عن أعظم الثورات التحررية
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالرحمن الأهنومي
ستظل ثورة 21 سبتمبر أعظم ثورة إنسانية في التاريخ، لأنها ثورة شعبية حقيقية لم تكن انقلاباً عسكرياً ولا تحولاً سياسياً، بل عمل شعبي أنجز تغييراً استراتيجياً في الواقع، وأحدث تغيراً استراتيجياً في التوجهات، وفرض الإرادة الوطنية في القرار.
وهي أولا ثورة الجماهير الشعبية التي خاضها الشعب اليمني وعمّدها بأنهار من الدم وقوافل من الشهداء، وهي ثورة الجماهير التي قررت القرار وانتزعته وفرضت الإرادة والسيادة، وهي ثورة العمال والمزارعين والقبائل، شارك فيها الجميع بقناعة وقرار وطني مستقل.
وهي ثورة الشعب العظيم التي انطلقت من واقع الضرورات الوطنية ومن الوعي والإيمان والشعور بالمسؤولية، ومن منهج عظيم ينبثق من القرآن الكريم، وإن كان من تجسيد لحقيقة أن الإيمان يمان والحكمة يمانية فهي هذه الثورة المباركة.
وهي ثورة يمنية خالصة، واجهت منظومة الاستكبار والوصاية والهيمنة الأمريكية والغربية وتحالفاتها الإقليمية، وانتصرت في محطاتها ومراحلها، وهي تمضي اليوم في تكريس هيبتها وسيادتها لتكون دون أي منازع أعرق وأفضل وأكبر ثورة في القرن الحالي.
ومما لا شك فيه أن الثورة هي عملية تغيير جذري وشامل يقوم بها الشعب لتغيير الواقع من سيئ إلى أفضل، وأن عوامل هذه الثورة توفرت وتوافرت منذ اليوم الأول، واستعد الشعب لتقديم الدم والأرواح لتحقيق الحرية والاستقلال التي كانت مستلبة من أوصياء الدول العشر، ومنظومة الهيمنة الأمريكية والغربية والفصل السابع، وقدّم شعب الثورة – وما يزال يقدم – خيرة رجاله وأبراره شهداء في سبيل الله ولنيل الحرية والاستقلال، وناضل بقناعة وإيمان راسخ وعزيمة وإصرار، وقرر خوض التحدي الكبير حتى أنجز ما أنجزه من مكاسب وانتصارات استراتيجية.
وحين قرّر الأعداء سحق الشعب والثورة، مضت الثورة تحت النار والدمار لتبني القوة وتنجز الأمن وتحقق الانتصارات، لتكون اليوم نموذجا لثورات التحرر.
لقد تميزت ثورة 21 سبتمبر المجيدة بقيادتها الحكيمة وبخطواتها وبقراراتها وبمنهجها الاستراتيجي الشامل، وصاغت مدرسة عسكرية وأمنية فريدة ومتميزة، وكرست نموذجا ثوريا ماثلا، فيه الإبداع وفيه الهمة وفيه تجلت قوة الشعب الذي توكل على الله واعتمد عليه واستزاد من قوة الله قوات لا مستحيل أمامها