اليمن بشعبه وجيشه.. وحدة إيمانية وقوة فولاذية
موقع أنصار الله ||مقالات ||زيد الشُريف
الشعب والجيش والقيادة والهوية الإيمانية والثقة العالية بالله تعالى والعلاقة الوثيقة برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والقضية العادلة والمحقة والمواقف المشتركة المشرفة والقوية والتضحيات الجسيمة والصمود الأسطوري على مدى أكثر من سبع سنوات في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي والتوجه الجماعي الرسمي والشعبي الموحد في مواجهة التحديات والأخطار التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً جميعها عوامل قوة صنعت واقعاً يمنياً قوياً فريداً واستثنائياً يتصدى للطواغيت المعتدين ويحافظ على التماسك الداخلي والوحدة الوطنية والدينية ويبني قدراته العسكرية ويتمسك بثقافته القرآنية ويجسدها في واقعه قولاً وعملاً وهو يخوض غمار الصراع الشامل في مواجهة المستكبرين، هكذا يمكن وصف الواقع اليمني اليوم بعد العروض العسكرية الضخمة للقوات المسلحة اليمنية وبعد الحشود المليونية في ذكرى المولد النبوي الشريف، واقعاً فولاذياً قوياً على كل المستويات لا تقهره التحديات ولا تعصف به المؤامرات بل هو الذي يتغلب عليها بمعية الله والتوكل عليه وبالمواقف الجهادية القوية المشرفة والمتعددة والمشتركة.
من العروض العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التي أقيمت في الأسابيع الماضية بما تضمنته من رسائل عسكرية قوية موجهة للأعداء إلى الحشود المليونية في المولد النبوي الشريف بما اشتمل عليه ذلك الحشد من عنفوان جماهيري يعبر عن الوحدة الإيمانية والوطنية اليمنية نستنتج معطيات وثمار تلك العروض وهذا الحشد في الواقع المجتمعي اليمني فكانت النتيجة معطيات عظيمة ومؤثرة وفعالة على المستوى النفسي والعملي وعلى كل المستويات معطيات تشهد وتؤكد وتثبت أن الشعب اليمني الصامد يعيش حالة كبيرة من القوة النفسية والمعنوية رغم مرور اكثر من سبع سنوات من العدوان والحصار، أبرز تلك المعطيات أن القوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني المسلم الصامد في حالة تماسك وانسجام وصلابة وقوة فولاذية، الموقف واحد والقضية واحدة والتوجه واحد، مواجهة المعتدين والدفاع عن حرية وكرامة وعزة واستقلال اليمن ومواجهة التحديات مهما كانت ومهما طال أمدها وبناء القدرات وتعزيز عوامل القوة والصمود في مختلف المجالات إضافة إلى أن الجميع في حالة عمل وبناء ومبادرات ومواقف تصب جميعها في مصلحة اليمن واليمنيين وتتعارض مع أهداف ومخططات المعتدين والعملاء المنافقين.
لقد خاض الشعب اليمني الصامد وقواته المسلحة معركة بناء وتوحد واعتصام وتكاتف وانسجام فريدة من نوعها خلال الأشهر الماضية وإلى اليوم معركة يمكن وصفها بقول الله تعالى {واعدوا لهم ما استطعتم من قوة} وقوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} معركة الإعداد والاستعداد والثبات والصمود والبناء والمواقف القوية والمشرفة والوحدة والاعتصام، معركة بناء القدرات العسكرية وبناء الجيش ومعركة تماسك الجبهة الداخلية في توجهاتها ومنهجيتها ومنطلقاتها ووعيها، لهذا كان الحضور الجماهيري الحاشد في يوم المولد النبوي الشريف في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية بعد العروض العسكرية القوية للقوات المسلحة اليمنية عبارة عن ترجمة فعلية لقول الله تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص} عكس ما كان يطمح إليه الأعداء من تمزيق وشرذمة النسيج الاجتماعي الداخلي اليمني وإضعاف القوات المسلحة اليمنية والوصول بالجيش والشعب إلى حالة الانهيار ولكن الوعي والبصيرة والقيادة الحكيمة والهمة والعزيمة خلقت واقعاً اجتماعياً وعسكرياً يمنياً قوياً بحجم المرحلة والتحديات.
ومن أبرز المواقف التي تؤكد مدى قوة وانسجام الشعب والجيش والقيادة في المواقف والمنطلقات هو ما أكد عليه ودعا إليه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في الخطاب التاريخي والاستثنائي يوم المولد النبوي الشريف حين وجه دعوة لتحالف العدوان قائلاً: (أدعو تحالف العدوان على بلدنا إلى وقف العدوان، ورفع الحصار، وإنهاء الاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب، فيما يتعلق بالأسرى والأضرار)، ثم أردفها بدعوة أخرى للشعب قائلاً: (كما أدعو شعبنا العزيز إلى مواصلة التصدي للعدوان طالما استمر؛ باعتبار ذلك مسؤوليةً دينية، وجهاداً مقدَّساً، يجب القيام به، مع التوكل على الله تعالى، والثقة بنصره، والعاقبة للمتقين) ومن خلال هاتين الدعوتين نجد أن السيد القائد لم يفصل مهمة الجيش عن الشعب فالقضية واحدة والمسؤولية جماعية إضافة إلى انه لم يجزئ المعركة ولا المطالب المشروعة كما يريد العدو بل خاطب العدو كما يجب ودعاه إلى وقف العدوان وفك الحصار وإنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب بحيث يفهم العدو أنه أمام قيادة وشعب وجيش لن يتخلوا عن حقوقهم المشروعة مهما طال أمد العدوان ومهما كان حجم المكر والخداع، وفي حال لم يتفاعل العدو إيجابياً مع دعوة السيد القائد التي جاءت في مرحلة مفصلية فإن لدى الشعب اليمني وقواته المسلحة الكثير من الخيارات العسكرية الاستراتيجية التي ستجبر العدو على الانصياع للسلام الشامل غير المجزأ في اليمن والعاقبة للمتقين.