الشيخ نعيم قاسم: الترسيم إنجاز وطني

موقع أنصار الله – لبنان – 24 ربيع أول 1444 هجرية

 

قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن” المقاومة التي كانت عنوانا من عناوين الوحدة الإسلامية حيث جمعت المقاومين على امتداد هذه الساحة في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وإيران واليمن، وكل هذه الدول هي مقاومة تنطق بلغة واحدة لغة التحرير في سبيل الله تعالى، هي مقاومة لا تعرف انتماء مذهبياً ولا طائفياً ولا مناطقياً ولا عرقياً، هي تعرف انتماءً واحداً، انتماؤها إلى ربها، إلى نبيها، إلى إيمانها والتزامها، إلى الارتباط بالرسل والحق ولذا نجحت واستطاعت أن تكشف الآخرين، لقد نجحت المقاومة في تقديم الصورة المشرقة عن الإسلام، ففضحت المدعين له وفضحت السلاطين الذين انكشف زيفهم بمخالفاتهم لبداهيات أحكام الإسلام ومنها الرحمة والوحدة، نجاحات المقاومة في أدائها وتضحياتها وتضحيات المؤمنين المجاهدين والمؤمنات المجاهدات وانتصاراتها أحدثت زلزالاً عند أمريكا وإسرائيل وعند أتباعهما، وكشف حقيقة أمريكا الظالمة والمجرمة والمعتدية والداعمة للاحتلال الإسرائيلي على حساب أهل الأرض”.

واضاف: “منذ البداية أعلنا بوصلتنا تحرير فلسطين، مقاومتنا حول الموقف الموحد لإعادة الأرض السليبة إلى أهلها وأصحابها، وهذه البوصلة هي التي تتضمن كل المعاني الشريفة والسامية والعظيمة، بوصلة فلسطين تتضمن الوحدة والمقاومة والتحرير والعزة، تتضمن أشرف عناوين يمكن أن يحملها إنسان على وجه الأرض والحمد لله استطعنا أن نحقق نجاحات كثيرة لنثبت في الميدان أن إيماننا بالله تعالى وإيماننا بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وجهادنا في سبيل الله تعالى ومقاومتنا الشريفة غير المأجورة وغير المنقادة لسياسات الآخرين هي التي بإمكانها أن تعيد لنا كل شيء، تعيد الأرض والبحر والنفط والغاز، والأهم تعيد الكرامة والعزة والاستقلال ورؤوسنا شامخة بمجاهدينا وأبطالنا وشهدائنا وسنبقى كذلك حتى النصر الكامل إن شاء الله تعالى”.

وأردف قائلا:”لن ينسى اللبنانيون أن أميركا حمت استمرار إسرائيل العدو الغاصب والمجرم والعدواني في منطقتنا، لن ينسى اللبنانيون أن أمريكا هي التي أمرت وسهلت لاحتلال لبنان، ولولا المقاومة والجيش والشعب لمَا تحرر هذا البلد، ولولا المقاومة لمَا تحررت غزة ولولا المقاومة لمَا كنا في الموقع المؤثر والهادف في هذا الزمن، لن ينسى اللبنانيون أن أمريكا عاقبت كل الشعب اللبناني وأنهكت اقتصاده وحرمته من كهرباء الأردن ومصر وكل مدد كهربائي ودعمت منظمات إثارة الفوضى وزادت من الانهيارات الموجودة في لبنان، لن ينسى اللبنانيون أن رؤوس الفساد في لبنان وقادة الإجرام في لبنان والمعيقين لنهضة هذا البلد بحجج مختلفة يأخذون توجيهاتهم من السفارة الأمريكية ويحصلون على حمايتها من خلال هذا الترويج العالمي الذي تقوم به أمريكا، هل تظنون أننا لا نرى؟ وهل تظنون أن اللبنانيين لا يعلمون؟ أغلب ما حصل في بلدنا من تعقيدات وصعوبات ومرارات اقتصادية ومالية هي بسبب أمريكا”.

وتابع “الآن بحمد الله تعالى استطعنا أن نحقق إنجازاً عظيماً وكبيراً هو ترسيم الحدود البحرية لاستخراج النفط والغاز من أرضنا اللبنانية، عندما يتم التوقيع إن شاء الله، هذا إنجاز عظيم، أعجبكم هذا التوصيف أم لم يعجبكم الشمس ساطعة والإنجاز أمامكم والحفر يبدأ بعد حين ونستخرج بعد فترة من الزمن، قال قائلهم وما هي الضمانات إذا نجحتم الآن؟ قلت له عقولنا في رؤوسنا وبأيدينا أسلحتنا هذه هي الضمانة، وإن شاء الله سنكون دائماً جاهزين وحاضرين لنحمي حقوقنا، المقاومة التي حققت مع الدولة هذا الثبات والقوة والعزة حققت إنجازاً كبيراً، هذا الإنجاز هو إنجاز وطني ليس انجازاً لطائفة ولا لجهة ولا لجماعة، لولا تكامل موقف الدولة مع المقاومة وموقف المقاومة مع الدولة لما أمكننا أن نصل إلى هذه النتيجة المهمة على كل حال، ما حصل هو نموذج عملي عن الإستراتيجية الدفاعية التي نراها مناسبة في التنسيق بين المقاومة والدولة، أخبرونا إذا كان لديكم إستراتيجية أخرى تعيد الأرض وتعيد البحر وتعيد النفط، نحن قدمنا تجربتنا في تحرير الأرض في جنوب لبنان والآن قدمنا تجربتنا في تحرير النفط من بحر لبنان فما الذي تملكونه حتى نستعيد سيادتنا واستقلالنا؟ يا بعض المدعين للسيادة الذين لا نسمع منهم إلا الخطب الرنانة، ولكن لا نرى منهم شيئاً، نحن اليوم في موقف عظيم يجب أن نفرح به وأن نفتخر به حتى ولو لم يعجب البعض، لقد قلنا منذ البداية والآن أكرر لا علاقة لنا كحزب الله بمناقشة الحدود البحرية والمساحات، وإنما هي مسؤولية الدولة أن تعلن حدودها وأن تقرر الموافقة على استعادتها، وقد أعلن لبنان بلسان فخامة الرئيس أن حدودنا قد حصلنا عليها من خلال التفاهم غير المباشر مع الكيان الإسرائيلي، من هنا أصبحنا معنيين بالمرحلة الثانية والمرحلة الثانية هي المحافظة على هذا الإنجاز وحماية هذا الإنجاز من عدوانين، عدوان العدو وعدوان المفسدين وسراق المال العام، وإن شاء الله سنعمل لكل ما من شأنه أن نحقق إقرار صندوق سيادي وإقرار ما يتناسب مع حماية الثروة لمصلحة اللبنانيين، وأن نتبع كل الإجراءات التي تحمي من السراق الدوليين والسراق المحليين ومن الفساد والمفسدين”.

وختم الشيخ قاسم “تبقى نقطة أخيرة نحن مقبلون على انتخاب رئيس للجمهورية ولكن تشكيلة المجلس النيابي الحالي موزعة بشكل كبير بالحد الأدنى إلى خمس أو ست تجمعات وكتل وبالتالي لا يمكن لأي مجموعة أن تنجز الموافقة على رئيس من دون التعاون مع المجموعات الأخرى، نحن عندما نعلن ضرورة الاتفاق وضرورة النقاش من أجل التفاهم على رئيس إنما نقترح حلا، بينما بعض من يرفض ويريد أن يفرض رئيساً كما يريد وهو يعلم أنه أعجز من أن يفرض ذلك لأنه يعتقد أن أي اتفاق لا يمكن أن يحصل معه، لأن هؤلاء أخرجوا أنفسهم من دائرة المصلحة الوطنية، فكيف يمكن أن يتفاهموا مع من يريدون المصلحة الوطنية؟ المشكلة لديهم وليست لدينا؟ والآن بكل وضوح حتى يفهم الشعب اللبناني بشكل واضح، في المجلس النيابي لا يوجد موالاة ومعارضة لأن هذا المجلس جديد لم تتشكل بعد لا رئاسة الجمهورية الجديدة ولا الحكومة الجديدة حتى نقول موالاة ومعارضة فإذا كانت فكرة وكلمة معارضة جذابة في فترة سابقة الآن لا معنى لها الكل في مسرح واحد والكل يتحمل مسؤوليته بالتساوي وبالتالي سنرى من يستطيع أن يمد يده إلى الآخرين ليتفاهم على رئيس يتناسب مع المرحلة القادمة، لا بد من إرسال التحية الكبيرة للشهداء الذين قدَّموا في مسيرة المقاومة وكانوا نوراً على نور وكانوا سبباً من أسباب ترسيخ هذه الوحدة، وإن شاء الله ببركة اجتماعكم ولقائكم واستمراركم على هذا المنهج الوحدوي سننتقل من انتصار إلى انتصار”.

 

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

قد يعجبك ايضا