وأخيرًا أصبح لليمن جيشٌ وطني بالفعل
موقع أنصار الله ||مقالات ||منير الشامي
اليوم ونحن على بعد أسابيع قليلة من الذكرى الثامنة لثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة نعيشُ احتفالاتٍ متواصلةً وكرنفالاتٍ عسكريةً متتاليةً بتخرج دُفَع جديدة من قواتنا المسلحة البواسل في مختلف المناطق والمؤسّسات العسكرية.
وما يأتي ذلك إلا كدلالة واضحة على أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بدأت تهدي ثمارَها العظيمة للشعب وعلى طريق تدشين العام العسكري الجديد 1444 هجري، حَيثُ تُقدر أعدادُ الخريجين من أبطال قواتنا المسلحة بعشرات الآلاف وتضم الدُّفَع المعلَن عن تخرجها خريّجين من مختلف الوحدات العسكرية المتخصصة.
والحقيقةُ أن هذا الإنجازَ العظيمَ في بناء قواتنا المسلحة إنما يأتي على طريق الوفاء لوعود قيادتنا الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- والذي حمل على عاتقِه مسؤوليةَ تحقيق أهداف الثورة الستة وتحويلها من أحلام نأملُ تحقُّقَها إلى حقائقَ قائمة ومشاهدة أمام الشعب، ها نحن اليوم نشاهد وطننا الغالي وقد أصبح يملك جيشاً وطنياً قوياً ولاؤه لله ولرسوله وللقائد وللشعب ومهمته الأَسَاسية الدفاع عن الشعب وحماية مقدراته وتطهير تراب وطنه من رجس الاحتلال ودنس الخونة والعملاء.
جيشٌ لم تعهدْه اليمنُ منذ قيام ثورة الـ 26 سبتمبر وثورة 14 أُكتوبر في مطلع ستينيات القرن الماضي ولا يحمل صفةً من صفة الجيوش التي كانت توصفُ بالجيوش الوطنية وليس لها من الوطنية إلا الاسم فقط، أما ولاؤها فكان لأشخاص، ومهمتها كانت قمع الشعب وكتم أنفاسه وتكميم أفواهه وتطويعه لتقديس أركان النظام السابق وإرغامه على قبول الوصاية الخارجية بالحديد والنار، وكانت مسؤوليته حماية نظام عفاش وحماية مصالحه وتحقيق أطماعه وأطماع أسياده أزلام الوَصاية الخارجية وفي مقدمتها النظام السعوديّ المجرم.
اليومَ بفضل الله تعالى وحكمة قائدنا العلَم السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفُظه الله ويرعاه- حينما نقولُ عن جيشنا إنه جيش وطني فنحن نتحدثُ عن حقيقةٍ يتصفُ بها جيشنا فهو جيشٌ للوطن لا جيشٌ لشخص ومهمته حماية الشعب ومقدراته والدفاع عنهما لا حماية أسرة والدفاع عنها وتمكينها من مقدرات الشعب ومسؤوليته الحفاظ على السيادة الوطنية والذود عن الوطن وصون الثورة والوحدة وحماية كُـلّ المكاسب الوطنية.
إنه جيش بُنِيَ على أُسُسِ الإيمَــان بالله ورسوله وشَرِبَ من فيض القرآن ونبع مشروعِه القرآني وتغذّى بحب الوطن وحب شعبه.
جيشٌ يعتمدُ على نفسِه في البناء وفي تطوير قدراته وتصنيع أسلحته؛ ليس رغبةً في الاعتداء على الآخرين بل للدفاع عن دين الله والجهاد في سبيلة ومن أجل حماية الوطن أرضاً وعرضاً وشعباً وتنفيذاً لأمر الله تعالى بالإعداد.