طاغوتُ العصر وأذنابُه وراء كُـلِّ ظلم وفساد
موقع أنصار الله ||مقالات || أحمد المتوكل
استمرارُ تحالف العدوان على اليمن بقتلِ الشعب اليمني عن طريق مخلفاته من القنابل العنقودية التي تفتكُ بأرواح اليمنيين كُـلَّ يوم، وانتهاجُه سياسةَ التقطير في إدخَال المشتقات النفطية، واستمرارُ احتلاله للجنوب والجزر اليمنية تعتبر أدلة دامغة لعدم نيته للسلام.
وساطاتٌ متكرّرةٌ من عُمان والسعوديّة إلى صنعاء للقبول بالهُدنة، وكأن الأخيرةَ هي المعتدية والبادئة بالعدوان، والهدف كسبُ المزيد من الوقت؛ لكي تستعيد السعوديّة أنفاسها وتُرَتب أوراقها، وتعيدَ تقاسُمَ اليمن مع الإمارات، وكُلٌّ من هؤلاء الأعراب الذين ليس لهم تاريخ يُذكر يتطاولون على بلد يمتدُّ تاريخُه لآلاف السنين، وشعبه هم أصل العرب وأهل حكمة وإيمَــان.
الوضعُ اليومَ في اليمن وفي المنطقة ككل يُعتبَرُ أخطرَ بكثير مما كان عليه في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتمي للحزب الجمهوري، رُغم أن الحزبين الأمريكيين -الجمهوري والديمقراطي- يشكلان خطورة على الأُمَّــة الإسلامية والمنطقة ويديرُهما اليهود من الخلف، ولكن جو بايدن يركّز على الحرب الناعمة لتحقيق أهدافهم أكثر من الحرب العسكرية، وما إن صعد بايدن على سُدَّةِ الحكم الأمريكي حتى دخلت اليمن في هدنة عسكرية ولكن استمر العدوان بالحصار ونهب الثروات واحتلال الأراضي والجزر وبناء القواعد العسكرية، ومحاربة مجاهدي أنصار الله من قبل بقايا النظام السابق الفاسد العميل الذين ينتشرون في السلطات الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية، ويقفون حائلاً أمام كُـلّ الإصلاحات.
والحالُ هو كذلك في جمهوريةِ إيران الإسلامية التي تُعاني حتى اليوم من بقايا نظام الشاه الفاسد رُغم مرور 43 عاماً على الثورة الإسلامية، وَإذَا لم نضرب بيدٍ من حديد على كُـلّ من تسول له نفسه العبثَ بأجهزة الدولة وتمكين الظالمين وظُلم المستضعفين وارتكاب الجرائم الرهيبة بحقهم فسوف نُعاني من أذناب عفّاش لأكثرَ من مئة عام.
فقد ذكر السيدُ القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في ذكرى المولد النبوي لهذا العام خمسَ نقاط وشرح كيف يسعى طاغوتُ عصرنا المتمثِّل بأمريكا وإسرائيل وأذنابهم في نشر العقائد الباطلة، وتقويض القيم والأخلاق ونشر المفاسد والرذائل، وفصل الناس عن الأنبياء والرسل، وإماتةِ الشعور بالمسؤولية ونشر الفوضى.
وقال في النقطة الرابعة: إنهم يسعون باستمرار لتغييب العدل من الحياة ومنعِ إقامة القِسط وتمكينهم للظلم والظالمين، وارتكاب الجرائم الرهيبة بحق المستضعفين، من القتل الجماعي، والنهب لثرواتهم، وحرمانهم منها، وممارسة كُـلّ أشكال الظلم، وانتشار الجرائم، وإذلال الناس واستعبادهم واستغلالهم، واعتماد الهمجية والتوحُّش والجبروت لإخضاعهم.