كلاكيت السعودية وأكاليشها.. مِنْ عَفَّاش إلى العليمي! (الحلقة الثانية)
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالرحمن الأهنومي
شنت مملكة العدوان السعودية وتحالفها الذي تقوده أمريكا حرباً إجرامية على اليمن مستمرة منذ مارس 2015م وفرضت حصارا شاملا ومطبقا أيضا والعنوان والدعوى إعادة «الشرعية”، وهي دعوى زائفة وكذبة وقحة قتل تحتها مئات الآلاف من اليمنيين، وماتوا، ودمرت حياتهم وفقدت معائشهم، ورغم أن العالم يعرف فحش الكذبة التي ظل يعترف بها وما زال معترفا بها، فقد انقلب ما يسمى تحالف دعم الشرعية على الشرعية التي هي في الأساس مجرد ادعاء وقح.
ففي العام المنصرم انقلب تحالف دعم شرعية هادي على هادي نفسه، وزج به السجن، وجاء بالمرتزق العليمي بديلا عنه، وبموجب ما أعلنوه «تفويض المهام”، ما تقوم وقامت به السعودية مسخرة ساقطة وحركات بهلوانية وفضائح مركبة ومتراكبة على بعضها، فلا المرتزق العليمي رئيسا على اليمنيين، ولا كان هادي أساسا رئيسا على الشعب اليمني، وليس لمملكة العدوان السعودية وأمريكا والمجتمع الدولي حق في فرض عملائها كحكام على اليمنيين ورؤساء عليهم.
واليوم لا يعلم أحدنا مصير العليمي وما إذا كان المرتزق يفكر بأنه رئيس يطل على اليمن من نوافذ فنادق الرياض، وهل يعتقد بأنه رئيس فعلا، وهو الذي لم يحصل على نصف واحد في المائة مما حصل عليه هادي من انتخابات صورية على الأقل، ويدرك بأنه مركوز سعوديا بورقة يمكن لأي سعودي غدا أن يشطبها وينتهي به الأمر إلى السجن.
لم ينعقد مجلس نواب، ولا شورى، ولا مجلس محافظين، ولا مدراء مديريات، ولا يمنيين في صنعاء ولا في عدن ولا في غيرهما، لا بنصاب ولا بدون النصاب، ليتم تنصيب المرتزق العليمي رئيسا، بل لم يقل أحد ذلك، كل ما في الأمر أن المسألة تفويض، وهنا أيضاً حول فرضية «التفويض الكثير من الرقاعات والخرق”، (تفويض من الغائب هادي الرئيس الفاقد والمطعون في رئاسته، قسراً إلى المرتزق العليمي الذي لم يؤخذ رأيه قبل ذلك، فضلا عن أي يمني آخر، لكن الصور تقول بأن العالم يصحو يوميا ويطل من بهو الفندق العليمي وهو يلبس الكرفتات والبدلات معتقدا بأن العالم يدور الأفلاك إليه ليشير بالبنان إليه كرئيس!
قبل ذلك أبقت أمريكا ومملكة العدوان والمجتمع الدولي مصطلح الشرعية رائجا في الهواء منذ بداية الحرب العدوانية، وصارت الشرعية وظيفة ومهمة استدعاء الحرب الأجنبية على اليمن، وتبريرا لإسقاط واحتلال وغزو وتدمير اليمن وقتل اليمنيين.
ولأن الشرعية أضحت فضيحة مكشوفة ومخجلة فلا يعترف بها نصف مواطن يمني لجأ حلفاء تحالف دعم الشرعية والمتحدثين باسمها إلى استخدام مصطلح المعترف به دوليا، للتغطية على انعدام أي أساس لتسميتها بالشرعية، ولتلطيف المصطلح ولتبرير الحرب العدوانية القذرة ولتبرير ارتزاقهم، فالاعتراف الدولي لا يمنح أحدا أن يقتل شعبا بأكمله ويخضعه للحصار والجوع.
وقد كان الادعاء بـ”شرعية” المرتزق هادي الغطاء الذي شنت تحته وبه الحرب الإجرامية على الشعب اليمني، بل والمسمى الذي تشكل به «تحالف دعم الشرعية” وكانت هي السرديات اليومية لإعلام وأبواق ومتحدثي تحالف العدوان والحرب، حتى أن تحالف الحرب الإجرامية وضع رسميا هدف إعادة «الشرعية المدعاة” إلى صنعاء، في أول أهداف الحرب الإجرامية، غير أنه نفسه انقلب عليها مرارا وتكرارا ثم زج بصاحبها إلى السجن ولم يزل إلى اليوم.
ويا ترى كيف استحقت شرعية مخيطة بحذاء أن يتشكل هذا التحالف بقيادة أمريكا والسعودية وبعضوية من 17 دولة تشارك علنا في الحرب على اليمن…تحت مسمى «تحالف دعم الشرعية”!
ويا ترى هل شغلت الجيوش والاستخبارات والتقنيات العالية والرصد الفضائي والجوي، وتحركت الأساطيل البحرية من أرجاء البحار، وانطلقت القاذفات إلى سماء اليمن من قواعد ومطارات إقليمية عديدة ومتعددة، وتقاطر المأجورون من كل الأصقاع من أفريقيا وبنغلاديش وأفغانستان وكولومبيا وأستراليا ومن جزر سلمان، لأجل إعادة الشرعية..ولماذا تلك الشرعية التي ليست لها علاقة باليمنيين أساسا ولا انتهاء، مهمة إلى هذا الحد! سنجيب على السؤال لاحقا!
ليس الأمر كذلك، بل لأن السعودية لديها خزائن وافرة من الأموال والنفط، احتشد العالم معها بهدف المصلحة، وهي بالمختصر حرب حشدت لها أمريكا تحالف أصحاب المصالح القذرة.
فقام ما أسمي تحالف دعم الشرعية بقصف اليمن سماء وأرضا وبرا وبحرا، وقتل اليمنيين بالجملة والمفرق، دمر بالطائرات كل شيء، الطرقات والمخازن والمحطات والمياه والكهرباء والمدارس والجسور والمنازل والآثار والمتاحف والمدن القديمة والبيوت والمطارات وكل شيء، فأي شرعية تبرر ذلك!
قام تحالف دعم الشرعية بمحاصرة اليمن وتطويقه من كل الجهات وحظر السفر وأغلق المطارات والمنافذ وطوق مرافئ الاستيراد والتصدير وتسبب في أسوأ المجاعات في تاريخ البشر، وأي شرعية تجيز ذلك!
أرسل تحالف دعم شرعية الرئيس جيوشا جرارة من المأجورين والمرتزقة والجيوش المستأجرة ودججها بآلاف الجنود الإماراتيين والسعوديين ومن جنسيات أخرى، نحو عدن ومارب وسواحل اليمن، بل وإلى المهرة وسقطرى وحضرموت التي بقيت خاضعة لجيش وأمن وسلطات الرئيس الشرعي الذي شنت 17 دولة على رأسها أمريكا الحرب لإعادة شرعيته وتحت مسمى “تحالف دعم الشرعية”؟
قامت دبابات وطائرات ومجنزرات ومدرعات ومليشيات “تحالف دعم الشرعية” باحتلال موانئ النفط ومنشآت الضخ وموانئ التصدير والإنتاج، وسيطرت عليها منذ ذلك الحين وإلى اليوم تحتلها بشكل مباشر، ومنعت الاقتراب منها، وكذلك فعلت في المطارات والقواعد العسكرية، وأي الشرعيات تسمح بذلك!
وظل هادي “كوزا مركوزا” في أحد الفنادق الفخمة في الرياض، يتابع شرعيته من بهو الفندق كل ليلة، ويتابع ما يأتيه ضباط المخابرات السعودية والإماراتية وغيرهم من الأوامر التي يجب أن يمضي عليها، والقرارات التي يجب أن يوقعها، ثم يعود إلى الغرفة ويكمل سهرته، وهكذا لسبعة أعوام.
وفيما ظل حشد المرتزقة والعملاء والمأجورين يناضلون من عواصم عديدة خارج البلاد ويقيمون في فلل وفنادق وأماكن سياحية ضخمة ويستلمون أموالا شهرية، نظير وظائفهم الشرعية التي يقومون بها – حسب دعاويهم الساقطة -كشر «تحالف دعم الشرعية” كم نهبه وجرفه وسرقته للثروات والكنوز والآثار وكل شيء، وشمر ساعديه لنهب وسرقة الثروات النفطية والغازية، وأرسل الغواصات والسفن الكبيرة لنهب الثروات البحرية وجرفها من سواحل اليمن، حتى الحيوانات والأشجار والأحجار قام بسرقتها من سقطرى وغيرها.
وبينما كان المنحطون من طابور العملاء والارتزاق والخيانة يتباهون بما حرروه من أرض شرعية في اليمن، كان تحالف دعم الشرعية نفسه يضع قدمه في كل شبر يتمكن منه ويصل إليه، ثم يستغني عن خدمات المرتزقة في تلك المنطقة وينقلهم إلى أماكن أخرى.
قتل تحالف العدوان والإجرام من اليمنيين مائة ألف أو يزيدون، ولقد جاع اليمنيون وأصابتهم المعاناة والأمراض والأوبئة والظروف بسبب الحرب الإجرامية والحصار، بينما الخونة المنحطون والحقراء ظلوا يصفقون لكل مذبحة تحدث في أوساط الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان، لا بل ويقولون عن كل ذلك انتصارات الشرعية وإنجازاتها!
مرتزقة بلا انتماء وبلا وجود وبلا حضور في اليمن يسمون أنفسهم الدولة والحكومة والمجلس النيابي وبكل وقاحة تجد أحدهم يصف نفسه بأنه مدير مديرية مناخة في صنعاء وهو يعيش في أحد فنادق الرياض منذ سنوات!
ومثلما حشد «تحالف دعم الشرعية” طابور العملاء والخونة وزج بهم في معارك الغزو والاحتلال لليمن، وفي مقاتلة اليمنيين على الحدود وفي السواحل، حشدهم أيضا في معاركه البينية، فقاتل بالإخوانجيين ضد الانفصاليين، وقاتل بالانفصاليين ضد الإخوانجيين، ومن نجا من الطرفين قصفه بطيران تحالف الشرعية، وظل العنوان يقتل ويدمر ويحتل وينهب ويطلق على نفسه تحالف دعم الشرعية!
الحرب العدوانية على اليمن نكست كل شعارات العالم والأمم، وطرحتها أرضا ولم يعد أي حديث عن حقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة إلا مجرد ادعاءات خاوية من كل معنى.