التواجُدُ الأمريكي البريطاني في السواحل اليمنية.. احتلالٌ مكتملُ الأركان يجر نحو توسيع التصعيد
||صحافة||
لم يكن يوم 14 أُكتوبر 1963م يوماً عادياً، لدى الشعب اليمني، وإنما يومٌ تاريخيٌّ لما نتج عنه ثمرة النضال والتضحيات لعشرات الآلاف من أبناء اليمن الذين عانوا وضحوا مِن أجلِ نيل الاستقلال وطرد الاستعمار البريطاني الذي استولى على الأرض وخيراتها واستباح دماء الشعب من تاريخ (19 يناير 1839م) إلى 30 نوفمبر 1967م تاريخ رحيل آخر مستعمر من الجنوب، ولهذا حلت الذكرى التاسعة والخمسين للثورة المجيدة، وما زالت المحافظات الجنوبية تحت الاحتلال من جديد.
وفي هذا الصدد وانتصاراً لتضحيات الشعب اليمني، في ثورة 14 أُكتوبر، دعا محافظو المحافظات الجنوبية الشعب اليمني إلى توحيد الصفوف والتلاحم لمواجهة الاحتلال الأمريكي السعوديّ الإماراتي وإفشال مخطّطاته لتمزيق النسيج الاجتماعي ونهب ثروات البلاد، معتبرين ما يجري في المحافظات الجنوبية احتلالاً مكتمل الأركان يجب التصدي له ومواجهته بحزم.
ندى الحرية والاستقلال
ولتطهير المناطق المحتلّة من دنس الغزاة والمحتلّين والتخفيف من معاناة المواطنين جراء الأوضاع المعيشية الصعبة التي فرضها الاحتلال الجديد على المواطنين، دعا محافظ محافظة المهرة القعطبي علي الفرجي في حكومة الإنقاذ الوطني كافة القوى الوطنية بالوقوف إلى جانب أبناء المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت الاحتلال الجديد الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
ولتحديد مصير الاحتلال الجديد، أكّـد محافظ المهرة أن مصير المحتلّين الجدد سيكون كمصير المحتلّ البريطاني الذي لم يستطع الصمود أمام إرادَة وعنفوان أبناء الشعب اليمني الأحرار سواءً في المحافظات الجنوبية أَو الشمالية، مبينًا أن ثورة 14 أُكتوبر التي ستظل رمزاً للحرية والنضال والكفاح ضد الغزاة والمحتلّين، أكّـدت واحدية النضال الوطني واصطفاف اليمنيين عبر التاريخ مهما شكك المرجفون في ذلك، وحاولوا زرع المناطقية بين أبناء الوطن الواحد.
من جانبه، دعا محافظ محافظة شبوة عوض محمد بن فريد العولقي جميع اليمنيين إلى تعزيز الاصطفاف والتلاحم والاستعداد لخوض معركة تحرير المناطق المحتلّة من الغزاة والمحتلّين الجدد، لافتاً إلى أن ثورة الـ 14 من أُكتوبر محطة يستلهم منها أبناء الشعب اليمني الثبات والصمود في مواجهة قوى العدوان والاحتلال حتى تحرير كُـلّ شبر من أرض اليمن من الغزاة والمحتلّين، وكذلك للتذكير بأمجاد المناضلين الذين سطروا ملحمة خالدة في العام 1963م من جبال ردفان الأبية، مُشيراً إلى أن نضالات الشعب اليمني في شمال وجنوب الوطن، توجت برحيل المستعمر البريطاني في العام 1967م.
تحَرّكات مرصودة
ولأن ما تمر به المحافظات الجنوبية اليوم من احتلالٍ أمريكي بريطاني صهيوني عبر أدواته من دول العدوان السعوديّ والإماراتي ومرتزِقتها، يستدعي الوقوف صفاً واحداً إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة لدحر الاحتلال وتطهير تلك المحافظات من الوجود العسكري الأجنبي، أكّـد محافظ محافظة أبين صالح الجنيدي أن القوى الوطنية الحرة ترصد كُـلّ تحَرّكات الغزاة والمحتلّين العسكرية في المحافظات المحتلّة، وسيكون موقفُها صادماً للعدو الذي استغل الوضع الذي يعيشه اليمن؛ نتيجةَ العدوان والحصار لينتهك السيادة تحت أكثر من ذريعة وغطاء محلي.
وقال محافظ أبين في حكومة الإنقاذ الوطني: إن أحرارَ المحافظات الجنوبية، ينتظرون ساعةَ الصفر لإعلان الكفاح المسلح وتصعيد النهج الثوري لتحرير الوطن من الاحتلال الجديد، مستمدين القوة والعزم من ثوار 14 أُكتوبر وما قدموه من تضحيات تكللت بالنصر ونيل الاستقلال.
لن تسقُطَ بالتقادم
وحول جرائمِ الاحتلال الجديد في المحافظات الجنوبية، توعد محافظُ محافظة لحج أحمد جريب بمقاضاة قوى الاحتلال على جرائمها التي ترتكبها في المحافظات الجنوبية المحتلّة أمام المحاكم الدولية.
وقال المحافظ جريب: إن ما ارتكبه المحتلّ من جرائمَ وانتهاكات لن تسقط بالتقادم وستتم مقاضاته أمام المحاكم الدولية عن كُـلّ ممارساته وما اقترفه من جرائم حرب ضد الإنسانية في المحافظات الجنوبية، بما في ذلك ضلوعه في نهب الثروات السيادية وتدمير المقدرات الوطنية.
وأكّـد محافظُ لحج في حكومة الإنقاذ الوطني أن ما تقومُ به قوى الغزو والاحتلال وأدواتها من ممارسات وانتهاكات بحق المواطنين وعبثٍ بالممتلكات العامة والخَاصَّة ونهبٍ للثروات السيادية وبشكلٍ علني، تضعُ أبناء المحافظات الجنوبية والشعب اليمني عامة أمام مسؤولية تاريخية ووطنية لدحر الاحتلال وتخليص البلاد من شروره.
وأوضح المحافظ جريب أن ما يعانيه أبناءُ المحافظات المحتلّة من أزمات إنسانية ومعيشية نتيجةَ حرب الخدمات التي ينتهجها الاحتلال وأدواته وعلى رأسها الكهرباء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة انهيار سعر صرف العملة، تعكس نهج دول العدوان ومساعيها الخبيثة لتدمير اقتصاد اليمن والدفع بملايين اليمنيين نحو المجاعة.
احتفالٌ منقوصٌ
وفيما يخُصُّ الاحتفال بذكرى ثورة الـ14 من أُكتوبر في المحافظات الجنوبية والشرقية تحتَ رأيه المحتلّ الجديد، أكّـد محافظ لحج أن مَن يحتفل بذكرى ثورة 14 أُكتوبر تحت رأية المحتلّ الجديد، لا يمثّلُ كُـلّ أبناء الجنوب؛ لأَنَّ فيها كَثيراً من الأحرار والشرفاء الذين يعبرون عن رفضهم للمحتلّ الأجنبي، موضحًا أن الاحتفال بثورة الـ14 من أُكتوبر يظل احتفالاً منقوصاً ما دام هناك جندي إماراتي أَو سعوديّ أَو أمريكي على تراب الوطن.
وما بين 14 أُكتوبر1963م و14 أُكتوبر2022م، لا زالت الأطماعُ هي الأطماعَ، فقط تغيرت أدوات الاستعمار؛ لأَنَّ اليمن بموقعه الاستراتيجي وتحكمه بطرق التجارة العالمية ومضيق باب المندب، ظل عبر التاريخ هدفاً للأطماع الاستعمارية لذلك تكتسب احتفالات الشعب اليمني عامة وأبناء الجنوب خَاصَّة بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أُكتوبر 1962 هذا العام أهميّة خَاصَّة كون الجنوب خاضعاً للاحتلال الإماراتي الأمريكي؛ لذا فَـإنَّ لهذه المناسبة دلالات مهمة نحن في أمَسِّ الحاجة إليها ونحن نواجه العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
ولهذا فَـإنَّ ما تمارسه دويلة الاحتلال الإماراتي بحق أبناء الجنوب شعباً وإنساناً باحتلالها للجزر والموانئ اليمنية وممارساتها القمعية الاستبدادية ضد أبناء الجنوب لا يختلفُ كَثيراً عما كان يمارسه الاحتلال البريطاني.
ستسقط عما قريب
وكون ثورة 14 أُكتوبر من أنصع ثورات التحرّر من الاستعمار والاستقلال العربية، في ستينيات القرن الماضي؛ كونها واجهت وهزمت الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، يقول محافظ محافظة عدن طارق سلام: إن المحافظات الجنوبية اليوم وهي في الذكرى التاسعة والخمسين لثورة 14 أُكتوبر المجيدة، تعيشُ واقعاً احتلاليًّا جديدًا تتزعمه قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بدعم وإدارة عربية، ممثّلةً بدول العدوان السعوديّ الإماراتي.
في ظل ارتفاع مستوى الوعي الشعبي بمخاطر الاحتلال، وارتفاع فاتورة الصمت على جرائم وانتهاكات الاحتلال في المحافظات الجنوبية، أكّـد محافظ عدن أن طموحات ومطامع الاحتلال الجديد في المحافظات الجنوبية ستسقط عما قريب كما سقطت في المحافظات الشمالية بفضل القيادة الثورية والسياسية والعسكرية في صنعاء، مُشيراً إلى أن معركة التحرّر والتحرير في المحافظات الجنوبية سيقودها أحرارُ الجنوب من مختلف المحافظات، وإلى جانبهم قوات الجيش واللجان الشعبيّة، ولن يجد المستعمرُ الجديد موطِئَ قَدَمٍ في الجنوب.
صحيفة المسيرة