اليمن يباركُ بطولات الفلسطينيين في القدس والإعلام الصهيوني ينزعج
||صحافة||
أعادت أصداءُ العمليات الأخيرة ضد الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة تسليطَ الضوء على موقفِ اليمنِ المتميِّزِ في نصرة القضية الفلسطينية، حَيثُ عبرت وسائل إعلام صهيونية عن استياء كبير من مباركة “أنصار الله” للهجوم البطولي الذي أسفر عن مقتل عدد من الصهاينة في القدس، الأمر الذي ترجم بوضوح قلق “تل أبيب” من توجّـه صنعاء وموقفها الداعم للمقاومة الفلسطينية، وهو قلق سبق أن عبر عنه مسؤولون صهاينة وقادةٌ في جيش الاحتلال بشكل صريح.
واستهجنت وسائل إعلام العدوّ البيان الذي أصدره المكتب السياسي لأنصار الله، عقب العملية البطولية التي أسفرت عن مقتل ثمانية مستوطنين صهاينة وإصابة آخرين في القدس المحتلّة، والتي جاءت رداً على جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وبارك البيانُ العملية مؤكّـداً أن “من شأنها أن تهز الكيان الصهيوني المؤقِّت وتجعله يراجع حساباته ويدرك أنه لن يكون بمأمن من عمليات المجاهدين بعد الآن”.
وأضاف: “نشُدُّ على أيادي المجاهدين الفلسطينيين في الاستمرار بهذه العمليات المباركة التي ترفع رأس الأُمَّــة الإسلامية” وَ”ندعو أحرار الأُمَّــة إلى مساندة ودعم الشعب الفلسطيني وحركات الجهاد والمقاومة؛ كونها الخيار الصحيح والوحيد الكفيل بدحر الاحتلال وتحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية”.
وأبدى محللون صهاينة انزعَـاجاً كَبيراً من احتفاء اليمن بالعملية البطولية، الأمر الذي رد عليه نشطاء يمنيون بتأكيد الموقف المبدئي والثابت للشعب اليمني في نصرة القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن انزعَـاج الصهاينة من بيان “أنصار الله” أمر يبعث على الفخر، ويؤكّـد تأثير الموقف اليمني على الساحة فيما يتعلق بالصراع مع العدوّ الإسرائيلي.
وتعزيزاً لهذا الموقف أكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، أن موقف اليمنيين الداعم للشعب الفلسطيني ثابت، وأن “القضية واحدة والشعب واحد”.
وَأَضَـافَ في حديث للمسيرة أن “هذه العمليات دليل على عظمة المجاهدين الفلسطينيين وتضحياتهم التي سترغم العدوّ على الخروج من فلسطين الأرض والمقدسات”.
وأشَارَ إلى “الانتصار محتوم للقضية الفلسطينية بفضل الله وتضحيات المجاهدين التي ستكسر جبروت العدو”.
من جانبه، بارك رئيس حكومة الإنقاذ الوطني عبد العزيز بن حبتور “العملية البطولية الفلسطينية في القدس رداً على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني” وأكّـد أن “اليمن يقف مع مشروع مواجهة العدوّ الصهيوني، ويلتزم خط المقاومة الممتد من صنعاء إلى فلسطين فطهران”.
ويترجم انزعَـاجُ العدوّ الصهيوني من موقف “أنصار الله” والشعب اليمني، المخاوفَ التي سبق أن عبرت عنها “تل أبيب” بشكل صريح فيما يتعلق بدور اليمن في الصراع، حَيثُ كان العديدُ من المسؤولين الصهاينة وقادة جيش الاحتلال قد أكّـدوا سابقًا أن اليمن بات يشكل تهديدا متناميا ضد الكيان الصهيوني بما يمتلكه من إمْكَانات وأسلحة وبموقفه الواضح في العداء للكيان الغاصب، والذي يجسده شعار “الموت لإسرائيل” بصورة جلية.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد أكّـد أكثرَ من مرة استعداد اليمن لمساندة ودعم المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة، كما أكّـد أن اليمن سيكون جزءاً رئيسياً من أية مواجهة إقليمية بين محور المقاومة والعدوّ الصهيوني.
إداناتٌ “عربية” مخزية
ويأتي انزعَـاجُ الصهاينة من الموقف اليمني المتميز، وسط مواقفَ مخزية تبنتها دولُ العدوان على اليمن وحلفاؤها في المنطقة، حَيثُ أصدرت كُـلٌّ من الإمارات ومصر والأردن وتركيا، بيانات “أدانت” فيها العملية البطولية التي استهدفت الصهاينة في القدس، ووصفتها بأنها “عملية إرهابية وإجرامية”، ضمن محاولة خيانية فاضحة لتضليل الرأي العام وتقديم العدوّ الصهيوني في مظهر “الضحية” وتبرير جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وعلى استحياء أصدرت السعوديّة بياناً مماثلاً أشار إلى المستوطنين الصهاينة؛ باعتبارهم “مدنيين” في محاولة لتكريس الرواية المضللة التي يحاول العدوّ الإسرائيلي ترويجها والتي تعتبر استهداف المستوطنين عملا إجراميا، وتحاول مساواة الضحايا الحقيقيين بالجلادين.
وأثارت بيانات الإدانة “العربية والإسلامية” للعملية الفلسطينية موجة غضب وسخط واسعة بين نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أكّـدوا أن هذه البيانات تترجم مستوى الخضوع والارتهان الذي وصلت إليه أنظمة العمالة، كما تفسر السلوك العدائي لهذه الأنظمة تجاه العديد من شعوب ودول المنطقة وخُصُوصاً تلك التي تتبنى مشروع مناهضة العدوّ الصهيوني.
وتكشف هذه البيانات المخجلة بوضوح عن أهداف نشاط “التطبيع” المعلن الذي يتصاعد منذ سنوات بين الكيان الصهيوني والأنظمة العميلة في المنطقة برعاية من دول الغرب، حَيثُ بات واضحًا أن الغرض من هذا النشاط هو تشكيل خط دفاع “عربي” عن كيان العدوّ، لحمايته ودعم وتبرير جرائمه، والضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بالاحتلال والتخلي عن المقاومة والنضال.
يشار إلى أن الأنظمةَ التي أدانت العمليةَ الفلسطينيةَ التزمت صمتاً مهيناً إزاء الجرائم الأخيرة التي ارتكبها العدوّ الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في جنين.
محورُ المقاومة يتفرَّدُ بنُصرةِ فلسطين
بمقابل المواقف المخزية للأنظمة العربية العملية، جاءت مواقفُ حركات وأطراف محور المقاومة واضحةً في التأكيد على دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني ومواصلة استهدافه حتى تحرير فلسطين.
وخلقت هذه المواقفُ حالةَ فرز تلقائية جعلت مشهدَ الصراع في المنطقة أكثر وضوحا، حَيثُ بات واضحًا أن الأنظمة الخاضعة للنفوذ الأمريكي وعلى رأسها أنظمة الخليج أصبحت منضوية بالكامل في معسكر العدوّ الصهيوني بشكل واضح، فيما أصبح محور المقاومة متفردا بنصرة الشعب الفلسطيني.
لكن في الوقت الذي لم تعد تمتلك فيه أنظمة المعسكر الصهيوني في المنطقة أي جديد تقدمه لـ”تل أبيب” سوى الإدانات الفاضحة، فَـإنَّ تعاظم قوة محور المقاومة وتوسع رقعة تأثيره بات كابوسًا مزعجًا لكيان العدوّ وعملائه، الأمر الذي يفسر الانزعَـاج الكبير الذي يبديه الكيان الصهيوني تجاه أي موقف تصدره أطراف محور المقاومة، بما في ذلك اليمن.
وبعبارة أُخرى: إن العدوّ الإسرائيلي بات يدرك جيِّدًا أن التفافَ الأنظمة العميلة حوله لم يعد يجدي كَثيراً في ظل تصاعد تأثير محور المقاومة وتعدد أطرافه ووحدة رؤيته ومواقفه.
صحيفة المسيرة