كربلاءُ العصر.. الجريمةُ الشاهدةُ على طغاة الزمان وأدواتهم المارقة
||صحافة||
عقد “ملتقى كتاب العرب والأحرار” مؤتمراً دوليًّا، بِشراكة عددٍ من الكيانات والمنظمات غير الحكومية في دول المحور، سلط الضوء على مظلومية آل الجنيد وآل الرميمة بمحافظة تعز الذين تعرضوا لأشد أنواع الجرائم المروعة من قبل مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
وفي المؤتمر الذي عُقد عبر الأثير بمشاركة كُـلٍّ من (الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي، والاتّحاد العربي للإعلام الإلكتروني فرع اليمن، وجمعية الشتات الفلسطيني -السويد، ومعهد قوة اللحظة للتدريب والتطوير mbi، والحملة الدولية لمناصرة الأسرى، ومركز الشهيد أبو مهدي المهندس -العراق، والملتقى الثقافي النسائي -لبنان، واتّحاد كاتبات اليمن، وملتقى كاتبات وإعلاميات المسيرة، والوكالة العربية للدراسات والإعلام، والملتقى الثقافي النسائي -لبنان) ألقت مسؤولة أدَاة المؤتمر رباب تقي كلمة قالت فيها: “إن آل الجنيد عائلة يمنية من تعز، الذنب الذي اقترفته كان نسبها، ولذلك ارتكب الإرهابيون بحقها تطهيراً عِرقياً، قتل العشرات من أبنائها وأسر 50 شخصاً منهم”.
وأضافت أن “قرية الصراري في محافظة تعز، شاهدة بعد حصارٍ دام سنة على القرية وأهلها، منعت خلاله المواد الغذائية والحاجات الأَسَاسية من الدخول إليهم لرفضهم تأييد العدوان والحصار على اليمن وهذا الذنب كان كافياً لـ«معاقبتهم» بالقتل والأسر من قبل مجموعات تابعة لحزب «الإصلاح» ومنهم عناصر من تنظيم «القاعدة».
وواصلت حديثها “ولم يقف الإجرام عند هذا الحد، فقد اقتحموا مسجدَ القرية، دمّـروا قبته، ونبشوا ضريح الولي جمال الدين، أحد أولياء الصوفيين، وكلّ ذلك حصل في ظلّ «تهدئة» مفترضة أعلنت عنها الأمم المتحدة قبل فترة من الهجوم وكانت الأطراف المتحاربة أعلنت الالتزام بها”.
ونوّهت إلى أن الجريمة وقعت على خلفيات مذهبية واضحة في ظل صمت دولي وإعلامي شبه تام.
بدوره تحدث العميد عبد القادر علي عنتر -رئيس الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي- بكلمة أشار فيها إلى مظلومية آل الجنيد الذي تم قتل عدد كبير منهم ومن أطفالهم.
وأكّـد أن تلك الجريمة تعبر عن الفكر الداعشي الإجرامي، مطالباً المنظمات الدولية والكتاب والمفكرين وقادة الفكر، والراي إلى تدويل قضية بيت الجنيد رأي عام عالمي؛ مِن أجلِ تقديم جرائم الحرب الذي ارتكبَها التكفيريون ومن يقف خلفهم أمام المحاكم الدولية وضمهم في القائمة السوداء.
فيما لفت القاضي نبيل الجنيد، أمين عام نادي قضاة اليمن، إلى أن الجريمة بحق العشرات من أُسرته بدأت بعد بدء عام من العدوان على اليمن، لافتاً إلى أن محافظة تعز حينها كانت بعيدة عن الاقتتال والتصنيفات السياسية والأُسرية حتى قام حزب الإخوان في المحافظة بتشكيل المعسكرات والألوية وبدء الحرب داخل المحافظة وهنا تشكلت كتائب ما تسمى بكتائب أبو العباس زعيم تنظيم القاعدة بمحافظة تعز الذي بدء العدوان بالهجوم على الأُسر الهاشمية بالمحافظة ومنها آل الجنيد وآل الرميمة.
وسلسل القاضي الجنيد جرائم التكفيريين بحق آل الجنيد بقوله: “نفذت الجرائم في القرى والمناطق التي يقطنها آل الجنيد بالمحافظة وتعرضت للعدوان وهي: 1- قرية الصراري 2- قرية النيداني 3- قرية الأعدان 4- قرية الحيار والجودة 5- قرية الشعبيّة 6- قرية حصبان 7- قرية ذي أبرح 8- منطقة صالة والجحملية”.
ولفت إلى الأفعال الإجرامية التي طالت قرى آل الجنيد منها “نصب كمين في طريق جبل العروس للشهيد عبدالعزيز منصور وقتل أربعة أشخاص، وحصار القرى لمدة ستة أشهر من بداية لعدوان ومنع دخول الأغذية والأدوية، وقصف الطيران السعوديّ الإماراتي للمركز الطبي لقرية الصراري والمنشآت الخدمية لصالة والجحملية، ومع إسعاف الجرحى بعد القصف، وإعدام أربعة من المدنيين في قرية الصراري بعد طلبهم من قبل كتائب أبو العباس الإرهابية للتحاور معهم بشأن فك الحصار، واقتحام القرى السابق ذكرها ومنها قرية الصراري ومقتل من كان فيها من الشباب وهم قرابة سبعة شهداء وأسر قرابة الخمسين فرداً من النساء والأطفال وكبار السن، وهدم بعض المنازل وإحراق البعض الآخر والاستيلاء على الممتلكات والمقتنيات الخَاصَّة، وإحراق المزارع الخَاصَّة بسكان قرية الصراري وإحلال بعض أفراد تلك العصابات لسكن منازل آل الجنيد بالقوة، ونبش وتفجير ضريح السيد العلامة جمال الدين، والتمثيل بجثث الشهداء وسحلها في الشارع العام ومنها جثة الشهيد علوي الجنيد، وأخيرًا التهجير القسري لأُسرة آل الجنيد من محافظة تعز إلى المحافظات الأُخرى.
ونوّه إلى أن المتهمين في الجريمة هم دول تحالف العدوان وكتائب المرتزِق أبو العباس، وبعض من آل السبأي، لافتاً إلى أنهم “تقدمنا أمام الجهات القضائية الوطنية بالدعاوي وعجز القضاء الوطني لإنصافنا لعدم إمْكَانية الوصول للمتهمين واستنفذنا طرق القضاء الوطني كمتطلب قانوني لرفع الدعوى أمام محكمة الجنايات الدولية”.
من جهته، أكّـد نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية، محمود عبد القادر الجنيد، أن السبب الرئيسي للعدوان على أسرة آل الجنيد أولاً لرفضهم للعدوان على اليمن، منوِّهًا إلى أن هذا العدوان هو من قبل أمريكا والسعوديّة ومن تحالف معهم وعبر أدواتهم في المنطقة الذين استهدفوا الحراك الثوري الوطني المناهض للعدوان وأدواته، مؤكّـداً أن داعش والفكر الوهَّـابي المتطرف هم أدوات المخطّط الأمريكي الصهيوني.
فيما شارك المحلل العسكري اللواء عبدالله الجفري، بكلمة اعتبر فيها هذه جرائم ومخطّطات تمزيق النسيج الاجتماعي.
وأدان اللواء الجفري الصمت الأممي وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية بمحاكمة كُـلّ من ارتكب جرائم بحق الشعب اليمني عامة وعلى وجه الخصوص بحق أشراف تعز آل الجنيد وآل الرميمة.
ووجه الجفري تحية شكر لقائد الثورة السيد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، لكل ما يقوم به من عناية خَاصَّة لكل الشرفاء والأحرار.
إلى ذلك شارك عدنان أحمد يحيى الجنيد -رئيس ملتقى التصوف باليمن- بكلمة سرد فيها تاريخ نشأة آل الجنيد في محافظة تعز وحفاظهم على الموروث الديني الأصيل جيلاً بعد جيل منذ القرون الأولى للهجرة النبوية.
وتطرق رئيس ملتقى التصوف إلى قائمة العلماء الأجلاء من آل الجنيد الذين تعاقبوا طيلة العقود الماضية، مستعرضاً البدايات الأولى لجرائم العدوان بحقهم وممارسة كُـلّ أشكال الوحشية ضدهم.
ولفت إلى أن تلك الجرائم الشيطانية، التي قام بها مرتزِقة العدوان، من قاعدة وإصلاح، ترقى إلى مستوى التطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية، بتكامل أركان التوصيف والمحدّدات التي نصت عليها معاهدة جنيف الخَاصَّة بجرائم الحرب.
وقال في كلمته: “لقد انطلقت تلك الجرائم من حقد طائفي، بخلفية ماسونية واضحة المعالم، وهنا ندعو الجهات المختصة إلى توصيفها التوصيف الصحيح، وكافة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبها العدوان ومرتزِقته في اليمن، خلال سنواته الثمان، حتى تكون لدينا سجلات وملفات موثّقة، لتقديمها لاحقاً للمحاكم الدولية”.
واختتم كلمته بالقول: “سنواصل مشوارنا الجهادي الحسيني العَلَوي، مؤمنين بعدالة توجّـهنا، مستمسكين بعَلَمِ الجهاد والتضحية والفداء، السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، باذلين بين يديه أرواحنا في سبيل الله والمستضعفين، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً”.
وكان لنائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي حضور لافت بكلمة أكّـد فيها أن “الاستهداف لأُسرة الجنيد ليست جدوى الاستهداف من أدوات الداخل بل هناك مخطّط إمبريالي صهيوني ضالع بهذه الجريمة؛ لأَنَّ أسرة الجنيد لا تمثل كياناً لعائلة بل تمثل مدرسة دينية ضاربة في أعماق التاريخ الإسلامي”.
وأشَارَ إلى أن دول العدوان ورعاتها من الصهيوأمريكية يعتبرون وجودَ مثل هذه المدارس خطراً على مخطّطاتهم، لذلك يلجؤون إلى التصفية العرقية المقيتة.
ولفت إلى أن “آل الجنيد مثّلوا مدرسةً صوفية بطابعها الشافعي وإحياء هذه المدرسة هو تجذير التقارب والانسجام المذهبي بين الزيدية والشافعية، الأمر الذي يجعل التكتلات التقليدية المساندة للعدوان لا تحقّق أهداف الخارج على حساب الداخل”.
وتابع بقوله: “لأن الناتو الغربي والعربي يعتبر أن ارتفاع درجة نشاط هذه المدرسة هو يلعب دوراً في تقوية وتوسع نشاط محور المقاومة في جنوب الجزيرة العربية في ظل استمرارية المطامع الصهيونية في باب المندب، ولأن الغرب راهناً يحاول إضعاف محور المقاومة في اليمن لا زال يدفع بأجنداته لاستهداف نشاط ثقافة محور المقاومة لليمن؛ لأَنَّ ذلك سيكون عاملاً أَسَاسياً لفشل تحقيق مطامعه في باب المندب الذي ظل يسعى للسيطرة عليه من ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم”.
وأشَارَ إلى أن “إحياء المدرسة الصوفية في تعز يعني ضمان وصول الرسالة الصوفية لمعظم اليمنيين بحكم أن تعز أكبر تجمع سكاني في اليمن ولها تأثير على بقية المحافظات”.
وأكّـد أن “نجاح مشروع المدرسة الصوفية باليمن هو يعزز من دور محور المقاومة وإضعاف الكيان الإسرائيلي والحد من نفوذ الغرب في الجزيرة العربية وهذا من وجهة نظر الناتو الغربي والعربي سيكون عاملاً لإعادة انتشار تأثيرها للعديد من البلدان كما كانت في القرون المنصرمة.
ونوّه إلى أن الاستهداف لبيت الجنيد كان ممنهجاً والاستهداف هو بنفس النموذج الذي طبقه الناتو في العراق وسوريا وليبيا حتى من حَيثُ تدمير المعالم والمساجد التاريخية لكي تكون البلد بدون ذاكرة تاريخية.
وفي ختام كلمته قال اليوسفي: إن “الفاتورة الذي دفعتها أسرة بيت الجنيد كبيرة وهو مشروع مدرسة ومشروع جهادي يحمل قضية أُمَّـة ويشكل خطراً على مشاريع التغريب الناعمة والمتوحشة في اليمن وهذه المدارس تشكل خطراً على مصالح ومطامع الصهيونية في هذا المربع”.
بدوره، تطرق عضو رابطة علماء اليمن القاضي عبد الكريم عبد الله الشرعي، في كلمته أوضح فيها أن العميل المرتزِق حمود سعيد المخلافي المتواجد حَـاليًّا في تركيا هو الذي قام بجلب عناصر إرهابية من مجرمي داعش والقاعدة من خارج اليمن وأوصلهم إلى رأس جبل صبر ومكنوّهم من حصار السادة آل الجنيد في قرية الصراري ومثلهم السادة آل الرميمَة في قرى مشرعة وحدنان من جبل صبر وقامت قوى العدوان بشن حرب ظالمة وغير متكافئة ضد هاتين الأُسرتين الهاشميتين.
ولفت إلى أن قوى العدوان والمرتزِقة لم يكتفوا بالقصف والتدمير والتصفية العرقية، بل قاموا بقتل وسحل بعض الجثث أمام كاميرات التصوير داخل شوارع تعز وتعليق وصلب جثث البعض منهم في كنبات الكهرباء أَو على بعض المنازل في مناظر مرعبة ومقززة ومخيفة.
وطالب القاضي الشرعي الأمم المتحدة وممثلي منظمات حقوق الإنسان بسرعة تشكيل لجنة أممية ومحايدة للنزول الميداني إلى هذه القرى المهدمة على رؤوس ساكنيها والتعرف على تلك الممارسات الإرهابية المتوحشة ضد الإنسانية ومعرفة من يقف خلفها بقيادة العميل والخائن والمرتزِق حمود سعيد المخلافي المتواجد حَـاليًّا في تركيا وملاحقتهم والقبض عليهم ومحاكمتهم أمام محكمة العدل الدولية.
كما طالب بسرعة الكشف عن جثث المفقودين وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من آل الجنيد وآل الرميمة في تعز وآل الأمير في مأرب وغيرهم من أبناء الشعب اليمني الذين تعرضوا للتصفية العرقية.
من جانبها، شاركت الدكتورة نجيبة مطهر مستشار -مكتب رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة- بكلمة أكّـدت فيها أن ما يحصل في تعز لا يعبر عن مدنية تعز وسلميتها، غير أن العدوان السعوديّ الأمريكي التحالفي ومرتزِقته استطاعوا جر تعز إلى مربع المواجهة؛ بهَدفِ خلق فتنة طائفية تحقّق لدول العدوان ما تسعى إليه من تفكيك لوحدة المجتمع اليمني وتفجير فتنة لتغطية هزائم العدوّ في جبهات القتال، لذلك يلجأ العدوان إلى استهداف المدنيين العزل بالتفجيرات والمفخخات والاغتيالات عندما يتعرض للهزائم خلال المواجهات.
ولفتت الدكتورة نجيبة مطهر إلى أن أسرة آل الجنيد من الأُسر اليمنية التي تتصف بالعلم والتقى والزهد والجهاد والتي تقطن بعض مديريات جبل صبر بمحافظة تعز، مؤكّـدةً أن جريمة أدوات العدوان في حق آل الجنيد جاءت؛ لأَنَّهم يمثلون ترجمةً حيةً لقول الحق والوقوف بوجه الظالم الذي لا يسمح لأحدٍ أن يصارحه بحقيقته في رسالة لآل الجنيد وغيرهم مفادها: إما الصمت أَو تصلبون وتسحلون وتقتلون كهذه العائلة وتلك.
وبيّنت أنه يجب توثيق هذه الجرائم ورفع ملف بأسماء المجرمين والعصابات والقيادات الظالمة التي انتهكت حقوق هذه الأُسر ورفعها بكل المحافل الدولية بالتعاون مع كُـلّ المنظمات الحقوقية والإنسانية ورفع القضية عبر مكتب ومركز الأمم المتحدة في اليمن والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
فيما أشار الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية طلعت الشرجبي، في كلمته إلى أن مدينة تعز مدينة التعايش السلمي والثقافة ويتواجد أبناء تعز في كُـلّ المحافظات وعلى أن هذا العمل الإجرامي شغل مخابرات وأدوات أمريكية تريد تمزق النسيج الاجتماعي.
وأكّـد الشرجبي حضور أبناء تعز ولهم ماض مشرف بكل الثورات إلا أن العدوان الأمريكي السعوديّ استخدم بعض أدواته لتمزيق النسيج الاجتماعي وحاربوا الفكر الصوفي المعروف بالتعايش.
مشاركةٌ عربيةٌ لافتة.. القضيةُ واحدةٌ والمظلومية واحدة
إلى ذلك شهد المؤتمر مشاركة عربية بارزة بدأها الدكتور إسماعيل النجار من لبنان، مستهلاً كلمته بتحيته لأُسرة آل الجنيد وآل الرميمة وآل الأمير، مُشيراً إلى أن دخول الوهَّـابية عام 1970 سببُ تمزيق اليمن.
وأكّـد الأكاديمي اللبناني إسماعيل النجار على أهميّة تعزيز روح المقاومة بقيادة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، مؤكّـداً أن الثورة اليمنية تحت قيادة السيد العلم سوف تتصدى للفكر المتطرف الدخيل.
وقال: “إن اليمن عنوان للمقاومة للدفاع عن الأُمَّــة ويتنفس الأحرار من نفس مقاومة اليمن من جهادهم واستبسالهم وشجاعتهم وصبرهم ويزداد كُـلّ الأحرار قوة من صمود الشعب اليمني”.
من جانبها، شاركت الإعلامية والناشطة السياسية مريم دولابي من لبنان المقاومة، بكلمة أدانت ما تم ارتكابه بحق أسرة آل الجنيد من قتل وتعذيب واعتقال وتشريد وما تم من عدوان ظالم على اليمن طال ثمان سنين وما زال وما يتعرض له أطفال اليمن من انتهاكات وعدوان وحصار ظالم الذي هو أشبه بكربلاء المقدسة.
وأكّـدت وقوفها مع مظلومية آل الجنيد ومظلومية كُـلّ أهل وَأبناء اليمن الشرفاء.
فيما شاركت الدكتورة رولا حطيط -رئيس المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة في لبنان- بكلمة أكّـدت فيها وقوف المرصد العربي لحقوق الإنسان مع مظلومية آل الجنيد وآل الرميمة وآل الأمير ومع كافة أبناء اليمن.
وقالت الدكتورة حطيط: “إن هذا الحصار والعدوان على اليمن عامة همجي وظالم وعدوان وحشي.
وأشَارَت إلى أهميّة الوعي الشعبي وارتباطه ودعمه للجيش واللجان الشعبيّة، مؤكّـدة على وجوب الدعم والحضور الإعلامي كي يكون منبراً إعلامياً لمواجهة العدوان والمخطّط الأمريكي.
ولفتت إلى هزلية الأمم المتحدة التي تريد فتح الطرق بتعز وتعمل بازدواجية ويتم محاصرة أسر وتشريدها مثل أسرة آل الجنيد في تعز وآل الرميمة وغيرها.
ودعت حطيط إلى توحيد الصف والجبهة الإعلامية والمنظمات الحقوقية والإنسانية الصادقة للوقوف مع مظلومية الشعب اليمني، وتقديم الملفات وتوثيق الجرائم التي تم ارتكابها ضد أسرة آل الجنيد وآل الرميمة وآل الأمير وكلّ مظلومية أبناء اليمن الذين تعرضوا للعدوان السعوديّ الأمريكي ومحاكمة مرتكبي الجرائم وتقديمهم للمحاكمة العادلة.
ومن لبنان إلى مصر العربية، حَيثُ شارك الأُستاذ أشرف ماضي -كاتب وناشط حقوقي وسياسي مصري-، بكلمة أكّـد فيها أن “اليمن منبع الإيمَــان والحضارة وأن أكثر غلطة في تاريخ مصر بزمن الراحل جمال عبد الناصر إنها حاربت اليمن التي تُعتبر منبع الولاية والإيمَــان ومن يحارب لله ولياً يكون الله له عدواً وحرباً واليمن يوجد فيها الأولياء”.
وتوجّـه ماضي بالتحية لأهل اليمن وقيادتها، مؤكّـداً وقوفَه مع مظلومية آل الجنيد وآل الرميمة وآل الأمير وكل المظلومين اليمنيين، منوِّهًا إلى أنه سيقدمُ ملفاً يحوي وثائق إلى مؤتمر المناخ الذي سينعقد في شرم الشيخ بمصر بتاريخ 11/11/2022 والذي سيكون إلى يوم 18/11/2022.
وفي ختام كلمته أكّـد حق اليمن المشروع بالدفاع عن نفسه، منوِّهًا إلى أن راية اليمن ستكون العليا؛ لأَنَّها هي المحقة.
وإلى العراق نوّهت الدكتورة سوزان زين -المستشار الثقافي في مركز الشهيد أبو مهدي المهندس- في كلمتها إلى الانتصارات والتضحيات المُستمرّة التي يقدّمها أبناء الشعب اليمني في مختلف الجبهات دفاعاً عن اليمن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله أمام الجرائم التي ارتكبها وما يزال تحالف العدوان ومرتزِقته بحق الشعب اليمني، مؤكّـدة أن الإجرام السعوديّ الأمريكي الإماراتي لن يوهن من عزيمة وصمود وثبات اليمنيين.
وقالت زين: “صراحة عندما كنت أقرأ عن تضحيات آل الجنيد وما تعرضوا له جعلني مذهولةً بعظمة ما قدمه آل الجنيد من جهاد وشهداء وَأَيْـضاً آل الرميمة وآل الطبيب وكافة شهداء اليمن”، مضيفةً “هذه الأُسرة الكريمة آل الجنيد التي تتصف بالعلم والتقى والزهد والجهاد، ومع بدء العدوان السعوصهيوأمريكي على الشعب اليمني كان لرجالاتها موقف مناهض لهذا العدوان الغاشم، ما جعل من الجماعات التكفيرية الأثر البالغ في ترصد هذه الأُسرة وقراها ووضعها في قائمة الاستهداف؛ كون لها موقف قديم قبل العدوان ابتدأ مع المسيرة القرآنية، وكان ذلك سبب من الأسباب لرصد الجماعات لأبناء هذه الأُسرة الكريمة المعطاءة”.
ونوّهت إلى أن جرائم أدوات العدوان في حق آل الجنيد لا تساويها سوى جرائم تلك الأدوات في حق آل الرميمة التي استأصلت أسرة بكاملها بنفس الوحشية والإبادة والأيادي والأدوات والتي لا تختلف عما حصل من جرائم السحل والتمثيل بالجثث في مدينة تعز لبعض المجاهدين.
وتابعت حديثها “في هذه الندوة وفي الحديث عن آل الجنيد يجب أن تكون محطة للتزود بالإرادَة الجهادية للتصدي لتلك الأدوات التي فرطت بالأرض والعرض؛ مِن أجلِ الإماراتي والسعوديّ بالمال المدنس وفتات المنظمات”، مستطردة: “إن جرائم العدوان ومرتزِقته من أعمال القتل التي استهدفت الأطفال والنساء والسحل والتهجير والإخفاء القسري، فضحت زيف الإنسانية التي تدّعيها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”.
وختمت زين بالقول: إن ما تعرض له آلُ الجنيد بقرى الصراري والقرى المجاورة لها في صبر الموادم في تعز من حصار وقصف يُرقى إلى جرائم الحرب، حضر المؤتمرَ عددٌ من الشخصيات السياسية والحقوقية العربية والإسلامية.
صحيفة المسيرة