حشودٌ غاضبةٌ في صنعاء تصرخ: أين الراتب؟
موقع أنصار الله ||مقالات ||غازي منير
خرجت سيولٌ بشرية في العاصمة صنعاء والمحافظات في مسيرةٍ حاشدة بعنوان “الحصار حرب”، بروحٍ قوية ومعنوياتٍ تعانق عنان السماء وشوق ولهفة لمواجهة المتعدين بعزيمةٍ وإصرار وإرادَة تذكر بروح ومعنويات بداية الثورة المجيدة قبل ثمانية أعوام بل وأكبر من ذي قبل بكثير.
وزأَرَت الحشود بأصوات وصرخات مدوية تطالب فيها برفع الحصار المفروض على الشعب اليمني منذ ثمانية أعوام من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وفوضت الحشود قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والقيادة السياسية والجيش اليمني بأن يتخذوا القرارات اللازمة التي سترفع المعاناة عن الشعب اليمني المحاصر الصامد الصابر، وتنهي حالة الجوع التي يعيشها بفعل حصار تحالف الإجرام.
وأيضاً هتفت الحشود بشعارات مطالبة بعدم تجديد الهُــدنة ومعبرة عن استعدادها الكامل لرفد الجبهات بالمال والرجال لإركاع تحالف العدوان وكسر شوكته وغطرسته الذي تسول له أمريكا الشيطان الأكبر أن ما يقوم به من ممارسات عدوانية وقتل وحصار للشعب اليمني أنه سيركع الشعب ويعود إلى تحت الوصاية الأمريكية والسعوديّة كما كان قبل قيام ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة، ولكن الحشود أكّـدت بأن زمن الوصاية والذل والخنوع قد ولى في الثلث الأخير من العام الميلادي 2014م.
وأن اليمن بات حراً كريماً عزيزاً بعزة الله ورسوله وقيادته الربانية وأصبح ذا سيادة واستقلال وأن شعبه لن يهدأ له بال حتى يرغم تحالف العدوان على رفع حصارهم وسحب قواتهم المحتلّة لأجزاء من البلد.
وهنا أود أن أوصل رسالة إلى بعض السذج من المنافقين والمرجفين الذين يتم قيادتهم وتوجيههم من قبل جهات أجنبيه، ويحاولون توجيه السخط نحو الداخل بنشر الشائعات والدعايات الكاذبة التي لا أَسَاس لها من الصحة، أقول لهم بأن يأخذوا الدروس والعبر من هذه الحشود فلو كان فيهم ذرة وطنية وحب للوطن والشعب فَـإنَّهم كانوا أول المتواجدين مع الحشود.
ومن العار أن توجّـه سخطك نحو طرف يبذل قصارى جهده ويقاتل ويحاور ويضغط؛ مِن أجل الدفاع عنك ومن أجل حقوقك التي أخذها طرف آخر، حكومة المرتزِقة في الرياض نقلت إيرادات البنك المركزي نهاية العام 2016م وتعهدت أمام الأمم المتحدة أن تقوم بدفع رواتب الموظفين في الجنوب والشمال كما كان البنك المركزي في صنعاء قبل أن تقطع الإيرادات من الوصول إليه يعمل بحيادية تامة ويقوم بصرف رواتب جميع الموظفين في الشمال والجنوب العسكريين والمدنيين حتى رواتب المرتزِقة الذين يقاتلون في صف الأجنبي المحتلّ.
ولا شك أن المحتلّين ومرتزِقتهم يسيطرون على جميع الثروات النفطية وجميع الموانئ والمطارات ما عدا ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي المحاصران أي أكثر من 70 % من إيرادات اليمن يسرقها العدوان ومرتزِقته، فبأي حق تطالب حكومة صنعاء بدفع المرتبات وهي من تقاتل الذين أخذوا مرتبك؟!
حكومة صنعاء والقيادة الثورية مطالبهم في المفاوضات هي مطالب محقة ومشروعة وهي تمثل أَسَاسيات حقوق الشعب اليمني، مطالبهم هي إنهاء العدوان بشكلٍ كلي، ورفع الحصار، وسحب القوات الأجنبية، هذه المطالب هي مطالب كُـلّ مواطن يمني وهي حق من حقوقه ليست تعجيزية وليست ستُعطى فضلاً وتكرماً من تحالف العدوان وإنما هي حق مشروع لا بُـدَّ منها سواءً بالمفاوضات أَو بالحرب.
فالشعب اليمني بفضلٍ وعونٍ من الله وبحكمة قيادته ووعيه وإيمانه وصبره وجهاده بات يمتلك قوة ضاربة وأسلحة ردع حديثة ومتطورة بأشكالٍ عديدة ومتنوعة وعلى رأسها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر، والعدوّ يدرك هذا جيِّدًا وسبق له أن ذاق ضربات ردع موجعة طالت قواعده العسكرية ومنشآته الحيوية في عمق أراضيه وعواصمه، ولكن عليه أن يدرك أنه إذَا لم يستجب لمطالب الشعب اليمني المشروعة ويكف عن عدوانه وحصاره ونهبه لثرواتنا فَـإنَّ المعركة القادمة ستكون أعظم وأشد ألماً عن سابقاتها التي سبق له وأن ذاق مرارتها.