قاعدة الانطلاق في العمل هي رضى الله وليس وجوبه أو عدمه
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
فانطلق في عملك من قاعدة: أن في هذا العمل لله رضى؛ وسـترى أنت أن هذا العمل مهـم جـدًا، وسترى كل شيء – تقريبًا – واجبًا في الأخير، سترى لأهمية هذا في تحقيق هذا الواجب وفي خدمة هذا الواجب سترى الدنيا كلها تصبح تقريبًا واجبًا، كل شيء واجبًا.
الذي ينطلق يفرق بين الأحكام فيقول: [هذا ما قد وجب، وهذا ما قد يلزم] قد يكون ممن ليس لديه اهتمام بقضايا كبيرة فهو ممن لا يعرف قيمة ما يخدم هذه القضايا، لا يعرف قيمة ما يخدم إصلاح وضعية الأمة، ما يخدم إعلاء كلمة الله فيراه لا يلزم، وهذا لا يلزم، وهذا لا يلزم. وانتهت كلها.
لكن متى ما انطلقت ستكون من أولئك المتقين الذين حكى الله عنهم في قوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (آل عمران: من الآية134).
اذهب اسأل عنها كل هذه في قائمة المندوبات في قائمة المندوبات كلها. الإنفاق في سبيل الله قالوا: منسوخ بآية الزكاة. وانتهى الموضوع.! فالذين ينفقون في السراء والضراء عبارة عن تطوعات فقط يعني مندوبة يريد قليل حسنات، وكظم غيظ، وعفو عن الناس. بينما هي وردت هنا في أبرز صفات المتقين الذين أعدت لهم الجنة، وستراها أعمالًا مهمة جدًا، ثم قد تراها واجبة عليك في حالات كثيرة واجبة عندما تكون أنت لديك اهتمام كبير فتعرف أهمية هذه في خدمة هذا الذي أنت تهتم به.
كيف يقول عن الجنة التي أعدت للمتقين ثم يتحدث عن مندوبات فقط ويترك الواجبات المهمة هناك! لا يأتي بها إلا ليقول لك: المتقون هم أناس عمليون، هم ممن لا يفكر في أن هذا مندوب أو هذا واجب فهم ينطلقون على هذا النحو، والإنطلاقة لتحقيق هذه الأشياء الأربعة: الإنفاق في حالة السراء والضراء، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس هي من الأسس المهمة في ميدان العمل لإعلاء كلمة الله سواء تسميها مندوب أو تسميها واجب؛ أنه لابد – وأنت في حالة العمل لأن تكون من المتقين – لا بد وأنت معدود من المتقين أن تكون متحليًا بها؛ لأنه هكذا وصف المتقين بأنها صفة من صفاتهم اللازمة وليس فقط في النادر؛ ألم يأت بها مصدرة بـ [ألـ]؟ الذين ينفقون في السراء والضراء، الكاظمين الغيظ، العافين عن الناس. كصفة دائمة لديهم. {لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
معرفة الله- الدرس الحادي عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 30/01/2002
اليمن – صعدة