طبيب يحسم الجدل: أيهما أفضل الحرارة أم البرودة للتخفيف من آلام الظهر؟
موقع أنصار الله – صحي – 9 جمادى الآخرة 1444هـ
عندما نشعر بآلام الظهر، فإن أول ما يتبادر إلى ذهننا هو أننا بحاجة إلى الدفء. لذلك نلجأ إلى تدفئة الجسم عن طريق استخدام أكياس الماء الساخن أو الاستحمام بماء ساخن مع إضافة بعض الأعشاب العطرية مثل اللافندر لما له من تأثير مهدئ ومسكن للألم. كما قد يجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر في زيارة “الساونا” الراحة أيضاً.
غير أن الأطباء يحذرون من علاج آلام الظهر باستخدام الحرارة، لأن الآلام قد تزداد سوءاً بسببها. لذلك لا تعد الحرارة الخيار الأفضل دوماً، إذ في حالة التهاب العصب الوركي أو باقي الأمراض الالتهابية الأخرى، يمكن للحرارة أن تجعل تلك الآلام أكثر حدة.
في هذه الحالات، يُنصح بتبريد المناطق المتضررة، على سبيل المثال باستخدام كمادات الجل الباردة أو كمادات الثلج، لأن البرودة تبطئ انتقال إشارات الألم إلى الدماغ وبالتالي تخفيف آلام الظهر. هذا ما يشير إليه الدكتور، منذر صباريني، جراح الدماغ والعمود الفقري من مستشفى ابن سينا في برلين. في حين تعمل الحرارة على تحسين الدورة الدموية والشعور بالاسترخاء، لذلك يوصي الدكتور منذر صباريني باستخدام الحرارة عند المعاناة من توتر العضلات أو الآلام المزمنة.
كما ينصح الطبيب باستخدام البرودة في علاج آلام الظهر، في حالة وجود كدمات أو التهاب حاد أو ما يعرف بـ “العصب المقروص” أو العصب المنضغط. ووفق الطبيب المختص، فإن البرودة تبطئ من انتقال محفزات الألم إلى الدماغ. كما أنها مفيدة للمشاكل الأخرى مثل الانزلاق الغضروفي أو ألم الظهر أو ألم العصب الوركي.
يمكنك وضع كيس ثلج على منطقة الألم، هذا يساعد كثيراً في التخفيف من الألم. ووفق تقرير نشرته مجلة “شتيرن” الألمانية، عن العلاجات المنزلية البسيطة في علاج آلام الظهر وأنواع أخرى من الآلام، فإن للثلج تأثير مخدر طفيف، لأن البرودة تمنع تدفق الدم في منطقة الألم وبالتالي يمنع انتقال محفزات الألم إلى الدماغ. كما يمكن أن تساعد قطعة من القماش المجمدة التي تم نقعها في الماء المالح مسبقًا في علاج الصداع الحاد. أو يمكن استخدام مكعبات الثلج أو أكياس الهلام الباردة من الصيدلية الأكثر عملية.
في حالة آلام الظهر الحادة، يجب تبريد مناطق الألم عدة مرات في اليوم لمدة دقيقة إلى ثلاث دقائق. في حالة الألم الالتهابي، يجب أن تصل مدته إلى 30 دقيقة، لأن التعرض الطويل للبرد يبطئ زيادة التمثيل الغذائي في مثل هذه الحالات ويقلل من التورم. لكم من المهم عدم وضع الكمادات الباردة مباشرة على الجلد، لأنها قد تتسبب بالشعور بالألم جراء البرودة الشديدة. لذلك ينصح دائماً بلف عبوات الثلج أو عبوات الهلام بقطعة قماش قطنية جافة سميكة نوعاً ما قبل الاستخدام.
غير أن هذه العلاجات المنزلية البسيطة لا تحل محل العلاج الطبي، لأنها لا تقضي على أسباب الألم، بل تعمل فقط على تخفيف أعراضه. لذلك ينصح دوماً باستشارة الطبيب المختص عند المعاناة من آلام حادة ودائمة!
المصدر: dw.com