التربية الإدارية في ضوء دروس السيد القائد لعهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر. (2)

خاص
إن منهج الله سبحانه وتعالى، وما أمر به، هو الذي فيه الخير للناس، وبه يسعد الناس في حياتهم، وتتحقق مصالحهم، فهدي الله سبحانه وتعالى، وتوجيهاته وتعليماته هي التي تصلح بها حياة الناس، ولا تستقيم إلَّا بها، ولذلك، فإن كل شيء يخالفها، ويعارضها، ويقدَّم ليكون بديلاً عنها، ليس فيه إلَّا الشقاء، وإفساد حياة الناس في جميع النواحي.
السيطرة على النفس:
تعد السيطرة على النفس من أهم ما يؤخذ بعين الاعتبار في أداء المسؤولية؛ ذلك لأن كثيراً من الأخطاء، والتصرفات السيئة، والممارسات الخاطئة والظالمة يكون منبعها في معظم الأحيان هو هوى وشهوات ورغبات النفس.
ومن أهم الأشياء في موقع المسؤولية أن يسعى الإنسان للسيطرة على رغبات وشهوات نفسه؛ وذلك حتى لا تؤثر عليه في عمله، فيكون تأثيرها كبير في أن يتجه الانسان بدافع هوى النفس، ورغبات وشهوات النفس للعمل وفق هوى نفسه، وذلك لتلبية رغباته الشخصية، وليس لمصلحة العمل، وأداء المسؤولية بشكلٍ صحيح. فتكون المسألة خطيرة جداً، وتحتاج إلى سيطرة قوية على النفس، يقول السيد القائد:
“من أهم ما يؤخذ بعين الاعتبار في أداء المسؤولية: السيطرة على النفس؛ لأن كثيراً من الأخطاء، والتصرفات السيئة، والممارسات الخاطئة والظالمة، يكون منبعها- في كثيرٍ من الأحيان- هوى النفس، وشهوات النفس، ورغبات النفس، وعندما يكون الإنسان في موقع مسؤولية عامة، في أي مستوى من مستويات المسؤولية، ثم يتصرف في مسؤوليته وفق هوى نفسه، وفق رغبات نفسه، وفق أطماع نفسه، هوى النفس ورغبات النفس تشمل كل الميول النفسية، سواءً بدافع الرغبة والشهوة بشكلٍ أساسي، وهذا ما يؤثر على الكثير من الناس، ما يدفعهم إلى الفساد، ما يدفعهم إلى الخيانة، ما يدفعهم إلى الظلم، ما يدفعهم إلى العمل بطريقةٍ غير صحيحة ولا سليمة، ما يبعدهم عن تقوى الله “سبحانه وتعالى” في أداء مسؤولياتهم، هي الرغبات، هي الشهوات، هي الأهواء، فيتجهون إلى استغلال مناصبهم ومسؤولياتهم لتحقيق رغبات أنفسهم، وللتركيز على المصالح الشخصية فوق مصلحة العمل، فوق التزامات المسؤولية وفق توجيهات الله “سبحانه وتعالى”، ويحيدون عن تقوى الله “جلَّ شأنه” بسبب ذلك.
ففي موقع المسؤولية من أهم الأشياء: أن يسعى الإنسان للسيطرة على رغبات نفسه، على شهوات نفسه؛ حتى لا تؤثر عليه في عمله، فيتجه بدافع هوى النفس، ورغبات النفس، وشهوات النفس للعمل وفق هوى نفسه، لتلبية رغباته الشخصية، وليس لمصلحة العمل، وليس لأداء المسؤولية بشكلٍ صحيح”.

الناس هم ميدان المسؤولية:
إن ميدان المسؤولية هم الناس، ولذلك يجب أن يدرك الإنسان جيداً أن مسؤوليته تتعلق بالناس، لاسيما وأن المسؤولية في الدولة، والحكومة، وفي أي منصب من المناصب هي مسؤولية تجاه الناس، يقول السيد القائد:
“الإنسان عندما يتحرك إلى موقع المسؤولية، فليدرك جيداً أنَّ مسؤوليته تتعلق بالناس، المسؤولية في الدولة، المسؤولية في الحكومة، في أي منصب من المناصب، في أي موقع من مواقع المسؤولية، هي مسؤولية تجاه الناس، وميدان المسؤولية هم الناس؛ ولذلك يجب أن تحسب حساب علاقتك مع هؤلاء الناس، وطريقة أدائك للمسؤولية، بعد أن تكون أولاً: حسبت حساب علاقتك بالله “سبحانه وتعالى”، والسيطرة على نفسك، ثم تحسب حساب علاقتك مع الناس، أن يكون أداؤك للمسؤولية أداءً سليماً، تقدِّم فيه النموذج الجيد، وتأخذ العبرة من تصرفات الآخرين، الذين كانوا قبلك، وكان لتصرفاتهم السيئة، ممارساتهم الخاطئة، ولما حصل منهم من ظلم، أثر سيئ عليهم، على أعمالهم، على موقف المجتمع منهم”.
ويؤكد السيد القائد أن لهذه المسألة أهمية من جوانب متعددة، إذ يقول:
“لهذه المسألة أهمية من جوانب متعددة، بما أنَّ ميدان مسؤوليتك، وبما أنَّ عملك أصلاً مرتبط بالناس، أنت مسؤولٌ تجاههم، فمن صالح عملك، ومن مصلحتك أن تكون علاقتك بالمجتمع الذي هو في نطاق مسؤوليتك، وأنت مسؤولٌ تجاهه، أن تكون علاقةً إيجابية، علاقةً جيدة، هذا له أثره حتى في نجاحك في أعمالك ومهماتك، وفي أن يكون المجتمع بنفسه عوناً لك، عوناً لك في أداء مسؤوليتك؛ لأن المجتمع عندما يشعر أنَّ أهم شيءٍ عندك بعد رضا الله “سبحانه وتعالى”: أن تؤدِّي مسؤوليتك تجاه هذا المجتمع بشكلٍ صحيح، وأن تقوم بواجبك بحسب ما ينبغي، وأنك مخلصٌ في ذلك، صادقٌ في ذلك، جادٌ في ذلك، وأنَّ عندك اهتمام بالناس، اهتمام بأمر الناس، هذا له أثره الكبير تجاهك من جانبهم، في مشاعرهم، في تعاونهم، في نظرتهم إليك، فيكون لهذا نتيجته الكبيرة في الواقع العملي، يكونون عوناً لك على أداء مسؤوليتك، وتكون علاقتك مع المجتمع كشريك لك في إطار مسؤولية يتعاون فيها الجميع، هذا شيءٌ مهم”.

قد يعجبك ايضا