العذاب الشديد في جهنم يجعل من الموت أمنية
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
نار جهنم {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} فيكون الموت راحة، الموت الذي يخاف الناس منه هنا في الدنيا فيقعد، لا يقول كلمة الحق خوفا من الموت، لا يقف موقف الحق خوفا من أن يموت، مع أنها احتمالات كم في التاريخ من شواهد لأبطال قاتلوا واستبسلوا، وتعرضوا للموت، وخاضوا غمار الموت، ولم ينلهم شيء، ماتوا على فراشهم، وهم من كانوا يريدون أن يموتوا في ميادين القتال، أي أن الموت هنا محتمل، في المواقف، في ميادين الجهاد هو ما يزال احتمالا فقط.
من هو ذلك الذي يقطع بأنه سيموت حتمًا إذا ما قال كلمة حق، أن هناك من سيميته لا شك، أن هناك من سيميته لا شك إذا وقف موقفا صحيحًا، من هو ذلك من الناس الذي يمكن أن يقطع بهذا؟ وعلى الرغم من ذلك من أنها مجرد احتمالات نخاف، نقعد، ونتواصى بالخنوع، ونتواصى بالذل بدلًا من التواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه.
هناك في جهنم – هذا الموت الذي يخاف الناس منه في الدنيا فيصل بهم الخوف منه إلى دركات جهنم وإلى هذا العذاب الشديد – سيصبح نعمة كبرى يتمنونها لو كان بالإمكان أن يحصلوا عليها.
{يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} (النبأ: من الآية40) يتمنى أهل جهنم أن يموتوا، يتمنون أن يموتوا، وحينئذ سيرون الموت ولو كانت سكراته شديدة، ومزعجة، أقسى أنواع الموت لديهم لرأوها نعمة، لرأوها نعمة كبيرة؛ لأنهم سيصلون إلى حالة لا يحسون معها بألم ذلك العذاب الشديد جهنم، فهم لا يقضى عليهم فيموتوا، فيكون الموت راحة لهم، لو كان يمكن أن يموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها، لا يخفف لحظة واحدة، لا يخفف يوما واحدًا. {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} (غافر: من الآية49) يقول أهل النار لمالك خازن جهنم: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا} يوما واحدا من العذاب، ولا يوم واحد، يوم واحد في مليار سنة على الأقل، لا يقبل ولا يوم واحد.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
سلسلة معرفة الله – الدرس الخامس عشر
دروس من هدي القرآن
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن – صعدة