الحرب العدوانية على بلدنا من ألغام وقنابلَ عنقودية وغيرها من الأدوات القاتلة، تواصلُ فتكَها بالمدنيين وتقتلُهم في ربوع محافظات اليمن.
أقامت صنعاءُ الحُجّـة أمامَ المجتمع الدولي وأبلغت الأمم المتحدة عن رؤيتها فيما يَخُصُّ مسارات الهُدنة، من فتح كلي لمطار صنعاء الدولي، وفتحٍ كاملٍ لميناء الحديدة وإخلاء سبيل السفن النفطية والغذاء والدواء لتمر بسلام ومن دون أية عراقيلَ ومن دون أي قيد أَو شرط، وهذا بعد نقاشاتٍ مكثّـفة خاضتها صنعاء مع الوفد العماني الشقيق الذي أنهى زيارتَه إلى صنعاء في نهاية الأسبوع الماضي.
وما على الأمم المتحدة سوى التعاطي مع المِلف الإنساني اليمني بكُلّ جدية ومسؤولية ومن دون لَفٍّ ولا دورانٍ، ما لم فَـإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنية والقوةَ الصاروخية والطيران المسيَّر، جاهزةٌ لكلا الخيارين، وكما أثبتت ذلك بالتجربة في الماضي، ومثلما لم توفر الأمم المتحدة وقوى العدوان على اليمن سبيلاً للعبورِ نحو السلام، فَـإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنية أَيْـضاً لم تدخر جُهداً في مسار التطوير والبناء والتحديث لقدراتها وعدتها وعديدها؛ استعداداً وتوثباً لأية حماقات عدوانية تقفُ في المستقبل أمام خياراتها المحقَّة والمشروعة نحو الحرية والاستقلال.
وعليه فَـإنَّ قوى العدوان بعد التمديد الأخير للهُدنة واقعة أمام خيارَين اثنَين، فإما أن تذعن لشروط السلام، أَو تتحملَ التبعاتِ الكبيرة جِـدًّا، وهي المخنوقةُ بأزمات الطاقة، ولا طاقةَ لها بما حضّرته القوات المسلحة اليمنية من مفاجآت في ظل ظروفٍ دولية بالغة التعقيد.
وما كُـلُّ هذا التعقيد وهذه التحولات السياسية والاقتصادية والعسكرية العالمية، إلا مؤشرٌ واضحٌ لمخاضِ ولادة نظام دولي جديد، واللهُ هو وحدَه في هذا العالم من يرسُمُ الخواتِمَ والنهاياتِ، وللهِ عاقبةُ الأمور.