كسر الحصار ضرورة حتمية
موقع أنصار الله ||مقالات ||زيد الشُريف
لم يعد هناك طريقة دبلوماسية ولا سياسية إلا وسلكتها صنعاء في سبيل تحقيق السلام الشامل والعادل لليمن واليمنيين ولم تألو صنعاء جهدا في صمودها وصبرها وحرصها على تحقيق السلام ووقف إطلاق نار شامل وفك الحصار الاقتصادي من خلال مفاوضات ونقاشات ومبادرات وهدنة استمرت لأشهر ولكنها تصطدم بمماطلة وغطرسة تحالف العدوان الذي يريد السلام لنفسه فقط ويعمل بكل ما يستطيع على إنهاك وإضعاف الشعب اليمني من خلال الحرب الاقتصادية الظالمة التي يمارسها العدوان حتى خلال الهدنة والمفاوضات حتى تفاقمت المعاناة في أوساط الشعب اليمني الذي طال انتظاره لنتيجة ما ستسفر عنه تلك الهدنة الفاشلة وتلك المفاوضات المكثفة، فوصل الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة إلى قناعة تامة بأن هذا العدو لا يملك ذرة من الإنسانية وأنه يتلذذ ويتعمد صناعة أكبر مأساة إنسانية اقتصادية من خلال الحصار بحق الشعب اليمني وصار لزاما وضرورة قصوى كسر الحصار الاقتصادي الذي فشلت الهدنة والمفاوضات في كسره وبات من المهم كسره بالطرق الأخرى العسكرية الأكثر جدوائية والمضمونة النتائج.
منذ إعلان الهدنة التي قيل أنها هدنة إنسانية أي منذ أكثر من نصف عام إلى اليوم لم يتوقف تحالف العدوان عن عمله الإجرامي الذي يستهدف الشعب اليمني بشتى الطرق وبالأخص الحصار الاقتصادي الذي يزداد قسوة يوما بعد يوم، فتلك الهدنة الإنسانية الكاذبة والفاشلة لم تتقدم خطوة واحدة حقيقية إلى الأمام بل بقيت تدور حول نفسها وتلك التصريحات وتلك المفاوضات لم تخرج بأي نتيجة إيجابية تخفف عن الشعب اليمني بعضا مما هو فيه نتيجة الحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول تحالف العدوان والذي كان من أبرز أهدفها أن تضمن لنفسها ومنشآتها الحماية من ضربات وعمليات الردع العسكرية اليمنية وتستمر في مواصلة حصارها حتى الوصول بالشعب اليمني إلى حافة الانهيار والضعف والفقر المدقع، وهذا ما تقدمت فيه بالفعل من خلال الحصار الذي بقي مستمرا حتى خلال الهدنة التي حملت اسم وقميص الإنسانية المزيفة والتي لم تقدم للإنسان اليمني أي شيء ولم تخدمه ولم تخفف عنه بل زادت الوضع تعقيدا وقسوة، كما هو الحال عليه اليوم في المناطق والمحافظات المحتلة وكذلك في المحافظات الصامدة الحرة.
لقد كان خروج الشعب اليمني في مسيرات جماهيرية حاشدة في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، تحت شعار (الحصار حرب) بمثابة ردة فعل شعبية غاضبة صنعها الحصار الاقتصادي والوضع المعيشي المتدهور حيث طالبت الجماهير وفوضت القيادة في صنعاء والقوات المسلحة باتخاذ التدابير والمواقف اللازمة والضرورية لكسر الحصار ووضع حد لغطرسة تحالف العدوان، لأنها تدرك أن بقاء الوضع كما هو عليه سيزيد الوضع قسوة وهذا ما يريده ويعمل عليه تحالف العدوان الذي يشن بالفعل حربا اقتصادية طاغوتية ظالمة لا تقل خطورة وطغيانا من الحرب العدوانية العسكرية بل هي أشد قسوة منها لأنها تقتل وتفتك بجميع فئات المجتمع من أطفال ونساء وشيوخ وعجزة ومرضى ومعاقين بلا رحمة، لهذا صار لزاما على صنعاء وقواتها المسلحة أن تتخذ موقفا صارما وقويا لكسر الحصار بعد أن استنفدت كل ما لديها من طاقة دبلوماسية وسياسية لكسر الحصار عبر طاولة المفاوضات.
لقد أثبتت الأحداث والمتغيرات أن تحالف العدوان على اليمن يعيش حالة استكبار وغطرسة وأنه حتى خلال الهدنة والمفاوضات السياسية يستمر في عمله الإجرامي ضد الشعب اليمني من خلال الحصار الاقتصادي وانه ليس لديه أي نوايا عملية حقيقية جادة لوقف طغيانه وأن الحل الوحيد والخيار الذي أثبت نجاحه وجدوائيته في التعاطي مع صلف وعنجهية هذا العدو هو الردع العسكري من خلال العمليات العسكرية النوعية القوية والفتاكة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمجنحة بعيدة المدى التي تستهدف دول تحالف العدوان في العمق وتطال منشآته النفطية والعسكرية وتجعله يولول ويصيح ويستجدي الإدانات من المجتمع الدولي من شدة الوجع وترغمه على الهرولة إلى سلطنة عمان أو غيرها من الدول ليطلب من صنعاء أن تتوقف عن دك حصونه الاقتصادية والعسكرية ويطالب بمفاوضات أو هدنة ثم بعد أن تتوقف هذه العمليات يعود إلى سابق عهده من الطغيان والغطرسة، ولكن هذه المرة وبعد كل ما حصل في الماضي من دروس وعبر وبعد ما أبدته صنعاء من صبر وحرص على تحقيق السلام لم يعد هناك حل ولا خيار آخر أمام صنعاء إلا استئناف عملياتها العسكرية النوعية حتى وقف العدوان وفك الحصار بشكل نهائي، فلم يبق أمام صنعاء أي خيار آخر.. والعاقبة للمتقين.