الأمر بالاستقامة موجه للناس جميعا ومن طغى سيعاقب حتى وإن كان نبيا
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
الاستقامة قضية مهمة؛ لأنه في ميدان الابتلاءات يحصل اهتزازات عند تضارب الفتن، وتزاحم الأقوال، والآراء، والاختلافات، تحصل اهتزازات كثيرة للإنسان، كثير من الناس عندما يتعرض لابتلاءات يتخلى عن كل شيء، وينحرف عن خط الاستقامة، ينحرف عن خط الاستقامة، الاستقامة نفسها قضية مهمة، الله سبحانه وتعالى أمر رسوله(صلوات الله عليه وعلى آله) {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (هود:1121) استقم أنت يا محمد؛ ليقول لنا سبحانه وتعالى بأن كل شخص من عبيده يجب أن يستقيم كما أمر، وأنه لا يجوز له أن يطغى، إذا طغى سيعاقب، إذا طغى سيعذب سواء كان نبيًا، سواء كان ابن نبي، سواء كانت زوجة نبي، سواء كان صاحب نبي، كائنا من كان، ليس هناك أحد فوق أن يكون مستقيمًا لله.
محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أفضل الأنبياء يقول الله له: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} (هود: من الآية113) يهدد محمدًا (صلوات الله عليه وعلى آله).
نحن فيما بيننا نتأول أحيانا لبعض أشخاص؛ لأننا رُبِّيْنَا على توليهم، أو قالوا لنا: عظماء، ليست مشكلة إذا حصل مخالفة، ليست مشكلة منه. لا، يجب أن نحكم على الناس بحكم القرآن، وأن تكون نظرتنا إلى الناس جميعًا هي نظرة القرآن، أنه ما دام وقد أُمر محمد بأن يكون مستقيمًا فلا بد أن يستقيم كل الناس، وأنه ما دام وقد هُدِّد محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) فيما إذا انحرف عن الاستقامة بأن يعذب، إذًا فكل الناس كائنًا من كان، سواء كان صحابيًا، أو من أهل بيت رسول الله، أو من عامة الناس، أو خاصتهم، ليس أحد فوق هذا الحكم إطلاقًا.
الاستقامة في هذه الدنيا على شرع الله، وعلى نهج الله، تحتاج إلى عدة عوامل حتى توفر لنفسك خط الاستقامة، أولًا: أن يكون قوي الصلة بالله سبحانه وتعالى، دائم الالتجاء إلى الله في كل المواقف، في كل الابتلاءات، في كل حياتك، دائم الرجوع إلى الله، أن تطلب من الله سبحانه وتعالى أن يثبتك، أن يرزقك الصبر؛ لأن الاستقامة تحتاج إلى الصبر، الاستقامة تحتاج إلى الصبر؛ ولهذا جاء في الحديث الشريف: ((بأن موقع الصبر من الإيمان كموقع الرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس فيه))، أيضًا لا خير في إيمان لا صبر فيه.
الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، عندما تتأمل في كتاب الله كيف كان من وصفهم بأنهم عباده، وأولياؤه، دائمي الرجوع إليه، دائمي الدعاء له {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}(البقرة: من الآية250) {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}(آل عمران: من الآية8) في آخر سورة [البقرة] {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}(البقرة: من الآية286) يا إلهي أنت تعلم أنني عبد ضعيف، أرجو منك أن لا تعرضني لابتلاء أهتز معه، وأنا حريص على نهج الاستقامة، {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة: من الآية286).
أول شيء الرجوع إلى الله، الالتجاء إلى الله، والإنسان بحاجة إلى أن يكون دائم الدعاء لله في هذا المجال خاصة تدعو الله بالتوفيق، تدعو الله أن يرزقك الاستقامة، تدعو الله أن يرزقك الصبر؛ لأن كل أمورنا، وكل شؤوننا في هذه الدنيا كثير منها يعرضنا للانحراف عن خط الاستقامة، كم يمر الإنسان في حياته بمواقف، وكم نرى من أناس كثيرين ينحرفون عن خط الاستقامة في كثير من مواقفهم، هذا أول شيء.
الشيء الثاني: أن تعلم أولًا ما هو النهج الذي يريد الله منك أن تستقيم عليه، يكون لديك معرفة طريق مَن أستقم عليه؟ مع من أستقم؟ تحت راية من أستظل؟ هذا الشيء لا بد منه، عقائد معينة أعرف أنها صحيحة، أستقم عليها، معاملات معينة أعلم بأنها صحيحة أستقم عليها، سلوك معين في هذه الحياة أعلم بأنه صحيح أستقم عليه، لا بد من المعرفة لخط الاستقامة، ونهج الاستقامة حتى أسير على هذا النهج، ولا يبقى لي إلا أن أصبِّر نفسي عليه، أنا واثق منه، ولم يبق عندي إلا أن أرجع إلى الله أن يثبتني عليه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
(إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)
دروس من هدي القرآن
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 7/2/2002م
اليمن – صعدة